الفصل الثامن والعشرون من رواية انحنى من أجل الحب

 الفصل الثامن والعشرون من رواية انحنى من أجل الحب 

الكوكب_الأبيض 🤍⚪

_________________________________________

ولكن قبل أن يخطوا أول خطواته أتاه صوت مصطفى الغاضب بطريقة لم يعهدها من قبل 

_ فاااااارس

ما إن التف لمصدر الصوت حتى اطلق مصطفى عليه النار بدون لحظة تردد وفى لحظة خروج الطلقه من المسدس لم يسمع بالمكان سوىٰ صراخ عالى وكانت ابرز الصرخات ، صرخة رحمة بمنتهى القهر 

_ ابنى ! 

وقفت شمس لا تتحرك بل متصنمه ولا تصدق ما تري والفوضي التى عجت المكان ، و ملك عيناها متسعه وتغطى فمها بيديها من هول الصدمه 

أما فارس فلم يُبدي أي ردة فعل ، وجهه بلا معالم ولا تظهر عليه أى ملامح تأثر 

يمكن أن نقول انه مازال تحت تأثير الصدمه هو الآخر ، عندما وجد أخيه يقتحم المجلس ويصوب السلاح بنصف رأسه وضغط على الذناد لولا تدخل رامى بأخر لحظه ورفع زراع مصطفى للأعلى لتنطلق الطلقه إلى النجفه المعلقه بالسقف وتسقط متدمرة لأشلاء محدثه ضجيج لم ينتبهوا له فصدمتهم قد غيبت عقولهم واشغلت حواسهم 

وقف مصطفى ينهج بصوت عالي وقطرات العرق تتصبب منه وعروقه نافرة فى حين أن رامي وقف خلفه تماماً يقبض علي زراعه حتى يأمن تهوره 

*أنا عملت إيه؟!* هذا ماحدث نفسه به فى دهشه كبيرة وهو لا يعلم كيف فعلها !!! كيف رفع السلاح بوجه أخيه بل وأطلق النار ولولا وجود رامي لكان الآن فارس بعداد الموتي
كيف سيطر عليه شيطانه إلي هذا الحد ، هل كان سيقتل أخيه الوحيد ! ويصبح قاتل وليس أي قاتل بل سيكون قد أعاد ماضي نشأتنا وأعاد قصة "هابيل وقابيل" عندما قتل سيدنا هابيل سيدنا قابيل وبنفس دافع الغيرة . 

اقتربت رحمه من فارس وامسكت زراعيه تتحسسهم وكأنها تؤمن على وجوده على قيد الحياة 

فى حين وقفت ملك خلفه وامسكت زراع من زراعيه ودموعها تسقط فكادت أن تخسر أغلى ما عندها ولا تصدق بأنه حي يرزق ولم يصيبه شيئ 

رامى خلف مصطفى ورحمه وملك بجانب فارس يطمئنان عليه ولازالت صدمتهم تعتلى افواههم 

أما شمس فهي بعيده عنهم ، لا تتحرك ، عيناها مفتوحه فقط ولا تحدث صوت أو حركه وكأنها ليست بهذا العالم 

انتزع فارس راحتيه من رحمه وملك وتقدم بخطوات ثابته متبطئه تجاه مصطفى وعيناه لم تتزحزح من عيون اخيه الاكبر

اقترب منه ووقف أمامه مباشرة والصمت سيد الموقف ، وعيناي رامي تدور بين نظرات الأخوين فحاول التحدث وشرح الموقف 

_ فارس ا 

رفع فارس كف يده كإشارة لرامي بأن يصمت فلن ينفع حديثه ، فما فعله مصطفى لا يحتاج لتبرير ،تخيلوا معي لو كان رامي قد تأخر ثانية واحده فماذا كان سيحدث ؟!  

وضع مصطفى رأسه أرضا ً ، لا سبيل للتمسك بكبريائك وغرورك بهكذا موقف، انت المخطئ وانت من شرعت فى قتله ، لا تماطل ولا تجاهد لإثبات جبروتك بعد الآن 

تحدث فارس بعد صمت طويل وهو يطالع أخيه بقلة حيلة وحزن اتخذ عمق المحيط مسكناً 
كم تمني الا يأتى ذلك اليوم الذى يحاول فيه مصطفى قتله ، هه ولم التفاجأ فقد فعلها من قبل عندا أرسل له معاتيه ليضربوه ، ولكن تلك المرة مختلفه فهو قصد قتله عمداً وبنفسه ! 

_ إنت مريض !! 

قالها بثبات غريب يُحسد عليه ولكن مصطفى شعر بتحسره بين حروف كلمتيه 
ولم يرد عليه ولم يتحدث أحد ، الصمت خيم المكان مرة أخرى وملك ورحمه يناظرهما بحسرة  وحزن عارم على سواد علاقتهما التى ترجع للخلف لا تتقدم أبدا وها قد وصلت خلافاتهم وغيرتهم من بعض لحد القتل  

_ حتى مش لاقي كلام أقوله ، قتل !! عاوز تقتل أخوك الصغير يا كبير !!!!

قالها فى تهكم وسخرية واضحه للعيانه ، لم يعد يعلم أو يفهم ماذا يحدث ، لما وصلوا إلا هذا الحد ، ماذا حدث ، ماذا فعل فارس ليتلقي ذلك الكره الكبير ، هل لأنه كان محبوب أم لأنه كان قريب من ربه ويحب دينه أم لأنه كان يحترم مشاعرهم  ، صحيح أن فارس قد انتقم منه ولكن هم من بدأو ، هم أن قاموا بينه وبينهم حرب العداوة والبغضاء ، كل ما فعل كان بمثابة رد فعل لما فعلوا ! 

اغرورقت عينان مصطفى بالدموع ، سقط قناعه الصلب بتلك اللحظه التى قال فيها فارس 

_ لو أقدر افصل الدم إللى بيربطنى بيك ، أنا كنت عملتها من غير ما اتردد لحظه واحده حتى لو فيها موتي !

مازالت عيناه بالأرض والندم يقتله ويفتت قلبه لأشلاء ، إنه شرع فى قتل اخيه الصغير 

تابع فارس بكسرة قلب ارتسمت بحديثه _ انت من النهاردة  لا أنت أخويا ولا أعرفك _ضحك فارس على نفسه بحزن مكملاً_ هههههه يا أخي حتى وانت جاي تقتلنى بهددك إنى هبعد عنك ومستني منك ترد وتقولي عمري ما هسيبك يا فارس ، انت اخويا الصغير وأنا هفضل جمبك طول العمر ، انت ابني !! _تنهد فى حزن وعيناه احمرت ومصطفى دمعته سقطت ولم يقدر على منعها _ أد ايه أنا ساذج !! ساذج عشان مستني حب من واحد قلبه كله سواد وغل وحقد وقرف ! كان  

عض على شفتيه قبل أن يكمل ووضع يديه على وجهه يخبئ هشاشته خلفها ، يخبئ ضعف عيناه ودمتعه التى انحبست داخل عيونه تأبي النزول 

تنفس ثم قال بسخرية قاتلة _ كُل دا عشان الشركه والفلوس والورث ! هه مرة تبعتلى بلطجيه يضربونى واديك أهو النهاردة جاي عشان تقتلنى ! تقتل اخوك !

