الجزء الثالث من الفصل الأول من رواية الخادمة الصغيرة الجزء الثاني
_ كلامنا بعدين .. تعالى الدفنة هتبدأ
لكن حمزة وقفه وهو بيقوله بسرعة عن إللي حصل بصدق
_ جلال اهدى يا حبيبي محصلش حاجة والله دا واحد كان بيتحرش بواحدة وأنا ضربته وربيته وحرمته يعمل كدة مع بنت تانية بس هو ابن بابي ومامي فدخلنا في سين وجيم بس الحمدلله عمر جاب محامي وحلها في ليلتها والكلب دا هيتحاسب كمان !
بصله جلال بفخر وهو شايف أخوه إللي لسة مكملش ١٨ سنة بالرجولة والقوة دي .. حس بفخر وهو بيسمع حمزة بيتكلم بالعزم دا وانه إزاي كبر وهو متربي على الدين والشجاعة والأصول
_ جدع يا حمزة ..بس كل دا من ورايا ! افرض الموضوع كان ذاد
طبطب حمزة على كتفه وهو عارف مدى قلق جلال عليهم وحمايته المفرطة ليهم وقال وهو بيحاول يريحه ويخليه يهدى علشان أعصابه وتعبه
_ متخافش وراك رجالة .. ارتاح بقى عشان خاطري .. وعمر جه بس طلع ينام ... قالي معرفس مازن ولا عمري شوفته فمش هيحضر .. سيبه بقى بدماغه وبقولك عشان مترجعش تزعل منه ..
هز جلال راسه لأن مفيش فايدة في عمر وإللي في دماغه بيعمله .. صحيح مبيخرجش عن طوعه كتير لكنه عنيد ودمه حر وبيعمل إللي هو عاوزه .
______
بدأ البيت يتملى ناس واحدة واحدة وقرب وقت الصلاة أو بمعنى أصح وقت الدفن وتشييع الجثمان ...
بيدخل من بين الزحمة وبيقدر بصعوبة يختلى بصحابه القديم .. مازن !
_ البقاء لله يا مازن ..
هنا مازن بيتفاجى جدًا انه شايف صاحب قديم ادامه وبيقول وهو بيتأمله
_ رامز !
قال رامز بمواساة
_ لما سمعت الخبر زعلت جدا .. الله يرحمها .
هز مازن راسه وهو لسة مش مصدق وجود رامز في البلد وألف سؤال في باله لكن أكتر حاجة جذبت نظره التغيير إللي حصل في شكل رامز رغم ان ملامحه هي هي ووشه هو هو لكنه طريقته واسلوبه فاجئته ..
_ مش مصدق إني شايفك بعد السنين دي كلها .. وشايفك كدة ! أنت اتغيرت ..
ابتسم ابتسامة خفيفة ورد قال بأسلوبه إللي لسة فيه مشاغبة قديمة ..
_ ولا أنا مع إننا مكناش بنحب بعض أوي يعني ..
قرب منه مازن وحضنه وهو حاسس بحنين حقيقي فعلا لريحة زمان وصحاب زمان وقال
_ مش وقته الكلام دا .. مبسوط إني شايفك رغم الظروف إللي أنا فيها ..
بيحضنه رامز وبيتنهد .. شوق وحنين غريب ! نوستالجيا احتلت جسمه ومشاعره .. لأيام ما كانوا عيال مسافرين في الغربة مع بعض ... وفجأة بقوا رجالة كبار فوق التلاتين ! ..
هنا ظهر فجأة صوت بيدور على مازن
_ مازن ..
بص مازن ولقاها وراه فعرف انها جات تدور عليه بعد ما تفقدته وسط الحضور وملقتهوش أكيد .. أما الكارثة الحقيقية كانت عند رامز ! .. إللي وقف مكانه متمسمر وفجأة خرج من بين شفايفه ..
_ رضا !
_ أميرة ! ...
التف ليه مازن بسرعة وصحح ليه بانفعال لكن رامز هز راسه وهو لسة باصص ليها وقال وهو متأكد
_ أنا فاكرها كويس .. دي رضا !
بيتصدم رامز بقوة شديدة وبيفصل باصص ليها وعيونه بتوسع بشكل ملحوظ خصوصًا لما يلاقيها بتقرب وبيتأكد أكتر منها .. هي هي نفس الملامح نفس كل حاجة .. مش معقول دي متكونش رضا !! أكيد دي رضا استحالة رامز يغلط وميعرفهاش ولا يعرف ملامحها إللي حفظها من أول مرة شافها فيها في فرحها هي وجلال !!
_ it's amira ..
قالت بنبرة قوية وواثقة وهي داخلة عليهم .. بدون حجاب .. لابسة جيبة سودا قماش ضيقة وقميص أسود مناسب للعزاء ورافعة شعرها ربطاه بشكل كلاسيكي راقي ...
وقربت منه وقالت بملامح ثابتة وقوية
_ أهلا وسهلا ..
وبتمد ايديها للسلام عادي بالإيد وهنا بيفتكر انها مكانتس بتحب حد يلمسها زمان خالص ولا حتى بالإيد .. ولكنه بيكون متجمد من الصدمة وبيسلم عليها وهو مش فاهم فيه إيه ولا إيه إللي بيحصل ..
_______
بيخرج رامز من عندهم وهو ماسك موبايله وعمال يتصل عليه ..
_ رد بسرعة !!
بيرن على جلال لكن مفيش رد وآخر مرة جلال فتح قاله
_ فيه إيه أنا خلاص أدام البيت !!
_ متدخلش تمام تعلالي جنب البيت !
قال رامز بسرعة وهو متوتر وخايف من إللي هيحصل .. دي سنين عذاب وبحث طويلة .. سنين أليمة عاشها مع صاحبه بيدوروا عليها لحد ما صابه الغم والمرض ...
_ رامز اقفل مش سامعك تعالى عند المدخل ..
_ لاء جلال .. جلالل !!
بيغضب رامز جدا وبيفضل ينادي عليه لكن جلاب بيكون قفل خصوصًا انه مبقاش سامع حاجة من الزحمة ..
الناس كانت بدأت تتجمع وخلاص الأذان أذن والحنازة هتخرج ولازم جلال يروح يشيل النعش مع مازن إللي لسة أصلا مسلمش عليه لغاية دلوقتي لكنه كان مشغول في تحضير المدفن وترميمه والتجهيزات الباقية وانه يأكد على أهل البلد حضور وتقديم واجب العزاء ... وكعادة أهل القرى كدة كدة هما مش محتاجين وصاية هما بيحضروا وبيقفوا جنب بعض في الحزن قبل الفرح .
___
دخل جلال بين الحضور