الجزء الثاني من الفصل الأول من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني

 الجزء الثاني من الفصل الأول من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني 



البلد إللي بقت حاجة تانية ! شيئ مختلف تمامًا ... اتطورت واتحدثت وبقت على شكل وهيئة محدش كان يتخيل في يوم ان قرية ريفية في مكان متطرف ومجهول .. تبقى بالجمال والتحضر دا ! .. 


كان ماشي بين الناس إللي بتبصله وتسلم عليه من بعيد .. إللي يعزم عليه يدخل يتغدى وإللي يعزم عليه يدخل يشرب حاجة. 

وكلهم كان باين في عينهم الاحترام والحب والتقدير ليه ..


اتنهد جلال ووصل لبيته أخيرًا ... 


_ بابا !


أول ما دخل جلال لقاها في وشه في الجنينة كانت قاعدة بترسم وأول ما شافته جرت عليه وحضتنه زي ما عودها طول عمرها 


كبرت وبقت بنت كبيرة بالغة وجميلة .. شعرها طويل واسود وغجري ! مش شبه شعر أمها لكنها شبه شعره هو ... دمها خفيف وجريئة وبتعرف تتكلم .. بس دا مش دايما بيريحه للأسف ! 


بعد ما حضنها وسلم عليها سألت سؤالها المعتاد بطريقتها إللي بتخليه عاوز يقرص خدودها من لطافتها 


_ مش هتجيبلي عربية بقى ؟


مسح على ظهرها وهو بيبتسم 


_ أنتِ عارفة الرد ... 


قلبت عيونها وقالت بملل وضيق 


_ لما يبقى عندي ١٨ سنة !! 


رفع حاجبه يأكد على الكلام 


_ بالظبط 


فردت وكأنها هتنتصر عليه قريب 


_عادي .. كلها كام شهر .. 


هزر دماغه يسايرها وبعدين لف براسه وتأفف بضيق وسأل بجمود 


_ فين أخوكي؟ 


_ مشفتوش من الصبح .. 



ردت فاتعصب جلال وبان على وشه الغضب وقال بنبرة جادة 


_ لما ييجي عرفيه إني مستنيه وكلامنا باليل بعد ما أخلص إللي ورايا .. 


وطبطب على شعرها وكان هيمشي لكنها وقفته بكلامها وقالت بلوم وعتاب 


_ ومتقلوش أنت ليه هتفضل مخاصمه كتير ؟ وبعدين اشمعنا هو يعني إللي عاوز تحاسبه علطول ماهو عمر بيبات برا البيت ومحدش بيقدر يقوله حاجة اشمعنا يحيّٰ يعني ...  


وقف جلال يبص لبنته اللي كل يوم عن إللي قبله بتتجرا عليه بشكل من الأشكال وهنا جه صوت انثوي من وراهم بينادي عليها بتحذير .. 


_ حياة !


بصتلها حياة وجلال مع بعض لحد ما قربت منهم .. كانت بيضا ولابسة حجاب ولبس محتشم وملامحها كلها قوة والتزام وقالت 


_ اعتذري لبباكي عن إللي قولتيه، انتي هتحاسبيه ولا إيه ؟ 


بصتلها حياة بزعل وبعدين بصت لبباها وقالت 


_ أنا آسفة يا بابا .. 


ليها تأثير كبير على ولاده وهو دا إللي هو عاوزه .. إنها تربي ولاده وتاخد بالها منهم ..وفعلا اعتبروها زي أمهم خصوصًا بعد ما اتجوزها .. رغم انه قالهم إنها مش أمهم ولكنهم ميعرفوش أم غيرها ولا عاوزين يعرفوا .. 


قربت من جلال وحطت ايديها على كتفه وقالت برقة وحنان 


_ معلش يا جلال هي بس زعلانة إنك مش بتتكلم مع يحي .. 


قفل جلال عيونه بتعب وهز راسه وبعدين قال 


_ ربنا يهديهم .. بابا فوق ؟ 


_ أيوة يا حبيبي.. فوق ..


ردت بحب وبعدين قربت منه وقالت بصوت رقيق 


_ جلال.. وحشتني أوي .. 


بصلها وقال 


_ انتي كمان ..


_ مش باين ليه ؟ 


ميكت دراعه وكأنها عاوزة تسمع وتشوف منه أكثر فبصلها بأسف وقال 


_ مش وقته .. مش وقته يا نسيمة . 


وقرب منها وباس راسها وخرج فوق عشان يغير ويبدأ يومه الطويل من أول الدفن لحد العزاء باليل ...... 


_ إيه يابابا الدفنة خلاص هتبدأ .. 


قال جلال لبباه إللي كان واقف بيسرح شعره وبيظبط شعره أدام المراية وبيبصله جلال وغصب عنه بيبتسم وهو شايف كريمة بتقول


_ معلس بقى يا جلال .. أبوك لازم يظبط الشعرتين بتوعه قبل ما يخرج .. ناسي انه رايح يدفن مش رايح فرح !! 


_ ومالوا .. مش لازم أبقى راجل أنيق علطول ...ولا خلاص راحت عليا يا كريمة .. 


ابتسمت كريمة وقربت منه تحطله الكوفية فوق رقبته 


_ مراحتش ولا عمرها هتروح يا حبيبي .. 


أد إيه جلال كان بيحس بالسعادة وهو شايف أبوه مبسوط بعد كل إللي هو مر بيه .. كان مبسوط ومع السنين حب كريمة جدا جدا وبقت زي أخته مش مراة أبوه وبقى عمر أخوه الصغير بجد مش مجرد ابن مراة أبوه ... وذادت الروابط أكتر لما خلفوا ليه أخ تاني كمان ...لكن مع كل دا .. غصة دايما محتلة قلبه ومش مهنياه على عيشته ولا على حياته .. 


_ طب نبطل حب شوية وتيجي بقى ! 


قال جلال فجه من وراه أخوه الصغير إللي سموه حمزة 


_ معرفش مالهم .. ما تكبروا بقى .. 


_ مالكش دعوة يالا ... اسقبوني وأنا جاي !


قال حسين وبعدين بعدهم وقفل الباب وكريمة ضحكت على تصرفاته إللي لسة بتثبت أد إيه هو مش عاوز يكبر .. بالعكس بيصغر كل سنة أكتر معاها وهي كمان بتصغر معاه .. بحبهم وحنانهم على بعض الدنيا بقت أسعد وبقت ورديه وكأن الوقت مبقاش موجود.. 


_ كنت فين ؟ 


سأل جلال بقوة أول ما شاف أخوه  


_ ما تقولي ازيك طيب ! 


_ أنت وعمر مبتوش في البيت قولي كنتوا فين ! 


رد جلال بقوة وجدية فبصله حمزة وقال 


_ كنا في القسم !! 


_ قسم !! فين عمر !!


قال جلال بعنف فرد حمزة يقول 


_ اهدى .. عمر مالوش دعوة .. أنا إللي اتخانقت .. عمر هو إللي طلعني منها .. المرادي مش هو . 


جن جنون جلال ولكنه كان لازم يهدى غصب عنه علشان إللي وراه ومفيش وقت يقعد يناقش ...

تعليقات