بكت ملك هي الأخرى. عندما نظرت لحالهم ، فارس يقف وجسده يرتعش حتى وإن بان ثابت ومصطفى دمعته نزلت على وچنته ولأول مرة تراه منكساً رأسه ولا يحيدها عن الأرض فى إنكسار وندم تام ! 

ورحمه لم تتوقف عن النحيب ، تابعت عيناها الإخوه  ، تريد البوح بأسرارها ولكنها لن تقدر فهاجزها يخيفها ، يمنعها من التفوه بحرف واحد ، تذكرت آخر مرة باحت بها عن سر وما كانت النتيجة  

اقترب منه فارس حتى فصلهم بضع سنتيمرات ثم قال بصوت زلزل قلب مصطفى من شدة قسوته _ يا خسارة ! 

كاد فارس أن يذهب ولكنه وجد تلك التى تحمل السكين ومندفعه ناحية مصطفى بقوة فصرخ بها 

_ شمس 

ارتفعت الأنظار وانتبهوا لم يحدث فوجدوا شمس تحمل سكين وتصوبها تجاه قلب مصطفى فتصداها الأخر وامسكها بيديه فانجرح بقوة وسالت دماء كفه بغزارة   
امسكها فارس من خصرها بعدما صرخ بها من فعلتها المتهورة ولكنها قاومته وصرخت حتى بحّ صوتها 

_ حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، انت ايه يا اخي ،مش مكفيك إللى عملته فيا زمان ، جاى دلوقتي وعاوز تقتل جوزي ، مش مكفيك إنك دمرتلى حياتي  وحياته ، كنت سيبنا فى حالنا نعيش فرحانين  ،كنا مبسوطين ببعض وحياتنا حلوة ، حرام عليك _ بكت بقوة صارخه بمنتهى القهر _ انت شيطان ، شيطان ولازم تموت والدنيا تخلص منك ومن شرك  

_ انتى اتجننتي هاتي السكينة دى 

هدر بها فارس بقوة وسحب السكينه فنظرت له كالمجنونه  تهز رأسها برفض وتهرتل بحديث غير مُرتب  _ لااء ، لاء لا يا فارس ، دا دا هوو ، هو إللى بوظلنا حياتنا وبعدني عنك ، هو إللى لعب فى دماغي وخوفنى انى لو ، انى لو خلفت هيذل ابننا وهيطلعه متعقد ومش بعيد يقتله ، هو ، هو إللى دمرنا يا حبيبي 

ارتفع صراخ ملك عندما رأت شمس توجه السكين لمصطفى  فضمتها رحمه  تحاول تهدأتها من بكاءها الذى أرتفع صوته وهي تري دماء مصطفى اغرقت الأرض وكفه لا يتوقف عن النزف ولكنه لا يشعر بالألم ورامي الذى انتفض من فعلة زوجة فارس و أخرج منديله ليضعه على كف مصطفى الذى لا يتحرك وثابت وكأنه قد فقد روحه 

أمسكت شمس  وجهه بيديها وعينيها مفتوحه كالمختله محدثه فارس وكأنها تهلوث وتتصبب عرقا ً  _ عاوز ياخدك مني زي ما ابويا خاد امى مني ، عارف إنك روحي وعاوز يحرمنى منك  ، عارف أنى مليش غيرك وانك الوحيد إللى حنيت عليا وحسيتنى إنى بني ادمه  ، دا ، دا شيطان يا فارس ،هات السكينه اقتله ونخلص منه وترجعلي تانى ، هنرجع زي زمان خالص ، _تنفست بطريقة مضطربة وفارس عيناه مذهوله من ما فعلت وبما تنطق وطريقتها التى تدل انها قد فقدت عقلها

_ فاكر زمان خالص كنا بنحب بعض ازاى ، عشان هو مكانش موجود ، دا لازم يموت ، بيعمل كده عشان رفضته وغيران منكك ، عشان ، عشان قولتله لأ واختراتك وحبيتك انت ، أنا هقتله ولو كان آخر يوم فى عمري 

حاولت سحب السكينه مرة أخرى ولكن فارس ابي بقوة وهو لا يستطيع التحدث من ما سمع  فنهرته  وكل ذرة تعقل غابت وتصرخ وكأنها خُلقت للصراخ فقط  _ هات السكينه يا فارس ، هاتتتها هقتله واخلص منه ، هو السببب يا فارس هو السببب ، هات السكينه ، ههااااات  

وقبل أن تكمل كلامها وقعت مغشيه عليها بين يديه 
التقفها هو بين راحتيه ، كانت شاحبه ودموعها تلطخ وجنتيها بالبكاء الشديد وجسدها ينتفض بين يديه ، لم يستوعب ما حدث ، تُري ما الذى حدث !! 

جرت ملك عليه تحاول افاقتها ولكن لا فائدة فقامت رحمه تجري بكل مكان كالتائهه تحاول طلب الطبيب ! 

ومصطفى يتابع المشهد وكلمات شمس تتردد بآذانه وأنه حقاً شيطان ! 

لم يقترب منهم ولم يلتفت له فارس ، سحبه رامي من زراعه يجره خلفه للخارج والآخر يتبعه كالمغيب ! 

         .    ______***________***______

_أنا كنت عاوزه يتأدب .. كنت عاوزه يطلع راجل يا رحمه .. كنت عاوزه يحافظ على اخوه الصغير وعلى مالنا وشغلنا .. كنت عاوزه يحافظ على نفسه ويبقي صاحى لكل كبيرة وصغيرة .. مصطفى نبيه وقوى من صغره بس كان شرانى مع اخوه .. كان لازم اخليه يشوف الدنيا عاملة ازاى ويشوف الناس بتقطع وتغدر ببعض ازاى .. عشان لما يرجع ياخد اخوه فى حضنه ويقوله ملناش غير بعض ويحموا بعض من قساوة الدنيا _تحشرج صوته قليلاً ثم اكمل بشيئ من الحرج_ غصب عنى حبيت فارس اكتر ... حبيته بهوس وجنون لأنه من الست إللى اتمنيت عمرى كله انى ابقي معاها وغير كده احساس الندم قتلنى .. كل ما افتكر انى كنت هستغنى عنه .. أبقي مستحقر نفسي أوى ... ازاى كنت هسيبه يموت من الجوع ويتيتم وابوه على وش الدنيا ، كنت بخاف عليه من الهوا الطاير ، فاكرة لما قولتيلى خرجه ، ورجع مضروب ومتعور جامد واخوه الكبير كان شمتان فيه وموقفش جمبه ، ساعتها ضربته جامد ،ازاى ميكونش سند اخوه وجنبه ، بعدها عداوة مصطفى بدأت تظهر اكتر واكتر ومعدتش عارف اسيطر عليه ، كنت ببقي عارف ان أول ما اديله ضهرى هيأذى أخوه ، كنت بداوى فارس اللى اتحرم من أمه ومشفهاش _ صوته غلب عليه الحزن أكثر مكملاً"_ كان بيصعب عليا أوى يا رحمه ، كان قلبي بيتقطع عليه ، مصطفى أول فرحتى وحياتى بس فارس روحى ! ... _تلجلج صوته ثم اكمل _ بس .. بس أنا بحبهم هما الاتنين أوى يا رحمه ، دول ضهرى وسندى ،_تابع بندم_ أنا حاسس انى أذيتهم منفعتهمش ، حاسس انى فاشل ، فشلت فى تربية ولادى ، بس أنا ، أنا مكونتش عاوز النتيجة دى ، كان نفسي اطلعهم قلبهم على قلب بعض ، كنت بشوف حنية فارس وأقول قلب اخوه هيلين عليه ، بس كان بيضربه ويأذيه ، والله كنت عاوز اطلعه راجل جامد ويستحمل ويحمى اخوه لما أموت ، مكونتش عاوز أأذيهم كده ولا أزرع فى قلبه القسوة دى كلها حتى عليا أنا !! 

