اقتباس من رواية عشق أولاد الذوات الجزء الثاني
● اقتباس طويل ●
كان الليل ثقيلاً على صدر رنيم، رغم سكون البيت، كانت عيناها لا تكفان عن التحديق في باب الغرفة، تنتظر دخوله كما تنتظر النار اقتراب البنزين.
فتح فواز الباب بهدوء، يداه في جيبيه، وكأنه لم يأتِ من مشهد جريمة… التفتت إليه، وبلا مقدمات هجمت عليه بكلماتها كالرصاص.
رنيم بصوت مشحون بالغضب والخذلان
_ كنت فين؟
توقف، رفع حاجبه قليلًا، لم يجب، وكأن السؤال تافه لا يستحق الرد.. لكنها أصرت ومسكته من زراعه تمنعه من تجاهلها
_ رد عليا بقولك كنت فين !؟
نظر ليدها الاي قبضت على زراعه نظرة حادة لكنها لم تبالي فغضبها كان أحد منه .. في الأونة الأخيرة تغيرت أصبحت حساسة لكل موقف يصدر منه حتى كاد أن يمل من أسلوبها الفظ لكنه أجاب بنبرة مقتضبة
_ في الشغل .
نظرت له بقسوة ثم ارتفع صوتها
_فواز، متكدبش… أنا شوفتك بعيني معاها.
فواز ببرود ساخر وهو لا يفهم عما تتحدث
_دا أنتِ هبلة بقى! وأنا هقرّب لواحدة غيرك ليه أصلاً؟
اقتربت منه رنيم واختنق صوتها بما ودت قوله
شوفتك بتحضنها! شوفتك بتبوسها! ولولا ولادك معايا كنت نزلت وفضحتك أدام الدنيا كلها!
حاول فواز السيطرة على الموقف فيكفيه تعبه ليس مستعدًا لأي نقاش غبي من خاصتها .
_ رنيم، متتجننيش، واسمعي ..
دفعته رنيم بيديها بعنف وقاطعته هادرة كمن طفح بها الكيل
_ أنا مش هسمعك! أنا خلاص… أنا وأنت هنطلق .. أنا مش رنيم القديمة اللي تشوفك مع واحدة وتسكت… يا خاين!
وصمته بكلمتها الأخيرة وهي تدفعه ثم مسحت دمعتها وتركته خارجة من الغرفة متجهة إلى غرفة الأطفال، تُغلق الباب خلفها دون أن تلتفت.
ظل فواز واقفًا، مشدوهًا، جسده ثابت لكن عروقه تغلي لا يكد يستوعب ما حدث معه للتو ! .. فجأة أدرك شيئًا ما ! ..
شيئ جعله يهبط الدرجات بسرعة، فتح باب الجراج كمن يقتحم موفع جريمة، ركب سيارته، وانطلق بعنف… يداه تضغطان على المقود كأنهما تخنقان عنقًا.
أخرج هاتفه من جيبه، ضغط على اسم واحد.
سأل فواز بصوت مكتوم من الغضب
_أنت فين؟
أجاب الطرف الآخر بصوت هادئ، وقصير
_عند صاحبك اللي بتحبه.
أغلق الخط قبل أن يتكلم فواز بكلمة أخرى.
مرت دقائق كأنها قرون.. توقفت السيارة أمام العنوان المنشود .. خرج منها فواز بخطى حادة، كأن الأرض تنفجر تحت قدميه.
رن الجرس عدة مرات لكن دون فائدة فبدأ بالخبط على الباب بعنف حتى فتح له الباب .. وكان ذلك المدرب الكريه الذي لقنه فواز درسًا لن ينساه .. مازالت علامات الضرب على وجهه .. دفعه فواز بعنف بعدما طالعه المدرب بكره وما إن دخل حتى وجده .. يجلس أمام التلفاز ويفرد قدميه على الأريكة في راحة كأنه لم يرتكب مصائب … توأمه الخبيث .. يوسف اللعين !
توجه فواو ووقف أمامه يمنع عنه الرؤية فقال يوسف بضيق مفتعل
_ يوه أبعد عن الشاشة !
