الفصل الخامس عشر من رواية الخادمة الصغيرة

 الفصل الخامس عشر من رواية الخادمة الصغيرة 

الفصل الخامس عشر من رواية الخادمة الصغيرة

_____________


تاني يوم الصبح أول ما النهار طلع كانت رضا في البيت وطالعة اوضة الست فريدة كمان وأول ما فتحت الباب لقت جلال في وشها لافف فوطه على  جسمه المبلول ففهمت إنه كان بيستحمى ... انصدمت من وجوده وقالت لا إرادياً


_ جلال بيه ..


كلمة بيه ضايقته جدااااا لكنه تغاضى عنها وقال


_ آسف يا رضا .. نسيت انك جاية


عيون رضا حاولت بكل قوتها تنزلها من عليه ... لسة بتحبه ولسة بتموت فيه ومش قادر تكرهه ومش قادرة تشوفه بالشكل دا ومشاعرها متتأثرش


راح جلال جمب جدته يلامس شعرها ويبوس خدها بحنان ويقولها


_ صباح الخير، وحشتيني يا ديدا


اتنهدت رضا وبلعت ريقها من رقة وجمال جلال وشكله الحلو وكأنها عمالة تتفرج على لوحة في منتهى الجمال ، لوحة نادرة ومميزة لأنها مش بس حلوة لأ دي بتتكلم كمان


بصلها لقاها هيمانة فيه فابتسم وبعدين دارى ابتسامته بسرعة وسألها بملامح حزينة


_ هي حاسة بيا صح ؟


مكانتش عارفة ترد تقوله إيه فكمل جلال بصوت حرص إنه يخرجه مليان حنين


_ من ساعة ما تعبت وأنا بنام معاها هنا وبستخدم كل حاجتها .. بحققلها حلمها في إني أعيش معاها ومسافرش


ابتسمت رضا بحزن وهي بتبص على فريدة_ كانت أمينة حياتها إنك تفضل جمبها


_ وأنا جنبها أهو .. ليه هي مش جنبي ؟


صعب عليها جداً ولتاني مرة متبقاش عارفة ترد تقول إيه .... وقف جلال وبدأ خطواته تتجه لرضا وهو بيقول بضعف


_ هو أنا وحش .. عشان كدة ربنا دايما بيعاقبني


هزت راسها بسرعة تنفي إللي هو بيقوله _ لاء بعيد الشر عليك من الوحاشة يا جلال بيه


قرب منها جلال بقوة واستغل الوضع انها متأثرة من إللي بيقوله وإنه صعبان عليها


_ طيب ليه يا رضا .. ليه دا كله بيحصل معايا


رضا مشاعرها بدأت تتاأثر بيه وعشقها بان في عيونها فنزلت عيونها. في الأرض من الخجل ومن كمية المشاعر إللي احتلت كيانها بقربه ومن كلامه وأسلوبه


_ بصيلي يا رضا ، أنا وحش !


اندفعت رضا ورا عواطفها وردت فوراً بعد ما صعب عليها


_ اسم الله عليك  يا جلال بيه وحش إيه بس ، دا أنت زين الحلوين


تأمل ملامحها للحظات .... ملامح عادية جدا أول ما تشوفها لكن لما تتأملها تشوف الجمال المصري المميز والفخم في كل تفصيلة فيها  .... مقدرش يمنع نفسه إنه يغازلها


_  انتي كمان حلوة أوي يا رضا


غمضت عيونها ونفسها كان مجنون بيرعد جسمها وكانت مشاعرها كلها بريئة وجديدة فمكانتش عندها أي خبرة في التعامل معاها ولما بتحب وتحس ، بيبان عليها علطول ، استهزء جلال بيها وشاف إن أد إيه مهمته سهلة أوي أدام طفلة دايبة فيه زي دي وقرب أكتر وهمس


_ حتى اسم رضا مش لايق عليكي ....


سكت بعدين كمل بهمس خطير أكتر_ فاكرة وأحنا صغيرين كنت بقولك ايه ... رودي .


