الفصل الخامس والتسعون من رواية الخادمة الصغيرة والأخير

 "الفصل الخامس والتسعون من رواية الخادمة الصغيرة والأخير "



الخادمة الصغيرة:
_______

وقف جلال أدام اوضتهم .. بيبلع ريقه بخوف وتوتر رهيب .. هل هياخد قراره ويدخل فعلاً! 

_ اجمد كدة يا جلال ، أنت كدة كدة هتشوفهم مش هتفضل طول العمر بعيد !  

قالهاله رامز صاحبه إللي كان واقف جمبه وإللي طلبه جلال عشان يشجعه في الموقف دا فبصله جلال بخوف وبلع ريقه 

_ خايف أوي! 

قالها بخوف فتأفف رامز منه وقام فاتح الاوضة وزقه جواها وقفل عليه فحاول جلال يخرج كأنه محبوس ولما لقى الباب مش راضي يفتح زعق لرامز في ضيق 

_ كدة يا رامز ، أنت ندل على فكرة

جاله رد رامز من برة _ ماهو أنا لو معملتش كدة هتفضل واقف للسنة الجاية ! 

سكت جلال وحاول يهدي نفسه وغضبه وقال رامز تاني 

_ دول عيال صغيرة مبيعضوش يعني .. استرجل كدة 

غمض عيونه بضيق ... وكان مديهم ضهره وكان خايف فعلاً يبصلهم .. ولكنه سمع عياطهم وشكلهم صحوا من الدوشة إللي ابوهم وعمهم رامز عملوها !! 

دبدب جلال برجله في الأرض وخد نفس عميق وقال نفسه 

_ بص يا جلال مش هيحصل حاجه! واحد .. اتنين .. تلاتة !!

وبص بسرعة ووجه وجهه ليهم وكان لسة مغمض عيونه لكن ارتفاع البكاء خلاه يقترب منهم وهو متوتر ورهبة الموقف مسيطرة عليه


قرب بخطوات بطيئة جدا وكأنه بينه وبين سرايرهم الصغيرة الهزازه ميل مش كام خطوة ! 

أخيراً وصل .. بص من فوق الناموسية البيضة لقى أجساد صغيرة متلكفته وعيون صغيرة باينه من راس صغيرة جدا مغطيها كلبوش صغير عشان البرد ! 

فجأة لقى نفسه بيبتسم وهو شايف الولد إللي لابس أزرق بيرفع ايده الصغيرة يحاول يشيل بيها الكلبوش الرخم من على راسه وهو بيبكي وبيرفص فابتسم جلال جدا وضحك بخفة ..حط ايدخ على بقه في صدمة بعد ما سمع صوت ضحكته.. 

وبعدين بص للبنت لقاها بتعيط بس عياطها رقيق وشكلها حلو أوي وباين عليها انها شقرا ! ميعرفش اللون دا جيباه منين بس شعرها كان كثيف كانت من الأطفال إللي بتتولد بشعر كثيف وكان خارج من تحت الكلبوش اللي على راسها .. لكنه افتكر لون شعر سارة لما قالتله إنها بتصبغه علطول فعرف إنها ورثاه من أمها! ..  

قرب أكتر وحب يرفع الغطا عنهم وفعلاً عمل كدة مع البنت إللي جذبته بقوة ... كان بيترعش وخايف جدا وهي صغيرة كدة وعمالة تعيط .. 

قلبه كان بيدق وعيونه اتجمع فيها الدمع .. أخيرا مد ايده ولمسها 

أول ما جلال لمس بشرتها رفع ايده بسرعة كأنه اتكهرب وحط ايده إللي لمستها على قلبه لقاه هيخرج من مكانه من شدة الدق ! .. وبعدين حط ايده على مناخيره يشم ريحتها ، غمض عيونه وهي بيشم ريحتها إللي مسكت في ايده .. دي ريحة بنته !! 

شال جلال الناموسية وخد البنت في حضنه بعد ما عياطها زاد ومقدرش يتحمل بكاها إللي حس إنه بيقطع في قلبه .. 

أول كا خدها في حضنه حاجتين وقفوا ! عياطها وقلبه ! .. 

عيونه دمعت .. إللي في ايده دي حتة منه .. 

البنت فتحت عيونها الباكية وبصتله بيهم ! نفس لون عيونه ونفس مناخيره! .. 

جلال شهق من شدة التأثر ودموعه نزلت ... ولسة ابنه مبطلش عياط! .


