الفصل الخامس من رواية الخادة الصغيرة بالعامية المصرية
_________
_انت بتعمل إيه يا زفت !!؟؟؟
كان صوت انجي إللي جات ورا أبنها جري أول ما شافت نعمات طلعت وسابت جلال لواحده مع إللي إسمها رضا
اتخض جدا وعرف إن مامته مش هتعديله إللي عمله على خير واتعدل من فوق رضا بسرعة ونفسه عالي ، رغم أنه شهوته نسته الوقت والمكان إللي هو فيهم بس لما مامته زعقت حس إنه في ورطة
اتعصبت جدا ووشها أحمر وبان عليها كأنها واقفة بتغلي وقربت من ابنها وبعدته عن رضا وهو أصلا كان بعد عنها بس هي شدته من دراعه وبعدته عنها أكتر وكأنها عوزاه يكون في أخر العالم بعيد عن رضا الحقيرة والخبيثة من وجهة نظرها طبعا
_ ملقتش غير دي !!
سأل _ يعني لو مع غيرها عادي ؟
اتعجب جلال من غضب أمه خصوصا أنه مكانش عل الفعل لأ كان على إنه عمل كدة مع رضا بعينها ! ..
_مع أي كلبة حتى إلا دي
اتصدم جلال من رد أمه إللي كان متوقع انها عقليتها متخلفة " من وجهة نظره" وأكيد هترفض إللي هو كان بيعمله مع رضا لكنه اتفاجىء بيها بتكمل وبتقول بغل وهي بتبص على جسم رضا إللي كانت لسة لابسة قميصها الأبيض لأن جلال مكانش كمل تخليصها من هدومها
_ وبعدين عجبك فيها إيه دي سودا ، بقى سايب بنات أمريكا وأوروبا والشعر الأصفر والجسم الأبيض والعيون الزرقا وجاي لدي ؟!!!
جابت القميص بتاعه ورمته على صدره وقالت بحزم _ امسك البس ، و عندك بنات أمريكا أشبع بيهم ، أما دي لأ
رغم عصبيتها وثورتها وكل كلامها إلا إن جلال ملفتش انتباهه غير الأسلوب إللي بتكله بيه وقالها ببرود
_ الأسلوب دا في الكلام معايا مش بحبه
اتحرجت انجي وفاقت على نفسها وقربت منه ومسكت خده بين ايديها وقالت بحنية
_ أنت زعلت من ماما يا حبيبي ؟
عيونه مرمشتش حتة وهي بتكمل _معلش يا جلال يا حبيبي ، أنا بفقد أعصابي لما بشوف البنت دي .. حتى معرفتش اخدك في حضني ولا أعبر عن اشتياقي ليك بعد المدة دي كلها من السفر
كانت متوقعة جلال يتكلم ويناقش بس رد عليها بابتسامة عادية ولا مبالاية
_ it's fine !
ضحكت انجي برضا وهي بتشوف إن ابنها طلع مثال للولد الأمريكي إللي كانت نفسها فيه ، آمالها وطموحها إن يكون أبنها أحسن واحد في الدنيا وكل الناس تتكلم عنه ويقولوا شوفوا اتعلم فيه واتربى فين واتصرف عليه أد إيه وكانت عاوزة تتفاخر بيه أدام كل الناس وتحرره من القيود إللي بيحطها عليه المجتمع ومعندهاش مشكلة تعمل أي حاجة في سبيل إن ابنها يكون " الفتي المميز " في مصر كلها ، حتى لو هتيجي على صحة ابنها النفسية وعقيدته والدين !
______
لبس جلال قميصه وخرج وبعدين بيبص لقى جدته فريدة على كرسي متحرك مقبلاه بلهفة شديدة أوي وبتحرك الكرسي بسرعة عشان توصله ، فريدة مش مش مشلولة بالعكس هي بتعرف تمشي لكن هي بقالها فترة ضهرها واجعها ورجليها فيها ألم بسبب الأمراض إللي عندها واليومين دول بالذات هي تعبانة جدا جدا فمش بتقدر تمشي على رجلها كويس ، لكن في العادي هي بتقدر تمشي على عكاز أو بتتسند على رضا
_ ديدااااا ؟!!
قالها جلال بابتسامة واسعة وهنا فريدة اتسندت ودكوعها نزلت من الشوق ليه وهي بتحضنه وبتضمه لحضنها بلهفة مش طبيعية لحفيدها الوحيد
_ يا روح وقلب وحياة ديدااا يا أغلى ما عند ديدااا
جدته طبعا باسته بطريقة مهولة في كل حته في وشه وراسه بحنان العالم كله وكل مرة تقوله
_ تعالى يا حبيبي يا غالي على قلبي
فرح جلال فرحة كبيرة من حجم شوقها ليه وحس بسعادة وفخر كدة أنه محبوب للدرجادي عن جدته وسندها وبص لعيونها بعد ما طلع حضنها ولقاها حمرا جدا
_ مال عيونك ؟
مسكت وشه بايدها تلمسه بحب _ حسيت بيك إنك جيت وعيني دمعت لما شميت ريحتك ، قاعدة من ساعتها مستنياك
بعدين بصتله بحرج _ معلش يا حبيبي مقدرتش اجي استقبلك من المطار ..
