الفصل السابع والخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
_ يعني فواز مش ابن طنط فوزية !
هتفت هيام في دهشة مما سمعته وعرفته من أختها ريم رغم معرفتها بتعب زين الدين لكن كل ما شغل بالها هو موضوع فواز !
انتهى الإتصال ومازالت هيام على صدمتها وهنا دخل ذكي ليجدها متصنمة فخلع الجاكيت الضخم الخاص به بعدما عاد من عمله مرهقًا
_ إيه ياروحي قاعدة كدة ليه ؟
سأل ذكي لتنظر له هيام وقالت
_ فواز
تضايق من ذكرها لإسمه خصوصا أنه لم يعرف المناسبة لذلك لكنها أكملت
_ طلع مش ابن طنط فوزية .. يعني مش ابن خالتي !
تفاجئ ذكي من هذا الأمر الغريب الذي لم يخطر يوما على بال أحد ليقول
_ إزاي يعني ؟
حكت له هيام ما عرفت ليشرد قليلاً وهو نفسه شعر بالأسف عليه وعلى هذا الاكتشاف
قالت هيام
_ ماما كانت عارفة وهي كمان خبت علينا ... راحت قعدت مع طنط فوزية .. بس فواز مخاصمهم
_ أنت تعرف ان ماما مكانتش بتحب فواز أوي ودايما كنت بلاحظ عليها انها بتحب فايز وفوزي أكتر منه بكتير
لم يتفاعل معها ذكي لتكمل هيام في أسف
_ رغم إللي عمله فيا .. بس هو كمان اتعمل فيه كتير أوي .. حاسة اني عاوزة أتصل عليه وأتطمن
_ هيام !
قال ذكي وغيرته عليها لا يستطيع التحكم فيها
_ مشكلتهم وهيحلوها ان شاء الله
نظرت له متفاجئة لسوضح موقفه
_ أنا زعلان علشانه وعارف إن إللي بيعدي بيه صعب بس أنا مش عاوز مراتي تكلم راجل غريب
اعتؤضت هيام وانفعلت
_ ياسلام دا إبن خالتي على فكرة واتربينا مع بعض حتى لو مامته طلعت مختلفة
_ في الحالتين غريب عليكي ! انتي بتشوفيني بسيبك تكلمي فايز أو فوزي ؟
جاوبها ذكي بحزم وهو بالفعل ما يقصد أن فواز ليس إبن خالتها ولكنه قصد أنه في العموم غريب عليها وخصوصا أنه كان زوجها وتركته من أجله مرة لهذا لا يستطيع تحمل ذكر اسمه أمامه وخصوصًا من شفتيها ......
_ أنت مش هتخف من التحكمات بقى ؟
قالت هيام في ضيق وبعد شهور سفرهم مازال ذكي كما هو .. لا تنكر أن غيرته تشعرها بأهميتها عنده لكنها تصبح خانقة في كثير من الأحيان ...
_ دي مش تحكمات يا حبيبتي دي غيرة
قالها ثم اتجه للمطبخ وصب لنفسه كوب ماء يشربه ومعالم الضيق بادية عليه من كلماتها التي تضايقه بها ليشعر بها تحتضنه من الخلف وتقول في حب بينما تقبل عنق زوجها
_ وأنا بحب غيرتك يا حبيبي ...
التف لها مبتسمًا وكأنها تضيئ قلبه بلمساتها
شهور مرت في سعادة واستقرار .. تعود على تقلباتها المزاجية وعلى كلماتها العنيفة التي تقولها أحيانًا لتستفزه فقط وتنتقم منه على أفعاله السيئة معها ... لكن مهما حدث لا تطيق هيام حزنه أو ابتعاده عنها ولو للحظة وهو كذلك
________
بعدما استعاد زين بعضًا من عافيته واستطاع الكلام مجددًا، طلب رؤية فواز على انفراد.
رفض فواز ولم يستجيب ليرسل له رسائل صوتيه يتوسله فيها أن يأتي وأن يراه عله يؤثر فيه
حالة زين النفسية كانت مدمرة .. جروحه القديمة انفتحت وشعر بأن عالمه يتدمر وهاجمته الذكريات وكأن السنين لم تمر وكأن اليوم يوم جرحه !
دخل فايز وفوزي على أبيهما ومعهما ريهام وريم الذين اتو لزيارته بعدما استطاعت ريهام الحركة والتنقل وريم تركت الأطفال مع رنيم
_ حمدلله على سلامتك يا عمي
قالت ريهام بعدما سلمت ريم على زين واطمئنت عليه فتجرأت هي بالسؤال بعدما وضع فوزي يده على زراعها لينظر لها في ابتسامة حزينة
_ الله يسلمك يا دكتورة ... آيلا فين ؟
شعرت ريهام بالإطراء عندما ناداها بلقبها وسأل عن إبنتها فأجابت بخجل ورقة
_ سبتها مع خالتها
صمت زين ولم يطل الحديث حتى انفتح الباب لينظروا ويجدوا فواز ..
تجمعت الدموع بعيون زين ما إن لمحه وملئت السعادة وجوه إخوته ... رحبوا به ثم انصرفوا في صمت فهذا اللقاء الموعود !