من كتر الهيام حست إنها في عالم تاني لكنها فجأة فاقت على نفسها وبعدت عنه وهي بتنهج لأنها كانت في حرب بين مشاعرها وقلبها


_ ابعد يا جلال بيه الله لا يسيقك .. كفاية إللي حصل ... أني مش عارفه أعيش من بعديه


اتأفف لكنه افتكر توصيات أمه فقال برفق


_ قولتلك وقتها كنت شايف إنك بنت مش كويسة


وقرب بعد ما كانت بعدت بيسحرها بكلامه المعسول


_ إنما دلوقتي أنا شايفك بعيون تانية خالص


رضا بعدت عنه تماماً وراحت قعدت جمب الست فريدة بسرعة وقالت بقوة حاولت التمسك بيها


_ البس هدومك يا جلال بيه واني هقعد مع ست فريدة أرعاها


رغم إنها صدته إلا إنه مستسلمش وقال وهو خارج وعيونه منزلتش عنها


_ مطمن عليها لأنك معاها ..


ابتسمت رضا وحاولت تخبي الابتسامة دي بس مقدرتش وقلبها الصافي رق بسرعة البرق وبدأ يدق . ... بس إللي عاشته علمها إنها مينفعش تفتحله ببان قلبها وانها أول واحدة هتتاأذي .


_


بعد كام ساعة كان جه المغرب ونعمات كانت جابت لرضا الغدا وإللي مقدرتش تاكل منه حاجة لأنه نفسها مقفولة ...  دق الباب فراحت رضا تفتح الباب لقته جلال واتصدمت لما لقته ماسك صينية عليها عصير .. فضلت بصاله كتير لأنها عارفة إن جلال استحالة يعمل أي حاجة في البيت واستحالة يشيل صينية أصلا في حياته ... فك جلال صدمتها وهو بيرفع الصينية ادامها وبيقول بلطف


_ أتفضلي


كان الموقف محرج جدا لأنه غريب ورضا حست إنها عاوزة تضحك عليه عشان شكله يضحك وهو متوتر وباين عليه إنه مجبور على الفعل دا لكنها فرحت إنه بيحاول يعمل أي حاجة عشان يصالحها ، أما جلال فكان عمال يلعن أمه على أفكارها 😂 ومكانش لاقي كلام يقوله بس حاول يلاقي أي جملة ينقذ بيها نفسه من الإحراج دا


_ أنا عارف انك.. إنك تعبانة ...


خدت منه العصير وبعدين دخلت تاني تقعد جمب فريدة وحطته جمبها على الكومودينو فوقف ادامها جلال وقال وهو شايف إن فريدة لبسها أتغير ووضيعة نومها اتغيرت 


_ شكراً يا رودي


بصتله بتحذير فخاف وصحح كلامه بسرعة 😂


_ احم رضا .. آسف


اتنفست رضا وردت بتهذيب_ العفو .. الست فريدة في معزة أمي الله يرحمها


فضلوا بعدها دقيقة صمت رهيب وجلال عينه مش نازلة من عليها لدرجة إنها حست أنها هتتحرق من نظراته فبصتله وسألت بزهق


_ بتبصلي كدة ليه


هرش في شعره وقال _ مستنيكي تشربي وتقوليلي رأيك


سألت بتفاجؤ_ هو أنت إللي عمتله بنفسك؟!


_ لأ طبعا ...


فتح عيونه بصدمه بعد ما استوعب إللي هو قاله وانه غبي واعترف على نفسه 😂 بس بعدها سلك الموضوع وقال


_احم أيوة... يلا يلا اشربي قوليلي رأيك


شكله كان متوتر بطريقة خلت رضا تبصله باستغراب شديد بس بعدين شرت شوية من العصير وقالت


_ ماشي حاله


بقى بعد كل دا وماشي حاله بس !!! دا كان لسان حال جلال إللي سأل


_ ماشي حاله بس .. ؟!!!!


