الجزء الثاني من الفصل الثامن والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
_ أنا ولا حاجة ..
رد جلال بعد ما سكت واتهامتها ليه وتلميحاتها زعلته من جواه ... حتى لو عندها حق ولكن دا كان زمان .. هو دلوقتي اتغير .. قامت وراحت تنام وهي لسة على وشها ملامح السخرية وجلال فضل قاعد على طرف السرير وفجأة قال بهدوء وصوت ثابت
_ رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله
فضلت رضا ساكتة وكأنها مستوعبتش إللي قاله .. فكمل وهو متوتر ادامها حتى لو نايمة مدياله ضهرها ..كمل وهو بيقول كأنه بيعرفها انه حديث
_ دا حديث صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام .. وأنا مش ههدم عماد الدين .. كفياني هدم في كل أركان ديني بقى ..
استغربت جداا كلامه وعلمه ومغابتش عنها غصة صوته في آخر كلامه وهو عارف انه ياما قصر وكنب بنفس النبرة .. نبرة الذنب إللي لسة بينحر في صاحبه
_ عارف إني كنت في فترة من حياتي مش معتبر حتى اني مسلم .. مجرد حاجة ورثتها عن أهلي زي أي موروث ثقافي أي حد في الدنيا بيورثه .. بس بعدها حبيت ديني بجد ! ... وحاولت أتمسك بيه على أد ما أقدر .. ولحد دلوقتي بحاول ...
نزل عينه في الأرض وحس بتوتر وهو بيتكلم في الموضوع دا .. كان خايف يكون بيتكلم بشكل من أشكال الرياء.. هو مش عاوز يحسن صورته .. هو حس انه حب يفهمها انه استحالة يستخدم دينه علشان حد يحبه ! هو بيحب دينه وبيحب يمارسه عشانه هو وعشان ربنا مش عشان أي مخلوق ! جلال حس بالغيرة على دينه وقرر انه يدافع عنه أدام رضا وكأنه بيقولها انه دين أعز بكتير من انه يستخدمه فقط لطلب رضا الناس !.. كمل جلال وهو لينهي كلامه
_ والراجل مينفعش يصلي في البيت .. لازم في الجامع أو صلاة جماعة ! أنا مبروحش عشان الناس تشوفني .. أنا بروح عشان ربنا ...
_ نام يا حاج ..
دا كان ردها الساخر .. مهتمش جلال .. المهم انه وضح انه مش بيستخدم دينه لأي غرض غير انه فعلا بيحب دينه وبيحب ربنا وعاوز يتوب وربتا يرضى عنه ويسامحه ويغفرله كل إللي فات ..
رغم ان رضا سخرت منه .. إلا ان دموعها نزلت في صمت ! .. حست بمشاعر كتير جدا ..وفجأة قالت بعد صمت
_ جلال !
_ نعم ..
اتنهد وهو بيرد ... قالت رضا بصوت غلب عليه البكاء والغصة ..
_ الله لا يسامحك ولا يغفرلك على إللي عملته فيا .
وانهارت بعدها في بكاء صامت وهو كمان دموعه نزلت وهما الاتنين مجروحين ! ... وللمفاجأة الكبيرة .. قرب منها جلال وحضنها من ضهرها وهي سابت نفسها بين ايديه تبكي بصمت من غير كلام وهو حضنها بمنتهى الحب والحزن والندم ودموعه بتنزل ..
سابت نفسها لحضنه رغم انها لسة داعية عليه بقلب محروق !
_ ربنا ينتقم منك يا جلال ..
قالت تاني في حزن شديد .. دفن راسه في رقبتها يعيط وهو حاضنها بقوة يشد على حضنها ويربت على ظهرها
_ يارب !يارب .. يارب بس ترتاحي ..
قال هو كمان .. وفضلت هي تعيط في صمت وهو حاسس بصدرها إللي بيرجف بين ايديه وهو حاضنها ..
ولكنه مسبهاش وهي مبعدتوش ! غريبة ! تدعي على حد وتكرهه .. وفي نفس الوقت تنام في حضنه يطبطب عليك وأنت بتدعي عليه ! .. ولكن دا الحاصل ..
ودا واقعهم .. قلوب احترقت ممن تحب ...وقلوب اكتشفت انها جرحت القلب الوحيد إللي حبته وحبها ! ... وكل دا بعد فوات الآوان .. ألمهم كان واحد .. وحضنهم لبعض كان ملجئ..
وبعد ساعة .. راحوا في النوم وهما في حضن بعض ..
______
في أوضة علي كان حمزة ويحي بيلعبوا فيفا وسهرانين بعد ما يحي صالح علي وعلي قبل اعتذاره لأنه كالعادة عارف ان يحي لسانه بيفلت منه كتير ونسيمة لاعبة دورها كويس في انها تملي راسه سموم ..
يحي وحمزة كانوا بيلعبوا ويتخانقوا ويشاغبوا في بعض كالعادة ..
وعلي كان ماسك موبايله فوق سريره والإضاءة خافتة عشان الشباب تستمتع ولكن عقله مكانش معاهم ومركز ...وفجأة جاله اقتراح صداقة على انستجرام ! .. انفتحت عيونه بزهول ولكنه حاول يتماسك لحد ما يتأكد .
