الجزء الرابع من الفصل الثامن والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
على غير عادته .. جلال كان نايم لحد الساعة ١١
الصبح
ومع ذلك كان نور ضعيف بيداعب أطراف السرير ودخل من الستارة الغامقة إللي في أوضة رضا ...
هي فتحت عينيها على ملمس جلده.. ساكن، دافي، أقرب من اللي كانت متخيلاه... اتفاجئت انها نايمة في حضنه ! .. رفعت راسها شوية وعدلت ايديها على صدره ..
صدره بيعلو ويهبط بانتظام، وأنفاسه بتلمس خدها بهدوء غريب، فضلت تبصله وتتأمله عن قرب .. رغم انه جلال اللي تعرفه ووعت عليه .. إلا انها فضلت تتأمل جلال اللي في التلاتينات ! اعجبت بيه وبشكله وبدقنه وملامحه وكأنهم ماكانوش زعلانين امبارح، كأن اللي حصل كله حلم طويل وصعب، وانتهى وهو نايم كده جنبها بالجمال والرجولة دي كلها ..
حاولت تبعد إيدها اللي كانت محشورة بين ضلوعه، بس صباعه اتحرك ولف على صوابعها، وكأنه بيترجاها تفضل… لحظة صغيرة بس كانت كافية تخلي قلبها يلين..
هو كمان صحى… أو يمكن كان صاحي طول الوقت بس سابها تتأمله ..
فتح عينيه، وبص في عيونها كأنه أول مرة يشوفهم ... نظرة فيها اعتذار… وحنين… ووجع ومفيش كلام ولا صوت ...
فكر يمكن يلاقي في عينيها رفض ولكن ماقالش حاجة، فقرب منها أكتر، شال خصلة شعر كانت لزقة في خدها، ولمس خدها بأطراف صباعه، فـ غمضت عنيها رغمًا عنها.
همس، بصوت مبحوح من النوم والزعل
_ كنتي هتسيبيني وتقومي ؟ هتحرمي عيوني انك تكوني أول حاجة تشوفها في اليوم !
ردت، وهي بتحاول تبان قوية
_ هو أنا نمت أصلاً…معرفتش ارتاح !
ابتسم ابتسامة قصيرة… فيها قهر ورضا.. قهر إنها رافضة تلين ورضا بأي حاجة تطلع منها ..
بس هو قال وقرر انه ميستسلمش
_ مع ان صحيت ولقيتك نايمة وغرقانة في النوم !!
وهنا رضا عرفت انه صحى قبلها فبان على وشها الضيق
ابتسم وقرب شفايفه من جبهتها، قبّلها ببطء، بقبلته اللي دايمًا بتحسسها إنها لسه محبوبته، مهما حصل بينهم ، مهما اتوجعوا...
ولما نزل بقبلة تانية على خدها هي اتوترت وبلعت ريقها وهي شيفاه كدة بعيونه الناعسة وشعره المنعكش الطويل المنعكش ودقنه بتلمس جلدها وتحسسها بقشعريرة لذيذة مثيرة..
لقاها مرفضتش .. متحركتش .. نفسها ذاد .. فباس خدها التاني … ثم رقبتها… وماقدرتش تمنعه و وسابت قلبها يتكلم بدل عقلها.
مفيش كلام، مفيش ملامة… بس في دفء بيسري بينهم، زي اعتراف صامت بالشوق ...
إيديه لفت حوالين خصرها، وشفايفه فجأة بقت بتتوه بين شفايفها، كل حركة ليها معنى، وكل لمسة بتحكي اللي مش قادرين يقولوه بصوت عالي... وهي ساكتة مش بتتكلم وهو فقد السيطرة على نفسه !
اتعدل جلال وبقت هي تحته ! قلبها بيدق بسرعة وقميصها اترفع عن رجليها .. بصلها جلال ورفع ايده الخشنة تتلمس رجلها وهو متوتر وبيترعش وكأنه بيلمس قطعة أثرية نادرة خايف عليها تتخدش ! ...
كانت لسة زعلانة آه... بس الشوق لما حضر، كسر أي حواجز بينهم ... حاجة جواها غلبتها وخلتها متقدرش تبعد ..
قرب منها ييوسها تاني وهي مستسلمة لحد ما بادلته ! وأول ما بادلته حست بيه بيتأوه فذادت اثارتها وهي سامعة صوته في الموقف داااا . وحشهااا!! عمرها ماهتقدر تنكر !
حست بجسمه بيرتخش .. فبصت في عينيه ولقت فيها نظرة تحدي ضعيف، زي اللي بيجاهد عشان ماينهزمش قدام خيبة مريرة...
مد إيده المرتعشة ناحيتها، لكن جسمه كان بيخونه... قلبه بيخبط في صدره بعنف، أنفاسه متلخبطة، والعرق سايح من جبينه رغم إن الجو مش حر..
حاول يقرب منها، يحضنها، يتمسك بأي لمسة تداري الخجل اللي جوه، بس فجأة اتجمد في مكانه...
لحظة صمت تقيلة مرت، وهو بيبعد عنها بسرعة وهو مطأطئ راسه.. وبينام جنبها على السرير مريح ضهره وهو نفسه الأرض تنشق وتبلعه دلوقتي وهي حرفيا ... مكانتش فاهمة أي حاجة..رفضت التحليل إللي جه في راسها لأن مش جلال الصواف إللي هيحصل معاه حاجة زي دي .. دي أكتر حاجة جلال كان بيعرف يعملها هي دي !! حتى دي بقى فاشل فيها ؟؟؟
بصت على السروال الأبيض الخفيف بتاعه .. وهنا لمحت هيّ حاجة غريبة… حاجة مأساوية أكتر منها مُحرِجة. .
لبسه الداخلي اتبقّع بقعة ظاهرة .... قام جلال واتعدل على السرير وادالها ضهره ..
ماقالتش حاجة… بس نظرتها كانت كفاية.
وللحظة ارتفعت ضحكتها وكأنها مش مصدقة وجلال جسمه اتشنج وحس بإحراج كبير جدااا ... غمض عيونه وهو في موقف لا يحسد عليه ..
رنّ صوتها بنبرة مش خالية من السخرية اللاذعة
– طب ما كنت قول من الأول…
انكمش مكانه، وهو بيحاول يداري انكساره بأي كلام، لكن الحقيقة كانت أوضح من أي تبرير...
كملت
_ زمن ! ... الدنيا لفت ودارت بيك ... لأ اتغيرت فعلا ...
حست بالشماتة !!!! والسعادة !!! .. جلال كدة أكيد مش بيعرف يبقى مع نسيمة أو أي ست تانية ..
_ شوف ربنا لما يحب يذل بني آدم !!
قالت بتشفي وهي بتفتكر خيانته ليها المتكررة وانه دلوقتي تقريبا مبقاش قادر يعمل حاجة ..
_ بقيت عاجز !!
علت صوتها تزيد احراجه وتزله أكثر...قام جلال من مكانه ومعرفش يتحمل وفعلا كرامته كراجل اتهانت ...