زهقت من تقلباته الغريبة _ خلاص يا جلال بيه الله يكرمك أمشي مش ناقصة لغبطة


رد بضيق وحزن _ كل ما تشوفيني تقوليلي امشي


بعدين قال _ هو أنا هاكلك


ردت رضا بوهن وحزن_ بخاف لما تقرب .. بخاف أوي


_ ليه ؟ ... أنا عمري ما هزعلك تاني


وبدأ يطمنها بحنان_ إحنا هنا في البيت جمب جدتي وماما وبابا في البيت والشغالين كمان .. حتى لو عاوز أعمل حاجة مش كويسة مش هعرف .. فليه خايفة ؟


مسك ايديها في نهاية كلامه إللي أثر فيها  واتصدم من إللي لقاه


_  ايدك باردة أوي


رغم إنها كانت في دنيا تانية من الخوف إلا إنها شدت ايدها بسرعة ونفسها بدأ يعلى وينزل في وتيرة سريعة وتوتر رهيب


_أنتي خايفة مني للدرجادي


مكانش متخيل إن في حد ممكن يخاف منه كدة ! وحس فعلا بالضيق وبدأ يحاول يفكرها بنفسه عشان تطمنله وتبطل تخاف


_ أنا جلال يا رضا ! .. جلال إللي كان بيلعب معاكي وانتي صغيرة ..  غلطة واحدة بس نستك كل دا ! ..


عيونها كلها خوف وقلق منه وبصت للباب إللي اتقفل بخوف أكبر فقال جلال جملة من غير تفكير


_ نظرة الخوف إللي في عينك دي وجعاني أوي


بصت في الأرض وهو كمل _ نفسي أرجع أشوف أول نظرة شوفتها في عينك..


رفع دقنها ليه عشان تبصله _ النظرة إللي كانت بتحسسني إنك


_ قولتلك إياك تقرب تاني


نفضت ايده بعنف وضوافرها غرزت في كف ايده وجرحته لكنها مش هتسمحله يعمل أي حاجة من أفعاله الغلط والمتهورة دي تاني


_ تصبح على خير يا جلال بيه


وقفته عن الكلام ومشت ومستنتش تسمع أي كلمة ذيادة منه ... مش عاوزة تستسلم لحبها ليه ولا عاوزة أي كلام يجر بعضه علشان ميبقاش فيه مجال لأي مصيبة تانية أو أي حاجة تجرح قلبها ومشاعرها ...... ومش عوزاه يتخطى حدوده أبدا معاها .


في حين إن جلال وقف متعصب منها وانه مأثرش فيها وكان غروره وكبرياؤه واجعينه جدا إنه إزاي مقدرش يأثر على حتة بت زي دي .... وفي نفس الوقت بيبصلها وهو مستقل بيها جدا وعمال يكلم نفسه ويقول " بقى أنا جلال الصواف بحاول أصعب على  البنت دي ! ... بحاول اخليها ترضى عني وتتجوزني!!" والوضع مكانش عاجبه ولا مريحه أبدًا . 

____


_ طلبت منها الجواز!؟


سألت انجي جلال اول ما دخل الاوضة ينفخ من الزهق والخنقة فرد التاني بنفاذ صبر


_ مش طايقها ... مش طايق أقرب منها حتى  ...زهقت من دور العاشق المتخلف دا


_ استحمل .. لسة معداش يومين .. 


_يا ماما أنا مالي .. ليه تدخلوني في الموضوع دا


_ جدتك حبيبتك هي إللي دخلتك مش أنا خالص ... وبعدين كلها سنة وأقل لو شديت حيلك واتجوزتها وحملت بسرعة


انجي بعد ما خلصت كلامها حست إن جلال قاعد زعلان ومهموم فقربت منه وقعدت جمبه وقالت


_ بعدين بزمتك يا جلال .. البت مش حلوة ؟ .. مش نفسك فيها ؟


بدأ جلال يتهز ويبلع ريقه وأمه ابتسمت بخبث لأنها عارفة مفتاحه كويس أوي


جاوب جلال وهو بيحاول يشيل شكلها وتفاصيلها من دماغه وانها نوعه المفضل إللي بيدور عليه


_ لأ.. عادية يعني


_ يا جلال دا أنت لسة من كام يوم كنت


_ خلاص يا ماما أيوة نفسي فيها ارتحتي ؟.


