الجزء الثاني من الفصل السابع والعشرون رواية الرقيقة والبربري
ما ان رآها رامي بهذا الثوب حتى كاد أن يفقد عقله.. الفستان فيه مزيج من المعادن التي قبضت على مناطق معينة في الجسم فساعدت في إبرازها بشكل مغري للغاية ..
بقى رامي ينظر لها كالمفتون ...
كأن الضوء نفسه تغيّر حين ظهرت...
كان الثوب يحتضنها برقة، والخيوط الذهبية تلتقط ضوء الغروب فتجعله يرقص فوق ملامحها.
وقف رامي مذهولًا، عيناه لا تتحركان عنها.
_ يا نهار أبيض… إيه دا !
كانت ينطق كالموهوم بها .. لتشتبك أصابع يديها ببعضها وحاولت أن تخفف من ارتباكها ثم ضحكت بخجل وهي تعدّل الثوب
_ شكلي باين غريب؟
_ لا، باين إن الزمن هو اللي غريب عليكي ... نور انتي المفروض تكوني في معبد مش في الدنيا عادي كدة .
كان يتحدث وعيونه لم تتزحزح من عليها ولو للحظة .. يتأملها بشكل جعل القشريرة تسري على طول جلدها ...
شعرت بالخجل الشديد والإنجذاب أيضًا وهي تقول
_ بطل كلامك دا يا رامي ، واخرج بقى أحنا طولنا أوي صاحب المحل يقول بنعمل إيه؟!
اقترب رامي يدور حولها في هذه المساحة الضيقة جدًا حتى أخذ يحتك بها في كل خطوة ونفسه قريب جدًا وهو يتحدث بصوت منخفض ليصل لها هي فقط ... بينما يقول وعيونه سارحة على تفاصيل جسدها وعلى كل جانب تقع عينيه عليه
_ صاحب المحل ! دا أنا هطلع أبوس صاحب المحل .. دا أنا هطلع ا
وضعت يدها فوق شفتيه بسرعة تتوسله أن يكف عن كلماته القادمة .. فهي تعلم القادم جيدًا .. هي تعرف زوجها
_ خلاص .. ارحمني من ألفاظك أرجوك .
اقترب منها بخطوات بطيئة حتى حاصرها بينه وبين الحائط ، ثم همس قرب أذنها
_ إيه يا ملكة .. مش عايزة نبنليك معبد جنب نفرتيتي ؟
_ بطل مبالغة بقى ..
قالت وهو يبالغ في مدحها للغاية ... ليقترب من أذنها أكثر وهو يقول بنبرته المتلاعبة التي تعرف كيف تلعب على جميع أوتارها
_ دا الحمدلله ان الفراعنة مشافوكيش .. كان زمانهم رموكي في النيل ..
ضحكت وهي تدفعه بخفة على مقصده .. فلقد قصد رامي أن يشبهها بعروس النيل ..
_ كفاية هزار بقى… خلينا نرجع الفندق.
_ نرجع آه ؟ بس أنا لازم أشتري الثوب دا.
_ ليه؟
سألت في ضيق ليقول
_ هو اجنا بنقيس ويطلع حلو فمنشتريش ؟ طبعا هشتريه ... وبعدين.. بجد يا نور الثوب مناسبك أوي.. انتي فعلا ملكة ..
نظرت له بابتسامة خجولة، لكن عينيها قالت له ما لم تستطع الكلمات قوله…
تلك النظرة التي تحمل حبًّا، وخوفًا، وشيئًا من سحر أسوان نفسها.. ثم ترددت مرة أخرى وهي قريبة جدا لعينيه القوية الجريئة قائلة
_ بس دا مش هدوم خروج يعني !
_ وأنا قولت إننا هنخرج بيه ؟ شيفاني بقرنين ؟
انفعل رامي فنظرت له بارتباك واضح، لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها الخجولة خصوصًا من كلماته الفظة
_ والله إنت مش طبيعي.
_ وأنا عمري كنت طبيعي من أول ما عرفتك ؟
تأففت نور بضيق وهي تشد اطراف الثوب من على فتحة الصدر الدائرية الواسعة
_ أوف يعني عاجبك أوي قميص النوم دا ؟؟!