تلك الكلمات التى تترد برأسها كأنها سمعتها ليلة أمس وليس من سنوات عِده مضت ، تذكرت كلماته كلها عندما كان مريض وبأخر أيامه ولم يزوره مصطفى ولم يطمأن عليه ، كان شديد الحزن والآسي على ما حصد من كره أولاده لبعضهم وكره ابنه الكبير له  

اكمل محمود كلامه وهو يتألم بشدة _كل ما افتكر انه كان بيصرخ من الجوع ، احس ان قلبي عاوز اشيله من مكانه من الوجع، مصطفى عاش حياته كلها فى نعيم ، بس فارس أول سنين عمره اللى كان لازم يعيشها فى حضن ابوه وامه معشهاش .. لما جبته البيت هنا وييجى يحضنى 

فارس الصغير بتساؤلات كثيرة وعقلية طفل لما يتعدى الست سنوات من عمره وبراءته فى الحديث قاتلة _ هو يعنى أى ماما !!؟..... بتعمل أى !!؟... طيب هو أنا عندى ماما ..... هى فين ؟! ... أنا عاوز ماما .. عاوز اقول ماما زيهم ! 

تابع بعدما غص حلقه _ صحيح مصطفى اتحرم من امه بس شافها وعاش معاها وجرب حضنها ، بس فارس لأ ، فارس مكانش قوى زى مصطفى ، كان ضعيف وكان محتاج حنان اكتر ، 

قاطعته رحمه قائلة _ مصطفى كان زيه زى فارس هو اللى عمره ما بين يا محمود 

_ كنت عبيط وغبي ، ياريتنى فهمته وداويته ، حاولت اخده فى حضنى بس مرضيش 

قالت هي بأسي _ كان خلاص ، يئس من حنانك عليه ، مل وزهق ، 

_ ياريتنى خدته فى حضنى وطبطبت عليه ، دا أول فرحتى ، دا ابنى الكبير ، أوعى تكونى مفكرة انى مبحبوش زى ماهو فاكر ! 

_ لا يا محمود ، أنا عارفة كل حاجه ، عارفه وقت تعبه كنت بتعمل أى وبتبقي هتموت عليه أزاى، عارفة أد اى فى عز همك بتفضل شايل همه هو مع انه الكبير ، بس هو كان خلاص قلبه اتعمى ومعادش شايف حبيبه من عدوه 

نزلت دمعته وتوسلها _ قوليله يسامحنى يا رحمه ، قوليله انه ضهرى وانه البكرى وانه أول احساس بفرحه وسعادة ، قوليله انه كان وش الخير عليا يوم ما اتولد وكل أبواب الخير انفتحت فى وشي، قوليله انه كان وش السعد وانه اغلى ما عندى ! قوليله يا رحمه عشان خاطري 

لم تستطع منع دموعها عندما رأت محمود العمري ، ذلك الرجل الهمام يبكي على فراش المرض ، ربتت على كتفه قائله بحزن شديد _ هقوله ،، هقوله وهفهمه بس انت ارتاح عشان متتعبش اكتر

_ وهو فيه تعب اكتر من اللى أنا فيه دا !

لم يشأ محمود العمرى أن يخلق كل تلك الحروب العارمه بين أبناءه ولم يكن ندمه هو السبيل للغفران ،لو أنه فقط فهم كيف يُربهم وكيفية التصرف بذكاء معهم لكان الآن الوضع مختلف تماماً ، هو من يطلق عليه مثل " جِه يكحلها عماها" أراد أن يُقوي مصطفى فچعله قاسي .. أراد أن يحمى فارس فدمر حياته وچعله لا يليق بالتعامل البشري 

خطأ فادح فى طريقة التربية يتركبه معظم الأباء والأمهات، لو فقط حاولوا أن يجمعوا معلومات عن كيفية تكوين شخصية ابناءهم .. لو فقط قرءوا عن درس نفسيتهم منذ الصغر والطريقة السليمه لتربيتهم واتباع منهج الإسلام فى التربية 

لو فقط فعلوا لكان الوضع أفضل بكثير ! 

_ الله يرحمك يا محمود ، الله يرحمك !

رددتها بسرها بحزن كبير على فراقه ، ففراقه قد كسر ظهرها وجعلها لا تقوي على المواجهه ولا حتى القرار وكأنه كان قوتها بتلك الدنيا ، تنهدت وسقطت دموعها ولكن سرعان ما مسحتها عندما وجدت الطبيب يخرج من غرفة شمس بصحبة فارس 

الطبيب _ عندها انهيار عصبي  وبنصح اكيد بالهدوء 

فارس بغموض _ انهيار عصبي ! 

قال الطبيب بإستغراب _ أيوة يا دكتور فارس إنهيار عصبي وحاد  كمان ودا دفعنى انى اديها مهدئ ، لأن حالتها كانت صعبه للغاية 

توقع فارس بأنها تمثل كعادتها ولكن الطبيب فاجئه بأن ما فعلت وقالت كان حقيقي وانها حقا كانت منهارة 

ردد فارس بإقتضاب _ طيب شكرا يا دكتور ! 

_ فى الخدمه يا دكتور فارس وألف سلامه على المدام 

هز فارس رأسه ولم يتحدث واتجهت رحمه ناحيته بعدما أوصل زاهر الطبيب 

_ ها يا فارس طمني 

هز رأسه ثانيه ولم يتحدث فربتت على كتفه ثم سألته بحنان _ انت كويس يا حبيبي 

هنا نظر لها وتعلق بها  فكانت نظرته ساخرة حزينه ، هل بعد كل ما حدث اليوم تسأله عن حاله !؟ شعرت رحمه  به فضمته على الفور وقد فهمت من عيناه ما يريد  ، زفر الهواء من رئتيه وكأنه يزفر فاجعاته وكوارثه ويهدأ انفجاراته الداخلية 

ثم خرج عن حضنها و ابتسم بإقتضاب وذهب  بخطوات سريعه للخارج ، قاطعت ملك طريقه فلم يلتفت لها ولكنها أوقفته وامسكت زراعه  قائلة بحزم وهدوء عاكس حالتها المنهارة منذ قليل  _ خلي بالك من نفسك وشوف مصطفى فين  

طالعها فارس بحده عندما ذكرت اسم اخيه وتأمل وجهها للحظات فرفعت حاجبها هى الأخرى ترد نظراته الحادة بأخري قوية ، فهم ما تريد فعله ولكن لا ، لن يفعلها تلك المرة ويساعدها بجنانها 

انتزع زراعه منها بحده ثم اقترب هامساً بخشونه وسخونة انفاسه تحرق بشرتها _ لو إللى فى دماغك اتنفذ ، انسي حاجه اسمها فارس العمرى ! 

