الجزء الثالث من الفصل السادس عشر رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الثالث من الفصل السادس عشر رواية الرقيقة والبربري 




_ يعني انتي يا حبيبتي مش عاوزة تدي لنفسك فرصة تفكري في اللي قولتهولك !

قال رأفت وهو يجلس أمام نور التي نظرت له في ضيق لأول مرة ترفض كل كلامه .. 

_ بابي ! رامي بيحبني . 

_ يابنتي اسمعيني .. أنا مبقتش مرتاحله ولا عاوزه في حياتنا 

_ هو جوزي أنا يابابي ! 

قالت نوى ليتنهد رأفت فكيف يقنعها أن عليها وضع رامي تحت الاختبار وألا تتساهل معه ليقول بصراحة 

_ الواد دا عاوزك عشان فلوسك وجسمك بس ! مبيفكرش غير في كدة ومش هامه مشاعرك ولا حبك  !! قولتلك بكل صراحة واسف اني قولتلك كدة 

_ ما هو جوزي يعني من حقه كل حاجة .. جسمي وفلوسي ومشاعري  .. 

قالت نور بهدوء ليضرب كف فوق الآخر فهي تستمر بالإجابة عليه بنفس الكلمات وكأنه لا يقول شيئًا .. 

دخل رامي عليهم المنزل وهو مرهق بعد ما حدث معه ليجد حماه وزوجته يجلسون يتحدثون ليقترب منهم ويلقي عليهم التحية بإرهاق فابتسمت نور ووقفت تستقبله فضمها .. وما ان أغمض عينيه حتى تذكر شكل أول حرف من اسمه الموشوم فوق جسد هيفاء .. الصور التي ارسلتها له وهو في طريقه للمنزل بهذا الكحل السائح فوق وجنتيها .. نظر لوجه نور ليجدها تضع الكحل هي الأخرى فابتسم ثم صعدا للأعلى تحت نظرات رأفت الساخطة والغير راضية .. 


ما ان صعدا حتى قالت نور في حنان 

_ شكلك مرهق أوي 

_ آه.. تعبان أوي 

قالها بشكل موحي .. بدت عليه معالم الاحتياج والرغبة ليحاول الاقتراب منها لتبتسم قائلة 

_ حبيبي .. مش تاكل الأول؟ 

هز رأسه رافضًا وهو يحاول سرق قبلات منها تتفاداها هي وهي تحرك رأسها يمينًا ويسارًا 

_ هاكلك انتي يا قلبي 

_ رومي رومي رومي .. هجيبلك الأكل استنىى

قالت نور بسرعة ثم انفلتت من تحت يديه لكنه شدها نحوه بعنف بعص الشيئ وقال بعيون حادة 

_ بقولك عاوزك انتي مبتفهميش ولا إيه! 

انمحت ابتسامتها تدريجيًا وهي تراه يقبض على زراعها بعنف ويحدثها بهذه اللهجة ويرميها بتلك النظرات 

_ ارتاح وخد شاور وأنا هحضرلك الأكل بتاعك وج

_ ما قولتلك مش عاوز زفت  ... 

ارتجف جسدها إثر جملته الحادة لترتعش فاقترب منها وجذبها إليه قائلاً 

_ متترعشيش واثبتي أنا معملتش حاجة! .. تعالي هنا واسمعي الكلام واعملي اللي اطلبه واللي أنا عاوزه بالحرف 

قال بنبرة مظلمة وهو ينظر داخل عينيها لتشعر بالخوف الشديد بينما يتابع اقترابه 

_ ايه الجسم دا ! .. مفيش عندك ولا قميص نوم عدل نلفي بيه حتة الملبن دا ! . 

قال وهو يسير بأنفه فوق عنقها ويديه تتلمسها وهي ثابتة مكانها ..  اذداد اقترابه حتى تذكرت حديث والدها الذي لم يفت عليه دقائق .. فجأة وبسرعة كان رامي يهجم على عنقها يقبلها بعنف حتى تألمت ورفع ملابسها يحاول أن يجردها منها .. حاولت الصمود .. حاولت القبول .. حاولت أن تكمل ما بدأه لكنها وجدت نفسها تبكي وتمنعه عنها ليقاوم يديها الصغيرة ولكنها في لحظة خاطفة ابتعدت بسرعة 

عدلت نور ملابسها التي حاول رامي خلعها لها قائلة بقهر .

_ أنت عاوزني علشان كدة بس يا رامي ! 

اقترب منها رامي مردفاً _ نور .. انتي مراتي 

سقطت دموعها قائلة بيأس _ هتعرف تحبني امتى يا حبيبي 

_ نور أنا فعلاً بح
 

أوقفته متوسلة إياه _ لأ .. إلا الكلمة دي .. أرجوك يا رامي .. 

