الجزء الأول من الفصل الخامس والعشرون رواية الرقيقة والبربري
___________________________
_ يانور يا حبيبتي والله ما أعرفها!
_ دي كانت ناقص تحضنك !
قالت بينما وقف متوترًا يحاول أن يصحح الموقف .. اقترب منها وجلس أمامها قائلاً
_ كانت معانا في إعلان للشركة صدقيني !
_ وريني الإعلان !
تفاجئ رامي .. متى أصحبت نور بهذا الذكاء .. على كل حال تهرب قائلاً
_ مش فاكر يا حبيبتي أكيد.. إحنا بنعمل إعلانات كتير أوي...
نظرت له دون أن تجيبه .. ثم تسكرت شكلها .. قوامها وطريقتها .. مظهرها .. ثم فجأة تذكرت هيفا! هذه الفتاة التي ارتبط اسمها باسم زوجها ... كم تتشابه معها ! ..
لم تجاوب ولم ترد .. اقترب منها ووضع زراعه فوق كتفها يراضيها
_ كل دي غيرة ..
لم تبتسم .. مازالت على وضعها الحزين ..
_ طب لما بتغيري عليا أوي كدة مش بتقوليلي ليه ؟
_ مش بغير !..
_ يا شيخة !!
قالت لتصد عنه لكنه ضمها أكثر له وهو يبتسم يشاغبها لتهرب منها ابتسامة ثم انمحت وحل محلها الضيق
_ متخليش البنات تتعود عليك يا رامي ! حتى لو شغل ولازم يعني تتعامل معاهم .. بليز متضحكش ولا تتكلم كتير ارجوك.. البنات يعني ممكن يبقوا مش كويسين ووحشين خالص وكدة ماشي يا روحي ؟
كلماتها الطفولية التي قالتها وهي تحذره من "البنات" جعلته يبتسم ابتسامة مائلة على أسلوبها .. تغير .. تريده ألا يتحدث حتى مع الفتيات..
ضمها رامي إلى صدره لتحاوط خصره بزراعيها قبل أن تقول
_ أعتبرني كل البنات وكلمني أنا بس !
ضحك بخفة على رقتها قبل أن يقبل شعرها ويضغط على حضنها
_ انتي ست كل البنات ..
شعر بها تقبض على ظهره بقوة .. بخوف !... توتر للحظة .. من سلام واحد يحدث فيها كل هذا ! ... ماذا لو عرفت نور .. خياناته المتكررة ...
_ نور أنا عمري ما هروح لواحدة تانية غيرك !
قال رامي فجأة وهو يقبض على جسدها الصغير بين يديه لتتنهد في راحة قبل أن يكمل
_ أنا مقدرش أخسرك يانور .. أنتِ الحاجة الوحيدة اللي أنا مقدرش أخاطر بيها !
نظرت له نور بعدما قال بنبرة كانت أشد من الصدق ! ... نبرة خوف ..لم تعرف كيف تعلق سوى أنها عادت لتشدد من احتضانه بينما هو شيئ في قلبه .. خاف بشدة !!