الجزء الأول من الفصل الأول رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
الفصل الأول من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
أهلا بعد طول انتظار 💗
رجعت للرواية اللي الجزء الثاني منها .. أثر فيا اوي! اثر فيا زي ما هيأثر فيكم ! ..
الرواية هتفاجئكم بحجات كتير أوي أولها .. ان هي مختلفة تمامًا عن الجزء الأول ولازم تصبروا وتتأنوا ومتصدروش أحكام بسرعة .. كل حاجة محسوبة ومتخطط ليها .. متخافوش ..
الرواية معادها فصل واحد كل أسبوع .. أقدر أضمن ليكم المتعة الكبيرة إللي هتشوفوها في الرواية دي ! الحقيقة انها هتكون كلها إثارة وتشويق ومشاعر ملهاش أول من آخر ..
أنتوا داخلين على ملحمة الحقيقة .. استمتعوا 🤍
____
نزلت العجلة الأمامية من العربية بهدوء على طرف الأسفلت الجديد ، ولفت نسمات خفيفة في الهوا كأنها بتحاول تفتّش في الوجوه عن ذكريات قديمة.
كانت قاعدة في الكرسي الأمامي، عينيها متسمّرة على الطريق اللي عمرها ما كانت تتخيله بالشكل ده. كانت بتفتكر تراب بيطير، طين لازق في الجزمة، عيال بتجري حافية، وصوت بنت عمها الكريهه بيناديها.. لكنها دلوقتي شايفة طريق أسفلت قوي ومستوي وعلى جانبيه أشجار فاكهة وأشجار ورد ...
وهو قاعد ساكت ، نظافة الطريق والمباني ومعمارها الجديد والبسيط في نفس الوقت واللي حافظ على الطابع الريفي لكن بشكل أحدث خلاه يشك انهم تايهين !
العربية وقفت عند بيتهم اللي لسة زي ماهو من سنين ، نزل من العربية ببطئ يبصله وعينه فيها حنين وفضلت هي جوه العربية وكأنها خايفة تنزل .. رغم قوتها وشجعاتها إلا إنها مقدرتش تنزل !
رجل بسيط من البلد ، لابس جلابية مكوية ونضيفة، قرب من باب العربية وفتح لهم، وابتسم وهو بيمد إيده للشنط.
قال بهدوء
_ حمدلله على السلامة يا دكتور
كان عارفه وسلم عليه وحضنه مع انه مشافوش من سنين لكنه كان بيتواصل معاه وطلب منه تنظيف البيت وتجهيز المقابر لدفن جثة أمه زي ما طلبت انها تندفن جنب أبوه في البلد
وبعد السلام قال الراجل
-ما تقلقش يا دكتور مازن... الحاج عمل كل حاجة، البقاء لله.
اتنهد مازن ورد بحزن امتزج بالرضا وتقبل الأمر الواقع
- حياتك الباقية... بس الحاج مين؟
الراجل فرد كتافه كأن الإجابة بديهية
- الحاج جلال، الله يكرمه، ما سابش حاجة ناقصة
اللحظة اتجمّدت.
اللي في العربية بصّت لمازن بسرعة، ملامحها اتبدّلت، عينيها وسعت كأن الزمن رجع ووقفها في لحظة هروبها، في الليلة اللي سابت فيها كل حاجة.
قالتها بصوت واطي، مش مصدقة
- الحاج جلال مين؟
______
كان واقف ساكت قدّام القبور ، ضهره للناس وللدنيا كلها .. وهو فعلا بقى راميهم ورا ضهره من سنين طويلة ...
راجل طويل، لابس جلابية نظيفة بلون رمادي هادي، وشعره الأسود الطويل سايب ببلمس رقبته الطويلة إللي مع السنين منحنتش ، خصلات شعره السودا بتتحرّك مع الهوا كأنها بتتناغم معاه ومستسلمة لنسمات الهوا القوية ...
ما كانش فيه صوت...بس شكله لوحده كان كفاية..لحيته بقت كثيفة، مش مهملة، لكن فيها هيبة السنين..
واقف بإيدين مرفوعين، بيقرى الفاتحة من قلبه، مش من لسانه بس ..
عيونه كانت متعلّقة بحجر قديم عليه اسم عزيز عليه "فريدة "، جدته اللي ربته، و كانت سبب في تغيير حياته كلها .
وقف شوية، وساب عينه تتحرك لقبرين صغيرين جنبها…
قبور صغيرة معلهاس أسماء ، بس الوجع فيهم كبير..
ولاده.
اللي اتولدوا وراحوا من غير ما يدو له فرصة يسمع صوتهم ولا يعرفهم .. جم بسهولة وراحوا بسهولة !
وبعدهم، قبر تاني...
كان بسيط، من غير ورد ولا علامة، بس هو عارفه كويس.
"سارة"
الست اللي الناس كلها كانت بتشاور عليها وتقول " رقاصة " ، هو نفسه كان بيكرهها في آخر أيامها .. لكنه لما فاق .. نقل قبرها بإيده عشان تكون جنب إللي راحوا وبقى يقف لها هنا زي ما بيوقف لأقرب الناس ليه.. في النهاية هي أم أولاده الاتنين ..
ما قالش حاجة.
ولا حتى دمع.
بس كان فيه حاجة في ملامحه اتغيّرت…
زي اللي شايل جوا صدره سنين من الكلام، وقرر يسيبه للتراب..
قرا الفاتحة للكل، ومسح وشه بهدوء.
رجع خطوة لورا، بس ما اتحركش..
كان واقف، ولسه الهوا بيحرّك شعره الطويل وجلبابه…
وكأن حتى الهوا مش عايز يسيبه لوحده ... كل حاجة بتعصف جوا عقله والهوا مش هادي ومذود عليه اضطرابه وأفكاره !
_ الدكتور مازن وصل يا حاج جلال ..
سمع صوت أحد الغفر إللي جه يبلغه الخبر وهنا فاق أخيرًا للواقع وحمحم بيحاول يخرج صوته كأنه اتحبس جواه من شدة الألم والتفكير ..
_ تمم على رجالة الصوان والمدفن ...
بيفتكر مازن وبيفتكر أمه والأيام والسنين اللي عاشرهم فيها وبيتنهد في حنين وحزن
_ الله يرحمها ويصبره .
وبيمشي جلال بعد ما بيلقي نظرة أخيرة على منظر القبور اللي حوت على أجساد عمره ما هينساها طول ماهو عايش وبيتنفس ..
مشي جلال وخرج من المقابر وبدأ يمشي في البلد
تابعوا باقي أجزاء الفصل حتى ينتهي .. عدد أجزاء الفصل الأول أربعة💗
الرواية متوفرة للبيع بيتم نشر سبع فصول او اربعة كل أسبوع لو حبيت تشترك كلمنا على رقم الوتساب 01098656097