نظرت له وقد ادمعت عيناها من قسوته عليها وتضييقه على نفسها ، ثم أولاها ظهره وخرج راميا ً نظراته الساخطه عليها 

جرت ملك بعدما نزلت دموعها مرة أخرى إلى احضان رحمه لتداويها وتحتويها وقد اعتبرتها أمها الثانية خصيصاً بعدما اكتشفت العلاقة التى كانت تربطهم قديما ً  
            ______***________***______

فى تمام الساعه العاشرة ليلاً وبعد مرور ذلك اليوم العصيب 

_ يووه بقي ! 

انتفض رامي من فراشه وأبعد نور عنه بقوة وغضب شديدن وشرع   فى اشعال سيجارته يهدأ بها من غضبه ، يحترق من الداخل حتى زوجته لا يستطيع التعامل معها كما يريد 

تكومت نور على نفسها وانسحبت لآخر الفراش وانكمشت بشدة  ، لا تعلم ماذا تفعل ، لا تحب تلك الأشياء التى يريدها هو ، عندما يقترب تتمنع وتتحجج بألف عذر وعذر لأنها تعرفه جيدا ً  وذلك  الذى لا تحبه ابدا  مع زوجها 

جاهدت لتتحدث فخرج صوتها هش وضعيف تناديه _ رام

وقبل أن تكمل كان رامي ينتفض من مكانه صارخاً بأعلى ما فيه من قوة وقسوة _ بقولك أى بروح امك ، مش عاوز نحنحه وقرف ، وصوتك دا مسمعوش انتى فاهمه ولا لأ 

ارتجفت بشدة من صياحه ولكنها حاولت تصحيح الأمر فتحدثت ونظرها للأسفل  _ انا 

_ ياشيخه اخرسي بقي دا انتي بلاء ومرض   ركبني لا أنا إللى عارف اطلقك ولا أنا إللى طايقك وعاارف أعيش معاكى ، حتى وأحنا مع بعض كابسه على نفسي ومقيداني ، خليتى حياتي جحيم  

كان يتحدث بغضب ساحق وسيجارته اطفأها بيده ولم يتألم وصاح بها بلا احتساب لمشاعرها التى دمرها بكلماته المسمومة 
هنا لم تعد تتحمل وانفجرت بالبكاء كالطفلة الصغيرة التي تاهت من أهلها 

نظر لها ثم زفر بنفاذ صبر وجذب بنطاله ارتداه قائلا ً بغضب _ جتك القرف ..

ثم خرج وهبد الباب خلفه وتركها  فارتج جسدها بزعر 

غارقة في بحور الحزن واللهيب ، الرجل الوحيد الذي أحبته طوال حياتها يعاملها وكأنها دمية لا يعطي لها اية حقوق ولا يطلب منها سوىٰ اشباع غرائزه وفقط ، لم تكن تعلم كيفية التصرف ومواجهة ثورانه 

انه يعلم انها لا تتحمل عنفوانه وانها ضعيفه أمام سطوته ،  عندما يعاملها بتلك الطريقة المقززة وهي بين يديه تشعر وكأنها ليست سوىٰ عاهرة وليس وكأنها زوجته علي شرح وحلال الله ! 

تذكرت ماحدث معها من سنوات وما يحدث معها الآن منه ، انها لا تتحمل منه كل تلك القسوة، مستعده أن تعطيه روحها ولكنه متحجر القلب ، لم لا يحن عليها ويضمها ويهدهدها ويتحويها ، وقتها من الممكن أن يرتاحا من صراعاتهما ولكن لا ، هو بجسد رجل يقدس غرائزه ينساق بواسطة عقل يابس لا يفكر .. 

أين أمها الآن تريد الإرتماء بأحضانها ، أين أبيها الذى لم يسمح لأحد بالتعدي عليها طوال عمرها وحتى عندما تعدى عليها أحد حبسه أبيها لنهاية العمر

آن له أن يحن ويشفق عليها ويضمها ويربت على كتفها يواسيها 

  ظلت تبكي حتى ارتفعت شهقاتها لمستوى مسمعه وهو يجلس خارج الغرفة ..

كانت تبكي بطريقة جعلته يعشر بالندم لمعاملتها بتلك الطريقة ، يعلم ، يعلم خير العلم انها بجسد امرأه وعقل طفلة ، يعلم انها كانت طوال حياتها وحيدة أبيها التي لم يقدر أحد على التعرض لها وحتى انها لا تمتلك اصدقاء ووالدتها ماتت وهي بسن صغير ، يعلم انها لها ظروفها الخاصه وأنها تعرضت للتحرش من قبل وهذا السبب الأساسي الذى يجعلها تخشاه وتخشيٰ قربه العنيف 

هو يعلم الصواب ولكنه يرتاح بتطبيق الخطأ 

_ مش هدخل يعنى مش هدخل وتتحرق هي مكانها ! 

هذا ما قاله حينما عنفه قلبه وطلب منه الذهاب لمصالحتها 

اللعنه لما قلبه يدق هكذا ، هل يحبها ، لم يشعر أن روحه تنسحب مع كل شهقه تخرج متألمه من بين شفتيها  

هل أحبها !؟ ، بالطبع لا فهي ليست نوعه المفضل وحتي أنها بنظره ليتست جميلة مع ان كل من رآها فتن بها ولكن الحمال نسبي ومن حظها السيئ أنها ليست نوع زوجها المفضل ! 

نور 


فجأه وجد نفسه يقف أمام الباب ويهم إن يفتحه 
تردد قليلاً ولكن بالنهاية  بكائها حسم أمره وجبره على الإنحناء من اجلها ، ومن أجل حبها الذى لن يهرب منه بعد الآن ، سيفتح لها قلبه لأنها تستحق ، هذا ما قرره عندما دخل الغرفة ووجدها تُخفض من صوت بكائها حتى لا يسمعها وتضايقه ! 

كم هي حنونه لدرجة لا تصدق ، ليس بيديها انها تمنعه عنها معظم الوقت ولكنها تحاول عدم إزعاجه وتعويضه عن نقصها وعقدتها 

اقترب منها بخطوات ثابته وبطيئه وعيناه كلها شوق وتطلب لها وحزن من اجلها ، من أجل تلك العينان التى جعلها تبكي بحسرة وبمنتهي القهر  

مسحت دموعها ولفت الغطاء على جسدها اكثر بعدما جلس على حافة الفراش ناحيتها 

انزلت يديها تحاول البحث عن ملابسها على الارضيه فشد هو قميصها وهو لا يريدها أن تذهب من جانبه ، نظرت له ثانية ثم انزلت عيناها مرة أخرى وهي لا تريده أن يري كسرتها بتلك الطريقة أما هو فعيناه تخلت عن حزنها وارتدت ثوب المشاكسه والمداعبه 

لفت نور الغطاء مرة اخري على جسدها واحكمته بقوة وقامت متجهه تحو الحمام ولكنه اوقفها واوقعها لتسكن بين زراعيه

حاولت النهوض ولكنه أمسكها من طرف الغطاء بحركه خبيثة للغاية حتى لو حاولت النهوض يشدها فيقع سترها وهو يعرف أنها تموت خجلاً

نظرت له ووجنتيها انتفخا من الغضب والحمره فرد نظرتها ببراءه مصطنعه 

بعد صمت للحظات لم تتحمل قربه بتلك الطريقة فقالت بصوتها الهامس الرقيق _ لو سمحت سيبنى 

_ تؤ 

هذا كان رده المتسلي لطريقتها اللطيفه  ، هه هل هكذا تكون غاضبه اللعنه انها قابلة للإلتهام يريد قضمها ولكن لا ، سيتحمل 

أو سيحاول التحمل !!!!! 