_ دا قميص نوم تاريخي ..
غمزها رامي وقد قصد كل حرف .. فجملته رغم أنها بها مغازلة إلا أنها أيضًا بها مزح متواري .. فالكناية التي استعملها في الجملة جعلتها تضحك وهي تخبره
_ طيب يلا أخرج .. دا مقاسي خلاص
حاوط خصرها ومازال في غرفة تبديل الملابس ... ثم قال
_ بس هنروح ..
تضايقت نور ودبدبت بقدميها في الأرض معترضة
_ ليه نروح بس ؟؟ كل مرة كدة في نص اليوم تقول يلا نروح ..
_ بنت ! انتي بتدبدبي في الأرض وبتأفأفي كتير وأنا ساكتلك من الصبح .. عقابك كدة بيكبر !!
قال محذرًا بلهجته الخبيثة لتنظر له على استحياء قبل أن تطلب منه بطاعة
_ طيب ممكن تخرج وأنا هعمل اللي إنت عاوزه ؟
شعر بالثقة وهو يرفع رأسه ويقول
_ حاضر يا ملكة .
ابتسمت بخفة وخجل من دلاله ... ثم خرج وانتظرها حتى تخرج .
ما ان خرج حتى وجد صاحب المحل يقف أمامه ينظر له نظرات خبيثة .. ليرفع رامز عينه في عين التاجر في شجاعة وجرأة .. ليشتت الرجل نفسه عن هذا الزبون غريب الأطوار .. بينما رامي وقف ينتظر نور ..
خرجت نور بعد دقائق ليستقبلها رامي .. أخذت الثوب وقدمته للبائع بخفة ووقفت نور تنتظر تجهيز البائع للثوب .. وهي تنظر له منبهرة بالتجهيز .. حيث أنه يرتبه بطريقة معينة .. قائلاً باعتذار
_ معلش هتستنوا دقيقة على ما أجهزه في علبته لأنه آخر قطعة من المقاس دا ..
قال ليهزوا رؤوسهم متفهمين ... مرّت دقائق ، وانتهى البائع من التجهيز …
مدّ رامي يده يأخذ الكيس من البائع وأعطاه سعره ثم أخذ يد ينور في الكف الفارغ يخرجان من المحل بعد أن شكر البائع ..
وصل رامي ونور للفندق الذي لم يكن يبعد كثيرًا عن السوق ..
ما ان دخلا للغرفة حتى حاولت نور الهروب من رامي بعدة حجج لكنه في النهاية اقترب منها وهو يقول بنبرة جدية رغم أنه يهمس في أذنها، بصوت منخفض
_ خلاص يا نور متخافيش… مش لازم تلبسيه لو مش مرتاحة.
نظرت له بخجل، ثم تمتمت وهي تطرق عينيها ...
_ مش لازم خلاص يا حبيبتي...
شعرت نور بإحباطه .. فبعد كل ذلك .. لن ترتديه وهو تقبل ! .. لتشعر بشجاعة وجرأة تسير بها وهي تضع يدها فجأة على وجهه وتنظر داخل عينيه في تحدي وجرأة
_ أنا مش خايفة منك… أنا خايفة عليّا منك.
ابتسم ، نظرة عينيه ازدادت دفئًا وعمقًا...
_ حقك .. دا أنا شوية وهيغمى عليا ...
ثم مال على نور يشدها من خصرها ويغيب معها في قبلة عميقة من قبلاته المدروسة .. قبلاتها التي تخدر شفتيها بل جسدها كله وتجعلها أثيره له ولسحره ... ابتعد عنها بعد لحظات ليبدو على وجهها البريئ أنها تريد أكثر .. تطالب بالأكثر !! ... كان خبيث في طريقته لتشويقها وهي رقيقة تنجرف خلفه وتذوب .. ربت على شعرها كالطفلة الجيدة وهو يقول
_ ادخلي يلا البسيه ..
هزت رأسها موافقة .. ثم أخذت الثوب ودخلت للحمام لتتجهز .. وهو خلع عنه قميصه .. يستعد لوقت .. وقت تاريخي .
.png)