صورة الحساب كانت بنت بشعرها .. بنت هو عارفها كويس !!!!! ... بلع ريقه وقام بسرعة من مكانه غير مبالي بحمزة ويحي إللي سألوه هو رايح فين ...
وعند حياة كانت قاعدة في أوضتها ماسكة الموبايل وبتعيط
_ أرجوك امسحها !! ارجوك
وصوت على الجهه التانية بيهددها وبيضحك
_ مالك ياقلبي دي أقل صورة اتنشرت ! خايفة كدة ليه ؟
_ أبوس إيدك امسحها
طلبت حياة تاني وهي بتعيط فصوته احتد وهو بيقول
_ انا اديتك مهلة يومين ومجيتيش ... وأنا قولتلك اني اد كلامي ! ...
_ هعملك اللي انت عاوزه بس اديني وقت كمان .. مش قادرة والله
_ هتقدري وهتيجي ومعاكي يومين كمان .. الصورة الجاية مش هتكون بشعرك .. هتكون ب
_ خلاص .. خلاص أرجوك هعملك إللي أنت عاوزه !
قالت وهي بتعيط بجنون .. وتوسلته وهي بتكمل
_ احذفها بقى أرجوك
اولد ضحك وهو بيقول
_ عشان خاطرك بس ..
وحذف الصورة وقفل في وشها ... وهي هنا انهارت ... راجت في عياط كبير وهي ماسكة قلبها ومحدش حاسس بيها ... ولكنها هي إللي وقعت نفسها في الورطة دي !
فجأة دق الباب ولكن الدقات كانت واطية ومتتالية وكأن اللي على الباب عايزها تفتح بسرعة ومن غير ما حد تاني ياخد باله ...
حاولت تهدي نفسها وتبطل عياط ... ومسحت وشها وقامت تفتح الباب واتصدمت من اللي على الباب ..
كان علي واقف وشه مكشر ومسك الموبايل حاطه ادام وشها وهو بيقول
_ دي صورتك ؟
قلبها وقع في رجلها وهي بتسوف اسم الحساب! هو نفسه الحساب إللي الولد نشر الصورة عليه !!! ..
بصت لقت الصورة ممسوحة .. بلعت ريقها وهي بتقول
_ مفيش صورة !!
بص علي للتليفون وهو بيقول
_ ازاي مفيش !! صورتك كانت هنا دلوقتي بشعرك !
بصتله واتعصبت عليه
_ وصورتي هتبقى هنا إزاي وبشعري كمان !! انت اتجننت وبقيت بتهلوس بيا تقريبااا
بصلها علي وسكت وكظم غيظه .. هو ممكن فعلا يكون غلط وحد شبهها ...بس ازاي ؟؟ ولكنه صدقها ! ... وفجأة بص للدموعها اللي في عينيها وقال
_ بتعيطي ليه ؟؟
مردتش عليه وحست ان السؤال صعب ..ولكن قالت
_ وايه في البيت يخليني أضحك !
فجأة بص على ايدها ! ولقى جرح في كف ايدها ! جرح كان طولي وشكله مش بسيط .. بصلها وهي بتخبيه
_ ايه داا؟؟
_ ايدي اتجرحت وأنا بقطع تفاحة !
جاوبت بتوتر وكدب .. وهو تأملها وكأنه مش واثق من إللي بتقوله
_ ومروحتيش للدكتور ليه دي عايزة تتخيط ..
_ لأ مش مهم .. هبقى كويسة
قالت بصوتها الرقيق الرفيع والحزين في نفس الوقت وهي بتمثل انها قوية .. رغم انها منهارة ..
_ مفيش حاجة اسمها كدة شايفة وشك عامل إزاي !!
بصلها فاتعصبت منه وهي فاكرة انه بيتريق على شكلها اللي بقى باهت من كتر الحزن والعياط
_ عامل إزاي يعنى !!!!
بصلها وغصب عنه .. عينه خانته واتأملها .. جميلة ! كان نفسه يقول يجنن .. جميل ! ..ولكنه اختار الصمت وسكت .. اتتنهد وقال
_ خشي نامي وارتاحي وبكرة هتروحي تكشفي أو الدكتورة تشوفك ..
_ يارب تغور في ستين داهية ولا تموت حتى !!
صرخت في وشه أول ما جاب سيرة رضا وقفلت في وشه الباب ودخلت أوضتها ...
وهنا علي اتأكد انها أعصابها تعبانة جدا ...مكانش بيقرب منها الفترة ةللي فاتت لأن اللي حصل بينهم مش قليل طبعا وكان بيحاول ميدخلش معاها في أي حوار خاص ...ولكنه مهامش عليه جرجها وألمها ولا عيونها إللي فيها دموع .. قلبه وجعه عليها ولكنها عنيدة ومبتسعمش الكلام ...ولكا بتتعصب بتصرخ وبتزعق ومش بيهمها .. فقرر انه من الأحسن يقول لأمه وهي إللي تروح ..