كادت أن تتحدث مرة أخرى فقاطعها قائلاً بندم _ أنا اسف يا نور 

رمته بنظراتها المعاتبه وطلبت منه أن يتركها _ من فضلك سيبنى 

_ طب يارب لساني كان يتقطع قبل ما يقولك كلمه تزعلك 

ارتفع صوتها قائلة بغضب _ لو سمحت مش تدعي  على نفسك الله 

ابتسم داخله من غضبها عليه ، حتى وهي مجروحه منه ويطعنها بأنوثتها تخاف عليه وتحميه حتى من دعائه على نفسه 

أكمل هو بطريقته الخبيثه  وهو يضغط على نقطة ضعفها _ طب يارب ايدي تنقطع لو 

وضعت يديها على فمه واغرورقت عيناها بالدموع ثم قالت كالقطه الصغيرة_  ارجوك يا رامي مش تدعي على نفسك  بليز  عشان خاطرى 

توسلته فى حزن ورقه متناهيه فنظر لها وانفتح فاهه ، لما عليها أن تكون رقيقه إلى هذه الدرجة ، إنها هكذا تحرك مشاعره اكثر وأكثر   إليها  

اكمل كلامه التى قاطعته قائلاً بخبث  _ لو عملت كده !  

ثم بحركه واحده انزل الغطاء من عليها فشهقت هى خجلا ً وارتمت داخل احضانه تختبأ منه فيه ! وكم اشعرته فعلتها بكونه رجل وأنه مسئول من زوجة تحتمي به وتعتبره سترها وأمانها 

ضحك عليها بصوت عالى وحاوطها بزراعيه قائلاً بخبث _ بقي في واحده مكسوفة من جوزها تقوم مستخبيه فى حضنه كده 

لم ترد ولكنه شعر بإرتعاشها خجلاً بين يديه فقال مشاكساً وهو يمرر يديه على زراعها البض _ الله هو انتى بتكلي سمنه بلدي كتير ولا أى يا نور   

حاول تلطيف الأجواء أكثر فأكمل مشاكساً _ ولا حتى قشطه 

ضربته بقبضتها الصغيرة على صدره قائلة بغضب رقيق _ يارب ايدك كانت تتقطع فعلا !  

انفجر ضاحكاً ولم يقدر على التوقف من رد فعلها الغير متوقع بتاتا ً _ هههههههههههه ،امال أى اللى من شوية ، _قلد صوتها وحركاتها قائلاً _ لو سمحت مش تدعي على نفسك ،  بليز بقي يا محنو مش تقول حاجه وحشه لنفسك

ضحكت داخل احضانه فشعر بموجات الضحكه مكان قلبه فانتفض قلبه ينبض بقوة بإسمها ويرقص لأجل حبها 

_ أحلى وأرق  ضحكه سمعتها في حياتي  يا نور عيونى  

خرجت من حضنه على إثر ما قال ونظرت داخل عينيه بشغف وعشق _ بجد يا رامي 

_ طبعا يا نور عين رامي ! 

ابتسم رامي لرقتها وصفاء قلبها ثم ضمها إليه 

بعد عدة ثواني شعرت نور بحركته الغريبة فارتعبت  وابتعدت عنه ونظرت داخل عينيه فى خوف شديد 

حاول أن يهدأ وإن يتعامل بلطف  معها فأمسك وجهها بين يديها وقبل رأسها ببطيئ شديد ثم قال _متخافيش يا نور ، أنا عمري عملت حاجه معاكي غصب عنك 

هزت رأسها بالنفي فقبل رأسها مرة أخرى قائلاً وهو يربت على شعرها _ يبقي متخافيش مني ابدا ، عارف انى بتعصب ياحبيبتي بس اتحملينى معلش 

ابتسمت بخجل ووضعت وجهها أرضا وتكاد تطير فرحا من حديثه ثم جلب لها غطاءها ودثرها بالفراش ببطئ شديد وحنان وسترها 

ثم تسطح بجانبها واعطاها ظهره حتى تطمئن اكثر وتنام ، لا ينكر انه بحاجه ماسه إليها ولكنه سيصبر من أجلها 

سرح بأفكاره بما حدث اليوم وخاصتاً جنان مصطفى   وكيف أنه قد جن بعقله واراد قتل أخيه لولا وصوله بأخر لحظه ، وافعال شمس عندما كادت أن تزرع السكين بقلبه لولا ان مصطفى امسك حافتها فجرحت كف يده فقط وأخذه للطبيب ليخيطها 

واثناء ما كان هو مشغول ومندمج بتفكيره وجد من تضع قبله سريعه وخفيفه للغاية على خده ثم تنحسب لمكانها مرة أخرى فى منتهى الخجل 

ضحك ورفع حاجبه متمتماً داخله  تلك القطه الشيراز الشقيه  

التفت لها فوجدها مغطاه بأكملها فابتسم داخله ونهض من الفراش 

بعد ثواني بعدما شعرت بنهوضه رفعت الغطاء عن وجهها وما إن فعلت حتى وجدته ظهر من العدم و يقترب منها 

نظر لها بحب واشتياق قائلاً _ البوسه دي متعديش بالساهل 

ثم قبل وجنتيها براحه ورقه _ بتحبيني يا نور 

هزت رأسها بالإيجاب  على استحياء فابتسم وشرع فيما يريد فعله منذ زمن  
ولكن قبل أن يقترب اوقفته فزفر بزهق _ إيه تانيي 

فهم من نظراتها القلقة ما تريد فابتسم قائلاً 

_  وعلى أقل من مهلي كمان ...  

وبدأت الليلة المختلفة التي كانت تحمل وعشق علي غير العادة  

تحدثت نور ب _ بحبك أوى يا رومي 

أبتسم وضمها أكثر إليه في حنان ورضا تام 

               ______****_____*****_____


_بفكر اقولها يا دادة ! 

وقفت ملك ورحمه داخل المطبخ يتحدثون بينما تعد رحمه طبق طعام خاص لشمس كما وصف الطبيب  

_ تقوليلها ايه بالظبط 

_ اقولها الحقيقة وإن أنا وفارس اخوات فى الرضاعه ! 