أردف بقلة حيلة _ نور 

مالت رأسها متحدثة في شرود _ نور عوزاك تحبها بجد تحبني علشاني أنا مش علشان أي حاجه تانية .. 

أقترب منها ليطفح به الكيل مخبراً إياها بينما يرى حياته تصبح أكثر تعقيداً 

_ يانور هي دي طريقتي .. أنا بعبر عن حبي كدة ومبعرفش أعمل غير كدة وبس 

هتفت فيه بقهر _ بس أنا مش بحب كدة 

عض شفتيه يكظم غيظه لتقول نور راجيه إياه _ حبني يا رامي .. أنا .. أنا كنت بحلم بحب حقيقي .. حب بسيط ووردي .. 

هنا لم يستطع الصمت ليصرخ بها _ وأنا كنت بحلم إني اتجوز ستت .. ست بجد  .. واخلف منها عيال .. .. كان نفسي أخلف عيال ويبقى ليا بيت وعيلة كبيرة بدل إللي اتحرمت منها وعشت في الشوارع طول عمري بتلطش هنا وهناك .. أرجع من شغلي تعبان وهلكان الاقيها تاخدني في حضنها وتدلعني شوية ولا تهون عليا مرارة الدنيا الوسخة إللي أحنا فيهاا .. بس لاء إزاي بقى رامي يرتاح !!!! ... لازم بتجوز واحدة محتاجة تتربى من أول وجديد . اتجوز واحدة معقدة مبتعرفش حتى تبوس جوزها .. انتي عاوزة حضن .. طب ما أنا كمان عاوز حضن .. 

شد زراعها له ليصرخ بوجهها _ شايفة مشاكلي معاكي  كلها شهوة وبس .. أنا مشكلتي معاكي هي انتي يا نور !!! ... انتي متنفعيش تبقي زوجة .. أقولك على حاجه كمان ولا أنا أنفع أبقى زوج ولا حتى راجل محترم .. 

لم يعرف ماذا قال فقط أخرج كل مشاعره وكلماته القاسية التي لم يفكر بها .. توقف ينهج بينما تجمدت نور وملامحها البريئة تصلبت على وجهها الصغير أما قلبها الرهيف تهشم بعد كلماته لتجري إلي الحمام فوراً وبكاءها يسبقها بينما الآخر ضرب بيده الفازة لتسقط محدثة صوت مدوي 

عايرها بتأخر الخلفة وعايرها بأنوثتها الخاسرة أمامه وأهانها وقسى عليها بقوة  .. ليبتسم رامي بسخرية مريرة .. خبرته التي اكتسبها من مرافقة الفتيات وإقامة العلاقات المشبوهه  حسب أنها عندما يتزوج ستعود عليه بفائدة ولكنها حولت حياته لجحيم  خالص ...لهث من شدة غضبه ليخرج سيجارة ليتنفسها بشراسة بينما يستمع لبكاء نور  العالي من الحمام لترتعش يداه ويطفئ السجائر تحت قدمه بغيظ شديد ويتجه نحو الحمام مخرجاً نور التي انفجرت ببكائها أكثر ما إن شعرت به ليضمها بعنفوان شديد تحت زراعيه مخبراً إياها بندم 

_ أنا آسف يا نور .. أنا آسف 

وضعت رأسها بصدره باكية بشدة _ حرام عليك يا رامي ... بتعمل فيا كدة ليه .. 

شدد على أحضانها واغمض عينيه من شدة الم قلبه عليها وعلى حاله ليقول 

_ أنا آسف .. والله العظيم اسف 

لتسقط دمعة من عيناه دون شعور منه كلما ارتفع بكائها ليخبرها بين بكاءه الذي لم يقدر على السيطرة عليه    

_ سامحيني يا نور ... أنا آسف 

لم  تعرف كيف تهدأ لكن الصدمة ألجمتها ومازال عقلها يحاول استيعاب كلامه الذي قاله  .. ليقول رامي 

_ انتي ليه مش بتخليني اقربلك زي منا عاوز ؟ هيحصل إيه لو جربتي ؟ جربي يا نور 

هزت راسها بالرفض وهيئتها وهي تبكي بهذا الكحل الذي ساح فوق بشرتها جعله يتذكرها .. تذكر الصور التي أسرلتها له هيفا منذ قليل .. ليشتعل رامي وعمت عينيه عن كل شيئ إلا رغبته ! 

_ جربي.. مرة واحدة بس ! مرة واحدة بس ... 

قالها بينما تسارعت انفاسه وتمكنت منه شهوته ليجد نفسه يدفعها هلى الفراش من خلفها بعنف ثم قلب جسدها لتصبح على بطنها وهنا ارتفع صراخها لكنه لم يبالي بل تابع قوله 

_ اهدي يا نور مش هعمل حاجة .. دي لعبة ! لعبة أنا وانتي هنلعبها !