لم يبالي به فواز بل ذادت ملامحه غضبًا وهو يراه شعره مقصوص، يرتدي مثله تمامًا، نفس الساعة حتى ! ، نفس القميص.. لكن عينيه تحملان شيئًا آخر… شيئًا أكثر من الكره وأقسى من الانتقام.
هدر فواز بينما شعر وأنه يرى نسخته في المرآة
_إيه اللي أنت عامله دا ؟
وقف يوسف ثم التفت له ببطء واتكى على الحائط
_ إيه رأيك في النيو لوك ؟ هو مش حلو .. بس يعدي يعني ..
شده فواز من قميصه بعنف ونظر داخل عينيه التي تشبه خاصته بشكل مخيف
_ بتلعب بسمعتي… بشغلي… ببيتي.
لم يدافع يوسف عن نفسه بدنيًا لكنه قال بثبات
_ بلعب بحقي.
دفعه فواز وهو يردد مستنكرًا
_ حقك؟!
أجاب يوسف بقوة وهو يرفع حاجبه
_ في الاسم … الفلوس…السلطة .. كل حاجة ..
قال فواز وهو يقترب خطوة، كأنه على وشك الانفجار
_ أنت مجنون .. أنت مفكر إنك ممكن في يوم تبقى واحد مننا ؟! أخرك يترميلك شوية فلوس وتغور من وشنا ومش عاوزين نشوفك تاني في حياتنا ..
ابتسم يوسف وهز رأسه كمن يفكر ثم بدى غير معجبًا بالفكرة
_ هو كلام حلو ..مم بس تؤ مش خطتي ! .. على الأقل ابوظلك ال image بتاعتك قبل ما أمشي..
هجم عليه فواز مرة أخرى يهدر فيه بغضب ووعيد
_ أنا هوديك في داهية !
دفعه يوسف بعيدًا عنه وهو يردد بنبرة جادة هذه المرة
_ هتوديني في داهية إزاي؟ هتقول إيه؟ هتمشي تقول لكل الناس إننا اتنين؟ .. ولما أعمل جريمة باسمك وأسافر هتقول للبوليس إيه ؟ أنا راجل اسباني مش معايا جنسية مصرية .. ومش مكتوب بإسم زين الدين !
ثم اقترب من فواز وقال بنبرة شديدة الخطورة
_ أنا إللي هوديك في داهية !
شعر فواز بالتهديد بالفعل فيوسف مجنون وليس له أي حدود ومن الممكن أن يفوق حتى التوقعات في خطورته
_ هخلي كل الناس تشوف إنك زبالة .. هعمل كل حاجة تدمر سمعتك ... ومع كل إشاعة… هيتقال إنك أنت... ومع كل فضيحة… اسمك اللي هيتوسخ و هتنهار الأسهم.. البيزنس !
هز فواز رأسه يحاول أن يرد على تهديداته
_ هكدب كل حاجة وهظهر في كل مكان وهثبت ان مش أنا وكل اللي بتقوله مش هيحصل وهعرف الناس ان زين الدين باشا جاب غلطة في حياته ونفسنا تتمحى من على وش الدنيا بس للأسف ظهرت زي المرض ..
ابتسم يوسف مستهزءًا وهو يقول كأنه يعلم فواز درسًا مهمًا
_ ومين قالك ان عاوز الناس تصدقني .. مسمعتش عن الشك يا فواز ! .. هخلي كل صورة ليك فيها شك... كل إنجاز عليه علامة استفهام... كل مرة حد يقول ‘فواز’… هيقف لحظة ويفكر: أنهي فيهم؟ ما يمكن هو وبيستخبى في أخوه وفين أصلا أخوه مش يمكن مش موجود ودي لعبة من ابن الذوات عشان يبرأ نفسه ؟ هشوهلك سمعتك وسمعة عيلتك اللي فضلت طول عمرك أنت وأبوك واخواتك تبنوها !
مجنون ! فاقد لعلقله بل للأهلية ! هذا ما دار في عقل فواز ويوسف يقترب منه ويقول بعيون تجلى فيها لهيب الانتقام والشر
_ أنا هخسرك كل حاجة.. وبأقل مجهود .
الاقتباس جامد ... إيه رأيكم في الاقتباس🤍