ضحكت رحمه بسخرية _ إيه قلبك حن عليها 

تحدثت ملك بألم _ بصراحه يا دادة صعبت عليا أوى وهى منهارة كده ، مهما كانت بس هي ست وضعيفه ومحدش عارف هي مخبيه إيه وباين إنها شايلة كتير أوى  

اقتربت رحمه من ملك قالت بخبث _ هى بردو إللى صعبت عليكى 

_ قصدك ايه يا داده 

هزت كتفيها وهتفت بمغزى _ يعنى. قصدي مثلا انك عاوزة تعرفي مصطفى إنك مش مرآة اخوه وإنك تحليله وتفهميه إن الطريق مفتوح ليه 

_ ايه الكلام إللى بتقوليه دا يا داده لأ طبعا 

رفضت ملك كلام رحمه بحده وقوة فابتسمت رحمه ببساطه قائلة _ الموضوع مش مستاهل العصبيه دي كلها يا بنت سعيدة .. هههه حتى فى دى زى مامتك الله يرحمها ، لما كانت تتزنق فى حاجه وتحب تكدب تقوم تتعصب وتعمل زيك كده بالظبط 

ربعت ملك يديها  أمام صدرها قائلة _ أيوة بس أنا مبكدبش 

لم تتحدث رحمه ولكن ملك هتفت بصوت عالى _ وبعدين انتى عرفتي منين انى أنا واسمه أي دا بينا حوار 

قالت رحمه بعدما ابتسمت بسخرية _ماهو زي ما فارس ابني اسمه ايه دا بردو ابني وعارفة قيمته يا حبيبتي ، وبعدين نظراتكم مفضوحه أوى وإن مكونتيش انتى بتبصي فهو مش راحم نفسه بصراحه 

فتحت ملك عيناها بقوة وصدمه مما تتفوه به رحمه بنتهى الصراحه والجرءه فقالت ملك _ بجد يا دادة مش عارفة أقول لك اى بس .. واطمنى أنا مش بحبه ولا بطيقه 

_ وهو أنا قولت بتحبيه ، وبعدين اهدى كده مكانوش كلمتين يعنى قولتهم 

ضربت ملك قدميها بالأرض من الغضب من كلام رحمه الخبيث ونظراتها التي تخترقها 

وما إن همت إن تتحدث ملك حتى استمعوا لصوت صراخ يأتي من الأعلى 

خرجوا راكضين إليها والرعب احتلهم حتى ةجدوا الصراخ قادم من غرفة شمس وهى تصرخ بقوة بإسم فارس 

فتحت ملك الباب فوجدتها تدور حول نفسها كالمجانين تبحث عنه وتمسك هاتفها محاوله مهاتفته ولكن بلا رد فرمت الهاتف بالحائط هاتفه بصوت صارخ مبحوح _ مبتردش لييييه 

وما إن انتبهت لصوت فتح الباب حتى جرت بلهفه كبيرة لرحمه تتوسلها _ فين فارس يا دادة ، عاوزة أشوفه عشان خاطري ، قوليلي هو فين ومش هقوله إنك قولتيلي ، عشان خاطري يا دادة والنبي 

امسكت ملك زراعها قائلة فى محاولة لتهدأتها _ طيب ممكن تهدي دلوقتي العصبيه مش حلوة عشانك 

سبتها شمس صارخه _ وانتي مالك بيا شيفانى مجنونه  ادامك ولا إيه  ، مش كفاية اخدتي جوزي مني بس متفرحيش أوي ، فارس ليا. يا حبيبتي وهيفضل طول عمره ليا أنا وبس ، أنا شمس دنيته وانتى ولا حاجه ، انتى مجرد واحده زبالة ورخيصه هيتسلي بيها يومين ويرميها بس 

_ شمس !! 

تصلب جسدها شوقاً وهياماً ما إن استمعت لصوته فجرت عليه ترتمي بأحضانه ثم بحركه سريعه خرجت منها وامسكت وجهه بين يديها تهتف بعدم توازن _ حبيبي انت كويس ، الحمدلله انك بخير يا روحى ، أنا مقدرش أعيش من غيرك ، كنت هموت من خوفي عليك  _ صمت ولم يتكلم فأكملت وهي تسحب يديه للداخل وتفتح خزانتها _ بص .. احنا هنلم هدومنا وهنروح اسكندرية فى البيت القديم ، انت بتحبه وأنا كمان بحبه أوى _صمتت لحظه ثم اكملت بسرعه _ أو أقولك تعالى نروح العيادة ، ونفتكر ايامنا الجميلة مع بعض هناك

_ا قتربت منه ووضعت يديها على وجهه بهمجيه مرة أخرى وسط نظرات ملك ورحمه المنصدمه والمتحسرة على حالها _ فاكر أول مرة شوفتنى ، لما نقذتنى من الحرامية يا فارس إللى كانو عاوزين ياخدونى ويرجعوني تانى ، فاكر أول مرة قولتلك فيها بحبك ، فاكر  لما طلبت انك تتجوزنى وكنا مبسوطين ببعض إزاي 

لم يتفاعل ولم يبدي ردو فعل لكلامها فتحولت نظراته للشر وصرخت بسخط _ انت مش فاكر يا فارس ، ماهي أكيد العقربة دى نستك ، اكيد الواطية دي هى إللى دارت عليك ونستك اسمك ، خطافة الرجاله

وبحركه غير متوقعه جذبت ملك بشراسه من شعرها فصرخت الأخرى من الألم وجري عليها فارس يخلصها من قبضتها ولكنها ابت بشدة وأخرجت بعض من خصلات شعر ملك بين اصابعها   ورحمها أخذت تحول بينهم وتخبرها إن تبتعد ولكنها تصرخ بأبشع الألفاظ لملك ومازالت لا تريد ترك شعرها وهنا فقد فارس اعصابه وهوي ٰ على وجنتها بصفعه اسقطتها أرضاً من شدتها 

ثم صرخ بقوة _ اطلعوا برا ! 

لم يتزحزحوا من اماكنهم خوفاً إن يتهور عليها ولكنه أعاد حديثه بطريقة هزت حوائط الغرفة _ قولت غوروا فى  ستين داهيه 

وهنا انسحبت ملك ورحمه للخارج فلا يوجد امامهم خيار آخر 

وما إن خرجوا واقفلوا الباب حتى وجدوا مصطفى بوجههم يطالعهن بنظرات غريبة لم تفقد حدتها رغم كل ما حدث ، وكأنه خلق بتلك النظرات القاسية 

نظرت رحمه لجرح يده المضمد ولم تطمئن عليه حتى ولم تعطيه وجه وخرجت منكبه على وجهها ، أما ملك فظلت ثابته مكانها لا تتحرك تنظر له ثم لجرحه وهو يتطلع بها بطريقة غريبة عليها للغاية 

_ جات سليمه  ! 

هذا ما نطقته بعد صمت دام للحظات فقال هو بإقتضاب  _ الله يسلمك !  

ثم توجه لغرفته بعد أن ألقي نظرة لغرفة فارس وتلك الأصوات والهبد الذي يخرج منها 

تبعته عيون ملك ثم امسكت شعرها متألمه ، وسبت شمس بسرها فتلك اللعينه كادت أن تقتلع فروة رأسها، ملك من الشخصيات التي تقدس شعرها والإعتناء به والخصله الواحده التى تسقط منه تعتبرها فرد مهم من افراد عائلتها وقد رحل 

انتبهت مرة أخرى لمصطفى وفكرت ، هل تذهب ورائه كما تريد ، أم تتركه كما أخبرها فارس ! 