تذكرت نور .. غاب وعيها وتذكرت كلمات لطالما لاحقتها من الماضي " هنلعب يا نور لعبة صغيرة يا حبيبة عمو .. لو معجبتكيش هنوقف !" ..  انفتحت عينيها في هلع .. بينما رامي قد فك رابطة عنقه وربط بها يديها خلف ظهرها 

_ شوفتي .. بس دي حاجة صغيرة مش حاجة كبيرة .. اهدي 

قال بينما يميل بجسده عليها ويهمس بجانب اذنها لتنتفض كالممسوسة  واهتاج جسدها وهي تحركه بعنف وتصرخ 

 _ امشي .. لأ امشي متلمسنيشش امشيي .. يابابي 

ليتوسلها بصوته الذي غاب خلف طيات مطالبه _ نور 

قاومت اقترابه منها بعنف _ سيبني ...  سيبني 

زحف ورائها مخبراً إياها كالمهووس _ مش همشي يا نور 

رددت برعب وتهديد _ هنادي على بابي يمشيك .. امشي 

شدها إليه بقوة اكبر مردداً بحقد _ لأ فوقي انتي وابوكي أنا مش لعبة في ايديكم انتي مرااتي  ...

صرخ بها كالمجنون لتغمض عينيها وتنفجر بالبكاء المرير

 _ فاهمة يعني إيه مراتي .. انتي مراتي ! 

ثم لم يترك لها فرصة ليحاول أن يأخذ ما يراه حقه بالغصب .. بفرض قوته .. أقسم أنه سيحقق ما يريد .. سيأخذ ما تمنى أخذه 

_ أنا صبرت عليكي كتير أوي.. دلوقتي بس هتكوني  معايا زي منا عايز وصوتي للصبح مش هيهمني  ! 

هدأت نور بعدما وجدت أنه لا يوجد بد من محاولتها فقالت من بين دموعها التي كتمتها 

_ فكني .. فكني عشان ايدي وجعتني ! هعمل اللي انت عاوزه بس مش كدة .. بليز يا رامي ايدي بتوجعني 

بكائها لمسه ليهدأ قليلاً وهو يرى استسلامها ثم اقترب منها وفك لها يدها  وما ان فعل حتى اعتدلت بسرعة ونزلت فوق وجهه بصفعة قاسية ! فعلت شيئ لم يكن يتوقع في حياته أنها ستتجرء على فعله 

_ انتي بتضربيني !!

لترد عليه لأول مرة بقسوة 

_ بابي كان عنده حق لما قال انك ابن شوارع !! 

نظر لها رامي بغضب ساحق وهو يضع يده على خده لا يصدق أن نور الضعيفة الهزيلة ضربته فوق وجهه ليدفعها بعنف مرة أخرى ويكتفها بجسدها بينما يصرخ فيها بغلظة ولا يرى أمامه سوى الحقد والغيظ 

_ أنا بقى هوريكي انتي وابوكي ابن الشوارع دا هيعمل فيكي إيه!! 
وبدأ في قطع ملابسها لها والشروع فيما يريده فصرخت ونادت على أبيها بأعلي ما فيها وقد تذكرت ذلك اليوم المؤلم ..  اليوم الذي تعرضت به لحادثة أليمة  ... هي الآن لم تعد ترى رامي.. بل ترى صدمتها الماضية فقط تتمثل في اعتداء الآن من الرجل الذي حسبته حبيبًا وزوجًا !  اشتد الصراخ حتى كادت أن تفقد قدرتها على الكلام وعيونها اقتربت أن تنزف دما 

_ بااابيي .. بابي .. الحقني يا بابيي 

انفتح الباب ليجد ابنته بين قبضتي رامي ليبعده عنها ويضربه فوق رأسه بأحد أحجار الزينة ويجرى على ابنته يضمها اليها بقلب مفتور وترتمي الأخرى بين يديه فاقدة للوعي  

_ نور نور بنتي 

ثم نظر لرامي الذي وقف أمامه ولم يظهر عليه تأثر كبير بتلك الضربه _ أطلع برا .. براا 

ردد رامي بهوس _ أنا هاخد مراتي وهطلع برا 

_هتطلقها غصب عنك .. أنا هسجنك  وهخرب بيتك .. أنا هدمرك يا كلب 

تجمع حراس أبيها ليكتفوا رامي ساحبينه للخارج  بينما قاومهم رامي متوعداً وصارخاً 

_ إحلم أنت وهي  .. بس أنا راجع تاني أخد مراتي بالذوق بالعافيه هاخدهها ... 

أما نور فكانت بين زراعي والدها منهار تمامًا من البكاء حتى فقدت الوعي ! 


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.