الجزء الرابع من الفصل الخامس والعشرون رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
فضل باصصلها، ووشه ما بيتغيرش، بس عنيه كانت متعلقة بيها كأنه بيشوفها للمرة الأولى… دايما بيتعلق بيها وبجمالها ... خصوصا دلوقتي والهوا بيطير خصلات شعرها وهي واقفة أدامه وجياله ! ... كانت خطوتها فعلا عزيزة .. خصوصا على قلب جلال .
هي كمان ما اتحركتش في الأول، لكن بعد لحظة سكت فيها الليل أكتر، قربت شوية… وقعدت جنبه، من غير ما تسأله هو قاعد ليه أو مستني إيه..
ولا كلمة....
هي كانت على شماله، وهو لسه باصصلها من طرف عينه. إيده بتتلعب في حافة الفنجان، وعنيه بتراقب خصلتين طايرين من شعرها وبيتهزوا مع نسمة خفيفة.. اتعدل جلال وقعد وبقوا هما الاتنين قاعدين بينهم مسافة ولكنها مش كبيرة وساكتين ..
هو اللي كسر الصمت
– منمتيش ليه ؟
ردت بهدوء
– عادي ..
سكت... هو ماكانش محتاج يرخم عليها ولا يضايقها ... هو ما صدق انها قعدت جنبه أصلا! ..
اتنهد ببطء ، وبص قدّامه...
قال بعد سكوت
– أنا بقيت بخاف من الليل..
بصّت له، مستنياه يكمل...
قال بصوت واطي قوي، كأنه بيحكي لنفسه
– كل ما الشمس تغيب والدنيا تليل والجو يهدى ، أحس كل اللي جوّه بيطلع ! الدوشة إللي جوايا مبيبقاش فيه مهرب منها .. و الوجع اللي مفروض أكون نسيته وقبلته، بيرجع يوجعني أكتر من اليوم إللي قبله..
سكت جلال ...واتكلمت رضا بعد لحظة
– وأنا كمان بخاف من السكوت…
هو لف ناحيتها لأول مرة… وشه كان فيه حاجة مختلفة، كأن الليل عراه من طبقات ووشوش كتير بيلبسها الصبح عشان يعرف يمشي شغله وحياته إللي فيها ولاده وأبوه واخواته ، وبقاله وش واحد… حقيقي... وش كان طبيعته الألم والحزن
بصت لغطى الجرح في رقبته وطلعت من تحت الوشاح شنطة كدة صغيرة مسطحة فيها مطهر ولازقة طبية .. بصلها واستغرب .. وبعدين قال
– انتي غريبة يا رضا.
ابتسمت ابتسامة هادية وقالت
– وانت مش طبيعي..
ضحك ضحكة صغيرة، بسيطة…
السكوت رجع، بس المرة دي ماكانش مخيف… كان شبه راحة، كأن الاتنين كانوا محتاجين يقعدوا سوا من غير أي مبرر… إلا إنهم عايزين يقعدوا.
قربت منه رضا وبدأت تغيرله على الجرح بهدوء وهو ساكت ...وفجأة اتألم جلال وهو بتضغط جامد ! ظهر على وشه التألم وعلى وشها ملامح غريبة .. ملامح انتقام ..
_ كنت هايج زي التور ليه ؟
سألت...