ولكنها قررت أخيرا تركه 

وفى طريقها للعودة لغرفتها استمعت صوت ارتطام جسد صلب بالأرض  وكان قادم من غرفة مصطفى فأقتحمتها على الفور ووجدته ساقط فى وسط الغرفة ! 

             ______******_____*****______

_ انتى الظاهر عيارك فلت بجد ومبقتيش عارفة تميزي حاجه خالص 

نظرت له بقهر وهي تضع يدها مكان صفعته ودمعاتها تنزل وخصلاتها ملتصقه على وجهها من أثر البكاء والعرق 

اقترب منها فارس ثم تدني من مستواها قائلاً _ بطلي الدور إللى انتى عملاه دا بقي عشان مش داخل عليه بنكله 

عضت شفاها من الداخل وحاولت حبس دموعها ولكنه قد قرر أنه سيبكيها دما ً فأكمل _ الزبالة إللى شتمتيها من شوية دي تبقي انضف منك ومن إللى خلفوكي 

عيونها النافرة منها بدأت تبزغ بزوغ الشمس فأمسك دقنها بعنف ونهرها بهمجية شاب سوقي _ إلا صحيح ، انتى وريتي للدكتور إيه عشان يمشي معاكي فى لعبتك الرخيصه دي ، أوعى تكونى وريتله المكان إللى بيأكلك عيش  

نهىٰ كلامه الوقح بغمزة وهو يطالع جسدها ولم يرأف بحالها البته ، سقطت دموعها فى صمت بينما تابع هو _ ولا تكوني  وعدتيه أنك هتروحيله شقته  ، قوليلي ومتتكسفيش سرك فى بير ومش غريب عليكى ! 

انفجرت بالبكاء بإنهيار تام تبكي بحرقه وبصوت عالى للغاية ولم تعد قادرة على كتم نفسها مرة. أخرى 

وهذا ما أراده فارس ، أراد استفزازها حتى تغضب وتفرغ ما بحوزتها من آلام وحزن وقهر عاشته على مدار سنوات حياتها 

اخذت تسحب جسدها زحفا ً حتى اسندت ظهرها على الخزانه وتكورت على نفسها ةبكائها اذداد وجسدها يهتز بقوة غريبة اصابت فارس بالريبة 

ثم بدأت تتمتم بكلمات غير مفهومه بالنسبة له  وهى تهتز وتبكي بصوت اشبه بالصراخ _ مش هطلع ،  انت وعدتني انك مش هتخليني مع حد ، براحه يا خاله ، شمس مكالتش بقالها تلت ايام ،  هاتيلها غطا يدفيها باليل عشان بتبرد أوى وانتى بتنيميها عريانه 
أنا عاوزة بوق ماية أشرب وأنا هعملك إللى انت عاوزه ، محدش هيقتل البت وأنا هطلع ! فارس دا حلو اوى ياماما ونفسي اتجوزه ،  بحبك يافارس ، أنا بحبك أوى  ومقدرش أعيش من غيرك  

لم يفهم ماذا تقول فكانت تتكتك بالكلام مثلما يتكتك الناس من البرد ، كل ما فهمه أنها بحالة خطيرة للغاية فهى تهتز بقوة وتنكش شعرها وتشده ثم تبكي ثم فجأه تصمت ولكن آخر كلماتها قد سمعها ، عندما لفظت اسمه فهنا اقترب منها محاولاً تهدئتها 

_ شمس اهدي _لم تستمع له بل ظلت تهرتل فصاح بها عدة مرات _ شمس اهدي  خلاص ، فوقي لنفسك ، شمسسسس!! 

صرخ بقوة فتوقفت عن ما تفعل ثم نظرت له  ثوانى .. اقتربت منه ودموعها على خدها وبراءة وجهها التى يعشقها ظهرت ثم قالت بعتاب كسر قلبه 
_ انت أول مرة تضربني ، ضربتني علشانها يافارس ! .. ضربتنى عشان خاطرها   

شعر بأنه إذا ظل سيضعف لها ولنبرتها المكسورة وسيأخذها بين أحضانه ويسامحها على ما فعلت  ولكن لا ، لا شيئ يغفر لها 

نهض ولكنها امسكت قدمه وبكت بحرقة _ ابوس رجلك سامحني يافارس عشان خاطري سامحنى ،اقتربت من قدمه تقبلها فمنعها سريعاً واوقفها هادرا ً بها بعضب شديد وقد طفح به الكيل من كل ما حدث اليوم  _ بس بقي فوقي ، حتى وانتى تعبانه وبتطلبي انى اسامحك تعباني وتاعبه اعصابي ومدمرة كل حته فيا ، اصحي بقي يا شيخه ولو مرة واحده فى حياتك ، هو يا إما جبروت يا إما شغل شحاته وبهدله ، مش مهم الطريقة المهم توصلي لهدفك وبس 

بكت بحرقه ثم صرخت هى الأخرى بصدق _ أنا بحبك ، بحبك يافارس ، والله العظيم بحبك وعمري ما حبيت راجل غيرك ، ابوس ايدك سامحنى ورجعني ليك من تاني ، انا مش عارفة أعيش من غيرك 

امسك فارس زراعيها يهزها بعنف هادرا ً بها بغضب مشتعل  _ مش انتى سبتينى ، مش انتى جرحتينى وقولتي مش عوزانى بدل المرة ألف واخرتها قتلتى ابني إللى عشت عمرى أحلم بيه ، ليه دلوقتي عوزاني تاني ، ليه  بتغيري عليا وبتخافي عليا وبتهلوسي بإسمى ليه. ، حرام عليكى تعبتينى معاكى وتعبتي روحي ، انتى عاوزة أى مننني ، عاوزة ااى ، عاوزة تطلعي بروحي ، هي طلعت من زمان واللي ادامك دا جسم وببسسس، مخلى من جوااا، هيئه ع الفاضي بس فين فارس من جوا ، فارس مش موجود. فارس انتوا دمرتوه باللى عملتوه فيا واللي طول عمركم بتعملوه  ، فارس مش فاكر إلا قسوة وكل الألم إللى مكانش بيحس بيه زمان  دلوقتي كله طالع على جتته ، ارحمى فارس بقي وحلي عنه وسيبيه فى حاله لو فعلا بتحبيه ! 

بكت وسقطتت أرضا ً بينما لم تستطع الصمود _ مقدرش ،مقدرش اسيبك وامشي ، أنا مقدرش أخد نفسي من غيرك ، والله العظيم ما أقدر  ، انت الحاجه الوحيده الحلوة إللى فى حياتي ، انت الوحيد إللى حسستنى انى انسانه وليا حقوق وانى عايشة ومن حقي احب واتحب واحلم وافرح  ، كنت غببيه ومتخلفه لما ضيعتك من ايدى وضيعت حبك ليا ، أنا بحبك يا فارس أوى ، عشان خاطري ارجعلى ، أرجع لشمس حبيبتك ! 

لم يبالي لها ولا لنحبيها ، كل ما يتذكره هو لياليه العذاب معها وذكرياته السيئه للغاية وحتى ذكرياتهم السعيدة كانت ورائها سبب ومصلحه خاصه لها هي ، انها لعنه حلت عليه وستصاحبه طوال حياته 

استجمع قواه من ذكرياته القاسية والمهينه معها ثم تحدث بقلب من حجر _ لأ يا شمس ، أنا مش بحبك ، ومش عاوزك ، وهطلقك قريب أوى بس بمزاجي وإن كنت يوم حسستك انك بنى ادمه فنا حابب اقولك اسف ، غلطت فعلا لأنك مكانك الزبالة مش بيت وقصر كبير زي دا ! 