ابتسم جلال _ أنا عارف إنك صحتك مش زي الأول ، ألف سلامة عليكي
_ الله يسلمك من كل شر يارب
سألها بطريقة مباشرة _ بابا فين ؟
_ أبوك مسافر من قبل ما يعرف إنك جاي بيجيب مكن جديد للحرث والزراعة
طبطبت على كتفه كأنها حست باللي هو بيفكر فيه وبدأت تشوف كلام رضا صح لما قالتلها إن أكيد جلال محتاج حنان
_ هيفرح لما يشوفك أوي
رد بسخرية وهو بيفتكر مقابلة أمه ليه
_ هيفرح زي ماما كدة
بصتله باستغراب من جملته بس هو اتنهد وقال بينهي أي حوار هيبدأ
_ ديدا أنا عاوز أنام
بصتله بتعاطف_ تعبان من السفر يا غالي .. ما تيجي تنام في حضني هنا
رد ببرود_ مش بحب حد ينام جنبي
مخفاش على فريدة طباع حفيدها إللي بقت فيها كتير من برود وجمود الغرب لطنها سايرته في الكلام وبتحاول بقدر الإمكان متضايقوش عشان ميقررش يسافر تاني
_ ماشي يا دكتور كنت مش بتحب تنام غير في حضن ديدا
جلال استهزء جواه لأنه المفروض كان يدخل طب من سنة لكنه مدخلش لحد دلوقتي بس اتجاهل تلميح جدته ورد بجمود
_ كبرت بقى
اتصدمت من رده الجامد والمتكبر بس ابتسمت
_ هتفضل نونو في عيني
هز راسه وابتسامة مقتضبة اترسمت على شفايفه
كان هيسيب جدته ويمشي وفريدة هتتجنن من بروده ومش مصدقة إن دا حفيدها الصغير إللي كان في قلبه حب وحيوية وشقاوة تطفي العالم كله ، بس إللي ادامها دا بواقي من صفاته كلها للأسف الشديد
فجأة وقف وبصلها وقال بلا مبالاه _ آه صحيح البنت إللي إسمها " رضا ", مضروبة وبتنزف وخليتهم يجيبولها دكتور
اترعيت فريدة عليها _ لا حول ولا قوة إلا بالله مين عمل فيها كدة
رد ببساطة_ قرايبها ضربوها
قالت بلهفة وخوف شديد وهنا عرف جلال إن فعلا رضا مهمة أوووي عند جدته زي ما السواق قال
_ ودوني ليها ، ربنا يسترها يارب ، اسندني يا جلال
خدها جلال ووداها لرضا واتصدمت لما لقاتها بقميصها بس انجي اتدخلت وقالت إنها هي إللي قلعتها العباية عشان كانت متوسخة ومتقطعة خالص
غطوها بالغطا والدكتور جه وكشف عليها وهي كانت لسة نايمة والدكتور قالهم انها لما تصحى هتكون كويسة وفريدة مرضتش تقوم من جمبها وقعدت معاها رغم تعبها الشديد
___
في أخر اليوم رضا كانت فاقت وخدت مسكنات والدكتور كان طهر الخرابيش إللي في جسمها والجروح إللي عملوها بضوافرهم وعالج الكدمات إللي اتجمعت من الضرب ولقى جرح صغير في دماغها نتيجة انها لما وقعت وقعت على طوبة سببتلها الإغماء والدوخة وكمان نزفت شوية صغيرين لحد ما الدم اتجلط و مكانش حد ملاحظ الموضوع دا إلا جلال وهو حاطط راسها على رجله ولما رفع راسها لقى مكانها دم فقال للدكتور يشوف الجرح
بقت زي الفل وتقدر تمشي وتروح وتيجي والألم خف خالص ... بس فاضل حاجة بقى هي مش متأكدة منها ، هل فعلا هي شافت جلال ولا دا كان حلم ؟
هي عارفة أنه جاي النهاردة بس هي من كتر الصدمة مش قادرة تستوعب أنها شافته فعلا
عضت شفايفها واتكسفت لما افتكرت الحلم اللي شافت فيه جلال قالع هدومه وبيبوسها ومقرب منها أوي
_ أستغفر الله العظيم بتفكري في إيه يا رضا هي حصلت
وبهت نفسها بعنف وشالت الفكرة من راسها بعدين افتكرت الضرب إللي خدته وكزت على سنانها بغل وتوعد لمراة أبوها ومراة عمها وبنتها
_ مبقاش رضا إن ما ربيتكوا يا حرابي يا ولاد الكلب وأهرسكوا هرس
وكانت لسة هتغمض عيونها عشان ترتاح سمعت صوت الحمام بيتفتح وبيخرح منه فريدة بتسند على عكازها
أول ما شافتها مفتحة فرحت جدا
_ حمدلله على السلامة ، كدة تقلقينا عليكي
_ ست فريدة ..
