الجزء الثاني من الفصل السادس عشر رواية الرقيقة والبربري
مرت أيام قضاها رامي في بيت حماه .. لم يفارقه وظل مع نور .. يذهب للعمل من بيتهم ثم يعود له ثانية .. ويا ويله عندما يدخل من باب الشركة .. تقابله هيفاء بطلتها المغوية فيحاول أن يتفاداها .. يتخطاها .. لكنها في النهاية تخطف نظره بين الحين والآخر
_ أنت مالك يا رامي ؟
سأل مصطفى وهو يرى صديقه بهذا الحال ليقول رامي
_ مفيش حاجة .. متضايق بس شوية
_ من إيه ؟
تنهد رامي ثم أجاب
_ من حمايا .. ونور !
_أنتوا لسه مرجعتوش البيت ؟
استفسر مصطفى ليهز رامي رأسه بالإيجاب ليتنهد قائلاً
_بصراحة وضعك صعب .. بس أنت غلطان
هز رأسه مستسلمًا ثم تحدث كمن يعبر عما يدور في خاطره
_ أنا غلطان بس .. بس يا إما يسامحوني أو لأ .. بدل التعذيب دا ... حاسس ساعات إني مش أنا بس إللي غلطان .. هما كمان فيهم حاجة غريبة .. خصوصا رأفت دا إللي أنا مش طايقه أساساً ومخليلي حياتي صعبة ومقوي بنته عليا ..
_ صحيح الانسان ميملاش عينه إلا التراب .. دا أنت بقالك شهر بتحفى عشان يدخلك بيته دلوقتي زهقان انك قايم نايم شارب طافح فيه
قال مصطفى وهو يطالع صديقه في سخرية على تبدل حاله لينظر له رامي شرزًا ليقول مصطفى بعيونه الخبيثة يستفز رامي أكثر
_ ارضى بقى قبل ما النعمة تغور من إيدك
_ بتتكلموا بردو ومش بتشتغلوا ..
قال فارس الذي دخل المكتب دون إذن ويميل بجسده الفارع على حرف الباب عاكسًا قدميه ليقف مسترخيًا بينما يتابع حديثهم
_ كالعادة .
رد مصطفى ببرود ليهز فارس رأسه ثم تنهد ونظر لرامي قائلاً ..
_ عندك سفر
_ سفر ! دا إزاي دا ؟
استنكر رامي من مفاجئة فارس له ليرمي له ملف به أوراق
_ check your email.. you will go ..
_ ودي مصطفى
قال رامي وما ان هم فارس ليتحدث حتى اهتاج رامي
_ مش عايز أروح أنت هتجبرني متنساش اني شريك معاكوا في المخروبة دي
دخلت هيفاء على صوت رامي لينظر لها في ضيق هي الأخرى فالجميع عليه .. كل ما حلم به يتآمر ضده الآن! .. عمله وماله .. حبه للنساء وشهوته !
_ مستر رامي .. حضرتك عندك meeting مهم دلوقتي مع ال team بتاعنا
تبادل رامي وفارس النظرات الغاضبة وطالعم مصطفي بأخرى غامضة قبل أن يتركهم رامي ويخرج وما ان وصل لفارس حتى قال
_ متجيش على طريقي أحسن يا فارس .. أنا بحبك حتى بعد كل اللي انت عملته معايا ... فبمتتكاش أوي عليا علشان أنا مش بسيب حقي .. فرجعلي حقي لوحدك .. وسفر مش مسافر .
خرج رامي وترك فارس يقف مكانه في برود قبل أن يتبادل النظرات مع مصطفى الذي قال
_ خف عليه شوية عشان على أد ما بيصبر .. لما بيتعصب مش بيشوف أدامه .
استمع فارس لمصطفى ولم يعقب ثم بعدها توحه لمكتبه في صمت
_____________
_ مش هتسافر ليه ؟
قالت هيفا بعدما دفعت رامي داخل المصعد وحاصرته ليدرك انه من شدة غضبه لم ينتبه لكونها معه في نفس المصعد فشعر بالتوتر الشديد وابتلع ماء حلقه وحاول ان يتجنبها لتقترب منه قائلة
_ أنا هسافر وأنت هتسافر معايا .. أوعدك إنك ترجع مغير جو ومبسوط
ثم مشت باصابعها فوق وجهه ورامي نظر لها .. الأيام الماضية كلها وهي تحاول معه ..تحاول اغراءه .. تحاول جذبه لها واليوم أتتها الفرصة للإنفراد به ... شعر بصدمة احتلت جسده ما ان لمسته ليبتعد بسرعة عنها فنظرت له نظرتها الخبيثة الجريئة قائلة
_سيب نفسك يا رامي .. أنا عارفة انك هتموت وتعمل اللي أنت شوفته ومش عارف ..
ثم اقتربت منه بسرعة بعدما علقت المصعد وقالت بجانب اذنه
_ بص كدة ..
استغرب من كلماتها ليجدها تفتح بلوزتها قليلاً ويجد أول حرف من اسمه موشوم فوق صدرها لتنفتح عينيه في صدمة قبل أن يتوقف المصعد ويخرج رامي منه كالهارب لتقف هي تتابعه بعيون ماكرة .. ستنال منه قريبًا جدًا !
تابعوا للجزء الثالث من الفصل