نظرت له بصدمه وهو ردها بقوة كبيرة لما يختبرها يوماً الا تلك الساعه وصدره يعلوا ويهبط من شدة خفقانه وغضبه 

أما هي فقد تبخرت معالمها وافكارها وكل ما فكىت فيه فى تلك اللحظه كان المهدأ ! 

وقفت تتعثر بشميتها تبحث عن شيئ فى الأدراج وهى تبكي  فى صمت 

قاال فارس بقوة وصمود _  مش هتلاقيه 

التفت له بعيون كالدم ثم ذهبت إليه بلهفه قائلة _ طب هاته ، هاته بسرعه ! 

_ مفيش زفت على دماغك 

هم أن يخرج ولكنها غرست اظافرها برقبته ليلتفت لها ، لا يعرف لما شعر بقشعريرة سرت بجسده بعد حركتها ولكنها تبخرت ما إن هتفت به بشراسة كاشفة عن انيابها _ بقولك هات المهدئ وإلا وشرفي لهرتكب جناية 

ضحك بسخرية _ لأ طالما حلفتي بشرفك يبقي مصدقك  ! 

هنا جن جنونها  يكفي ، يكفي كل ما حدث وكل ما قال ، جذبت جهاز اللاب توب الموضوع على الكومود ثم قذفته بالحائط ليتفتت قطع وفارس مازال كما هو لم يهتز ، فبدأت بتكسير باقي الأشياء وهو ثابت واضعاً يديه بجيوبه ولم يُبدى حتى نظرة إشفاق عليها 

قطعت خصلات شعرها بين يديها وخربشت وجهها بأظافرها واخذت تصرخ بصوت جهوري وتكسر بالغرفة وهو ثابت ، عندما بدأت تجن إلا هذا الحد ارتهب وخاف داخله ولكن لن يظهر 

لم تلقي وسيلة للتأثير به حتى أمسكت قطعة زجاج ووضعتها على يديها هاتفه كالمدمنين _ هات المهدئ يا فارس 

هنا تحرك وارتعب فهى منهارة وأى شيئ يمكن أن تفعله 

اقترب منها بحذر قائلاً _ نزلى إللى فى ايدك داا 

هدرت به بشراسة _ بقولك فين المهدئ ، هاته حالاا 

قال بغضب هو الآخر _ نوع المهدأ  إللى بتاخديه دا ممنوع طبيا ً ، نوع من أنواع المخدراات 

_ مالكش دعوة بقولك هاته 

حاول الهدوء ومسايرتها فيما تريد  فتحدث وهو يحاول التظاهر بالهدوء _ تمام ، نزلى إللى فى ايدك وأنا هديهولك ! 

_ هاته الأول 

_ حاضر 

ثم فعل وكأنه سيخرجه من جيبه. فركزت هي بحركته فاستغل تشتتها واانقض عليها يمسك قطعة الزجاج ويرميها بعيداً ويقيد حركتها فصرخت باكية _ حرام عليك هاته ، سيبني وهاته يا فارس مبعرفش أنام من غيره ، عشان خاطرى 

بكاؤها قطع نياط قلبه ولم يعد قادر على التحمل ولا حتى  الثبات فجذبها لصدره بحركه مباغته وقوية فاصطدمت هي به تشهق بعنف وصوتها بدأ أن ينمحي من شدة الصراخ _  متسيبنيش يا فارس ابوس ايدك أنا محتجالك أوى  

ربت على ظهرها وكاد أن يكسر عظاها بين زراعيه قائلاً _ بس خلاص اهدى  أنا معاكى ومش همشي  

ضمته إليها بقوة وبلت قميصه من شلالات دموعها 

خرجت فجأه من حضنه تهتف بحزن شديد _ انت بتحبها اكتر مني صح ، عشان كده ضربتني عشانها كده يافارس تمد ايدك عليا عشان واحده زى دي ، انت 

اقترب منها وقبلها بقوة  ، قبله عاصفه تروي ظمأ ثلاث سنوات ونصف ، شعرت هي أن الروح قد دبت بها من جديد وهو قد وجد نفسه اخيرا ،كلا منهم حياته بالآخر ، لا يقدر أحدا ً منهم على العيش بدون الآخر !! 

انفصلت تلك القبله التى كادت أن تزهق روحهم من شدة طولها  ثم اسند فارس جبينه على جبين وهو لا يصدق أنه قد لامس شفتيها من جديد ، يريد اكثر واكثر ولكن ليس الوقت المناسب ، يشعر انه سامحها من الداخل بعدما وجد.حالتها وكيف انها تعشقه ولكن مازال مضطرب 

وجدها سهت على صدره ، لم تكن نائمة ولكن كانت خائرة القوي 

حملها ووضعها على الفراش فى حنان وحرص تام وكأنها زجااج ، مددها على الفراش وكاد أن يذهب ولكنها قالت بإرهاق والعشق والإحتياج يقطر من عيناها 

_ خليك جمبي يا حبببي ، عاوزة اشبع من قربك 

لم يستطع عقله أخذ القرار وقلبه هو من حكم ووجد نفسه يتدثر جانبها بالفراش 

شدد فارس على احتضانها لصدره وأخذ يغني لها بصوته العذب حتى تخف انقباضات جسدها  ولكن لم تخف وهذا ما جعله يشعر بأن وراء تلك الهيستريا شيئ أكبر بكثير من خوفها عليه، فرحمه وملك يحبانه ولم يفعلا مثلها ، هناك لغز كبير وعليه معرفته ، كان يدرك منذ زمن بأن ورائها أشياء عديدة ولكن في سرعة الأحداث وضيق الوقت وانشغاله بمصطفي وأموره 

تمتمت وهى بين احضانه وبين الصحوة والغفله _ بحبك يا فارس ... سامح

وقبل أن تكمل جملتها سقطت فى نوم عميق للغاية وقبل فارس جبينها ومرر يده بخصلات شعرها هامساً

_ وأنا كمان بحبك يا شمس ....   

ثم قضي الليل برفقتها يقرء لها القرءان بصوته الرائع جانب اذنيها لكي تهدأ وتخف انتفاضتها وبعد

ساعتين وبنعمة القرءان قد أصبحت أفضل بكثير 
واقسم أن قربها قد ضيع له مرارة عمره كله . 

            ______******______*****______

هتف بها بقوة بينما تحاول الخروج منه بجمله واحده مفيدة 

_ انتى متعرفيش حاجه ! 

اقتربت منه وجلست جانبه على حافة الفراش قائلة 

_ عرفنى! 

نظر لها ولم يتحدث ، لقد دخلت عليه وهو ساقط على الأرض وفاقد توازنه فقد  شرب كثيراً ولمنه الآن غسل وجهه وشعره وأصرت هى على التحدث بعدما ساعدته علي النهوض

_ ساكت ليه  ؟! 

__________________

البارت ٧ آلاف كلمه  
عائلة الكوكب الأبيض 🤍💎




إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.