قالتها رضا بتفاجئ ولهفة وكانت هتقوم بس فريدة ابتسمت ووقفتها عن إللي عاوزة تعمله
_ خليكي مرتاحة أنا اللي جاية
_ إيه بس إللي نزلك هنا دي مش أد مقامك يا ست فريدة وانتي تعبانة
_ بس يابنت أنتي ، أنا لو مقعدتش معاكي وانتي تعبانة مين يعني هيقعد
بدأت رضا تعدد وتشتم في نفسها _ قُطعت وقطعت سيرتي أني لو أعرف إني هييجي من ورايا تعب ليكي مكونتش هوبت ناحيتك نهائي
_ بس بقى كبرتي الموضوع أوي ، بعدين جلال مبيحبش الشخصيات ال over,
مصمصت رضا شفايفها بحسرة _ هو فين بس وأنا أخليه يحبني بكل الطرق
فريدة استغربت إن رضا متعرفش إن جلال جه لحد دلوقتي
_ معقولة محستيش بيه ؟
بصتلها رضا في حيرة لأنها مش فاهمة هي بتتكلم عن ايه ، فهمت فريدة نظراتها وبدأت تحكي إللي حصل
_ جلال رجع من السفر الصبح و هو إللي جايبك هنا وخلاهم يجيبولك دكتور مخصوص
هي بتحكي والبت رضا مفتحة عينيها وبقها على آخرهم زي العبيطة من الصدمة فضحكت فريدة على منظرها وقالت بنبرة ليها مغزى
_ وأم نعمات حكتلي إنه كان داخل شايلك على ايده ودخلك أوضتك ، يعني أول حد قابله في البلد كان أنتي ، يا حظك يا ست رضا
صمت انتشر في المكان ولسة الدبان عمال يخرج ويدخل من بقى رضا وفجأة صرخت بقوة وكأنها لسة مستوعبة دلوقتي الكلام إللي اتقال
_ ياسنة سوخة يا ولااااااااااااد !!!!
فريدة اتفاجئت ورضا وشها بقى بيضحك وبتسأب بحماس
_ سي جلال .. سي جلال هنااااا ؟!!!
فريدة هتموت وتحط ايدها على بوقها عشان تسكتها عشان متفضحمش والتانية لسانها مترين وصوتها بيلف البلد كلها وعمالة تولول وتعمل تمثليات من بتاعتها
_ يختاااي الحقيني ببوق ماية هيغمى عليا ، حد يقرصني ، حد يضربني ، آههه
ضربتها فريدة جامد في كتفها فسكتت رضا بعد ما صرخت من الوجع وبعدين شخطتت فيها بحزم
_ اخرسي بقى دا أنتي هتكرهيه فيكي من أول جملة
وبردو سألت رضا بسماجه وفرحة _صحيح جلال هناا يا ست فريدة
اتنفست فريدة بنفاذ صبر ومش عاجبها أفعال رضا المجنونة ولهفتها الذيادة أوي على جلال في حين إن رضا كملت
_ وحياة ربنا حسيت بيه وبريحته أصل الأوضة فجأة كدة بقت حلوة وجميلة وتشرح القلب
قرصتها فريدة من دراعها _ آه منك يا بكاشة يا لمضة
ولا كأن حصل حاجة وولا كأنها لسة مضروبة ومقروصة وبدأت تزن زي الطفلة
_ عاوزة أشوفه وحياة غلاوته عندك، عاوزة أشوفه
فريدة ابتسمت بشجن وتأثر على حبها ولهفتها عليه رغم أنها متضايقة وخايفة لرضا تظهر دا لجلال وتبقى لقمة سهلة بالنسباله
_ دخل نام من وقت ما جه ، معرفش هيصحى امتى
عرضت بلهفة _ أروح اصحيه !!!؟
بعدين تراجعت _ لأ لأ أنى بؤحرج
بعدين رجعت قالت كأنها لقت فكرة جهنمية _ ولا أقولك هقوم مش أنا بشتغل هنا هقوله قوم اتعشى
جات تقوم لقت كل حتة في جسمها وجعاها
_ آه ياني يا كل حتة فيا وجعاني
شدتها فريدة من دراعها بعنف ورجعتها مكانها تاني وخلاص هي فقدت كل ذرة عندها أنها تسيطر على نفسها أدام البت إللي بتعصب دي
_ بقولك إيه اثبتي بقى في مكان
خافت من شراستها رضا وكان شكلها وهي خايفة بس فريدة مسكت نفسها وكملت وسألتها بحزم
_ بتحبي جلال ولا لأ ؟!
رضت بسرعة وتأكيد _ ودي عاوزة سؤال دا أني بموت فيه
ابتسمت فريدة ورفعت حاجبها لفوق وبعدين بصت لرضا بنظرة تخطيط ورضا مستنية تسمع إللي هي هتقوله
_ يبقى تسمعي وتركزي في كل كلمة هقولك عليها ... دا لو عاوزة جلال يكون ليكي من بكرة تنفذي كل اللي هقوله بالحرف ... وتبقى توريني انجي بقى هتسفر ابنها إزاي !
______________
نهاية الفصل.......