جلال وقفها عن الكلام عشان مبيحبش يفتكر الذكرى دي لما كان هيعتدي عليها ، طبطبت أمه على كتفه وقالت وهي بترفع حاجبها


_ منا عارفة يا قلب أمك


_ أيوة بس أنا عاوزها ليلة .. يوم ، بالكتير يومين مش جواز وحمل وأطفال


اتضايق جلال تاني ف أمه ردت عليه بدهاء


_ ماهو أنت بقى بشاطرتك يا جلال تقدر تختصر الموضوع على نفسك وتقلل في الوقت على أد ما تقدر وتعرف تخلص منها وتطلع كسبان


بدأ كلامها يأثر فيه ويخليه يسرح وهي كملت


_ وتكون أنت خدت إللي أنت عاوزه وضربت عصفورين بحجر واحد


_ إيه إللي أنتوا بتقولوه دا أنتوا هتدمروا حياتها


كان صوت حسين الغاضب إللي دخل الاوضة فجأة وسمع إللي هي بتقوله و إللي رغم أنه عاوز فلوسه إلا إنه مش قادر يسكت ضميره عن الظلم إللي هيحصل ، بصتله مراته بنفور و ردت عليه بقوة


_ هندمر حياتها ليه يا حبيبي دي هتموت على ابنك ومن يوم ما فريدة شافتها وهي عوزاها لجلال .. هي تطول تتجوز جلال  الصواف دا إحنا هنعمل فيها جميلة ونعيشها يومين حلوين تشكرنا عليهم العمر كله


سكت حسين وهو مش عارف يقول ايه لكنه من جواه زعلان ومتضايق


بصت انجي لجلال وكملت وسوسة ليه زي الشيطان


_ إيه رأيك يا جلال .. تبقى مراتك لمدة معينة .. لا تخاف من حد يعرف ولا يشوفكوا مع بعض ، والبنت تديك كل اللي عندها وتوهب نفسها ليك


عيون جلال راحت مكان تاني وكأنها شايفة المستقبل وجسمه كله قشعر وهو بيتخيل المتعة إللي هيحس بيها لو اتجوز رضا وهيحقق رغبات كتير نفسه فيها وردد كأنه مغيب عن الواقع وأفكاره المنحرفة هي إللي مسيطرة عليه


_ موافق .. أكيد موافق


_ حبيبي ... أنا عرفت أربي


ابتسمت انجي  بنصر وفخر وحس حسين في اللحظة دي بالإشمئزاز منها ومن نفسه لأنه مش قادر يمنعها وكل إللي قدر يقوله


_ عيب يا انجي


_ عيب .. دا أنتوا العيب كله يا حسين أنت وعيلتك


اتعصب في اللحظة دي _ متكلمنيش كدة تاني .. مش معنى إني بحبك تعملي كدة وأدام ابنك كمان


رفعت حاجبها وتجاهلته فسكت يتأمل جبروتها وبعد لحظات من الصمت قال


_متخلنيش أكرهك يا انجي .


_ اكرهني لو تعرف يا حسين


وقفت أدامه بثقة كبيرة لأنها عارفة مكانتها في قلبه وانه ميقدرش يعيش من غيرها لكنها مكانتش تعرف إن المرة دي غير أي مرة


_ أنا حذرتك يا انجي


_ حسين الصواف بقى بيحذر .. من امتى يا أبو جلال .


استهزئت بيه فطلع حسين فوراً من الاوضة ونادى عليه جلال


_ بابا


_ سيبك منه هيزعل شوية وهيرجع خلينا في المصيبة إللي إحنا فيها ...


قالتها انجي بخبرة لأنها عارفة جوزها كويس وقعدت تاني جمب جلال وبعيون كلها إصرار وتحكم


_ تسمع كلامي حرف بحرف يا جلال أنت فاهم!


بصلها جلال وهز راسه على الموافقة وأذعن ليها وكل عقله وتفكيره في المتعة إللي هيحصل عليها مع رضا ... انجي بدأت تحكيله على كل إللي مطلوب منه  وكل جزء فيه كان مقتنع وناوي ينفذ كلام أمه حرف بحرف  فعلاً زي ما قالت .


____________


نهاية الفصل ......



تعليق واحد

  1. ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.