نظر فواز في كل مكان إلا عين والده الذي ناداه في تأثر
_ تعالى يا فواز
جلس فواز بجانب سرير والده، مترددًا لكنه حاضر للاستماع. ببطء، بدأ زين يفتح قلبه ويكشف عن الحقيقة التي كانت مخفية طوال سنوات.
قال زين بصوت متعب ولكنه محمّل بالألم
_ في حاجات أنت لازم تعرفها...
قاطعه فواز في سخرية
_ بعد خمسة و تلاتين سنة !
سخرية آلمت زين ليقول
_ مكونتش أقدر أخاطر بيك
_ أنت خاطرت بيا وخسرتني من زمان
قال فواز في ألم ليقول زين في حزن شديد
_ أمك هي اللي سابتك ، ما كانتش مجرد أم هربت... هي خانتني، خيّبت ظني وكسرت ضهري لباقي عمري
_ فقولت تدمر حياتي وتنتقم منها فيا
نفى زين _ لأ أنا خوفت عليك يحصل فيك زي ما حصل فيا
صمت يحاول أن يجمع كلماته التي ستجرحه ما إن يتلفظ بها
_ كانت خدامة زي رنيم بالظبط ، وأنا وقفت جنبها ، حبّيتها وتجوزتها وبديتها على الكل .. على أمي وأبويا واتجوزتها وأنا صغير جدا ... كنت بحبها بجنون مش شايف غيرها ولا قادر أسمع كلام غيرها ..
أنصت فواز ليكمل زين بصوت يقطعه الألم
_ وفكرت إني ادتيها حياة جديدة وهتنسى كل قديم وهتعيش معايا حياة سعيدة ومستقرة
رغم أن التكملة كانت ستكسر قلبه إلا أنه قال
_ كمل !
زين الدين .. الرجل الكبير حاول أن يمشط دموعه حتى لا تسقط .. تلك الأيام القاسية والصدمات التي مر بها هدته وأفقدت للحياة طعمها ... أكمل في خذلان وحرج
_ بس في النهاية، هي سرقتني. استغلتني، خلتني أعمل لها توكيلات في كل حاجة، وبعدين هربت مع جوز فوزية... العشيق اللي كان ورا ضهري وعايش في بيت فوزية ومن خيرها . هربت وسابتني متحطم، شوهت اسمي وسمعتي وفضحتني .. أنا زي الدين يتعمل فيا كدة ! ومن مين .. مين الست اللي اختارتها واتخليت عن كل حاجة عشانها تقوم هي تتخلى عني !
كلماته قاسية جعلت فواز يغضب ويثور من حقيقة أمه ليتابع زين
_ كنا خلاص هنفلس وهنخسر كل حاجة بس فوزية هي إللي سندتنا .. حتى فوزية جوزها ميعرفش يضحك عليها زي منا اتضحك عليا !
سخر من نفسه وقال في حزن شديد حتى شعر فواز بالشفقة عليه
_ ضيعت فرحة عمري وشبابي وحتى فرحتي بيك !.. أمك هربت وهي لسة على ذمتي !
قال الأخيرة في قهر وانصدم فواز
_ ولحد النهاردة أمك على ذمتي ومطلقتهاش ! كل يوم عدى في عمري بتيجي في بالي فكرة واحدة بس .. يا ترى مراتي في حضن مين دلوقتي !
عند هذه النقطة انهمرت دموع زين تزامنًا مع نزول دموع فواز الذي لم يتحمل تلك الحقائق الصعبة ليكنل زين
_ وكل مرة كنت بكره رنيم اكتر وكل ما أشوف تمسكك بيها وحزنك عليها أكرهها أكتر وأكتر وأحس إني لو سبتك ليها هكون بخونك وبرميك في النار بإيدي وترجع تقول ياريتني سمعت كلام أبويا زي منا لسة بقول لحد النهاردة !
توقف زين ليلتقط أنفاسه وفهم فواز الآن لماذا كل هذا الكره لرنيم والأحقاد التي لا تخمد ، واصل بحزن
_كنت مفكرها بتحبني وبأكد لكل الناس انها بتحبني أنا بس مش فلوسي ولا مكانتي وهي كانت بتضحي وبتعمل كل حاجة علشاني ، بس كان كله كذب وخداع وأنا صدقت ... اتعذبت يا فواز... عشت الويل بسببها. وخايف عليك... خايف إنك تعيش نفس المأساة اللي أنا عشتها. عشان كده كنت دايمًا خايف على علاقتك برنيم .. وخايف إنها تعمل فيك اللي عملته أمك فيّ. كنت خايف تسرقك وتمشي زي ما أمك سرقتني ومشت ولما خلفت ذاد خوفي تهرب بولادك زي ما أمك عملت !
فواز جلس صامتًا، يحاول استيعاب حجم الألم الذي عاشه والده طوال هذه السنوات. لأول مرة بدأ يفهم السبب الحقيقي وراء العقدة التي كان يحملها زين تجاه رانيم وزواجه منها. كان كل خوف زين نابعًا من تجربته المريرة مع أم فواز. مشاعر الخيانة والغضب التي لم يستطع زين التخلص منها جعلته يشك في كل امرأة، حتى رنيم التي أحبها فواز بصدق. ...
استنوا فصل كمان🤍❤️💎