قربله وشاله وبقوا هما الاتنين على كتفه .. لكن البنت ساكته والولد عمال يعيط .. وجلاب كمان عمال يعيط 

خدهم في حضنه وقعد على الأرض وسند ضهره للحيط وهو بيعيط .. العياط الهادي انطلق وبقى عياط هستيري وصوته ملى الأوضة 

_ أنا مش عارف هربيكوا إزاي ، مش عارف هبقى بابا إزاي وأنا لسة .. لسة محتاج .. بس محتاج أبقى ليا بابا! .. 

بصلهم تاني وقال وهو بيبكي _ ماما مش هنا كمان .. بس متزعلوش مامتي ومامتكم مش موجودين مش أنتوا لواحدكوا 

وقال من بين شهقاته إللي شابهت شهقات ابنه إللي كان مقهور من العياط ومش راضي يسكت 

_ هو أنا هربيكوا إزاي !؟ 

سكت جلال ودموعه لسة على خده ومقدرش يمسحها لأن ولاده على ايده .. البنت مدت ايدها الصغيرة وهي بتحركها بشكل عشوائي فلمست أطراف دقنه فضحكلها جلال زي الطفل بالظبط وصوت ضحكتله رن في الأوضة الجميلة ومال براسه يبصلها وهو شايف فيها رضا رغم إنها مش بنتها لكنه اعتبرها بنتها لأنها رضعتها وقالها

_ أنتي بنت رضا ..

وبص للولد التاني وقاله 

_ وانت كمان ابن رضا ..

وبص ادامه وقال بحب وحزن شديد

 _هي رضعتكم من لبن ولادها .. يبقى أنتوا كمان ولادها ! 

وفجأة افتكر أم نعمات وهي بتقول كلام رضا الآخر بما إنها كانت آخر واحدة معاها قبل ما يرتكب أكبر غلطة في حياته ويطردها 

_ كان نفسها تسمي عيالها يحيّٰ وحياة .. الله يرحمهم ويدرهالنا بخير 

رجع للواقع وابتسم وسط دموعه وبص للبنت وقالها 

_ انتي حياة .. حياتي وحياة مامتك .. ماما رضا يا حبيبتي! ..  

وقرب وباسها برقة ودموعه غرقت وشها الصغير .. مكانش قادر يوقف دموع خالص ولكن قلبه كان بيفرفرف وهو بيحس بحنية ونعومة وبراءة ملمسها  

ثم نظر لصغيره الآخر الذي لم يتوقف عن البكاء لحظة حتى كاد أن يصيبه بالصمم من شدة صراخه 

_ أنت شكلك هتبقى رخم وهتتعبني في تربيتك .. تستاهل أسميك يَحيّٰ ! 

وضحك وسط عياطه لما لقاه وقف عياط ورفع ايده الصغيرة يداعب بيها خصلات دقنه إللي طولت ... 

وبعد الإبتسامة ..ضمهم ، و فضل يبكي وهو حاضنهم .. يبكي عمره إللي راح في فساد وعمره إللي جاي إللي هيروح في تربية أولاده وحياة ومسؤولية جديدة عليه تماماً ..

قاعد في أرضية الأوضة عمال يبصلهم وهو محتار ، إزاي هو بقى بابا .. سألهم وهو تايه من وسط عياطه 

_ أنا هبقى بابا ازاي يا يحي .. تعرف إن أنا عندي ١٩ سنة ! ... 

بص لحياة وكلمها كأنها فهماه 

_ آه يا حياة.. أنا عندي ١٩ وبقيت بابا ... أب لطفلين من غير أم !  

لكنه رجع قال بشئ من القوة _ بس أنا هحبكم أوي.. مش هخليكم تحسوا بأي نقص طول منا عايش ومش هحرمكم من إللي أنا اتحرمت منه .. أنا حاسس أنكم هتعوضوني وهتحبوني بجد 

عيط في آخر كلامه لما اكتشف إن مفيش حد حبه بجد ! وسأل بصوت مخنوق من العياط 

_ صح يا حبيبي ، أنت هتحب بابا بجد يا يحي من غير سبب ومن غير مصلحة  

وبص لحياة بتوسل ورجاء كأنه مجنون أو فقد عقله 

_ حبيني يا حياة من غير سبب .. من غير شرط .. حبيني من قلبك يا حبيبتي زي ما هي حبتني .. 

وانهار تاني في بكاء مرير .. فضل حابس دموعه أيام يادوب كام دمعة كانوا بينزلوا يروحوا عنه لكن المرة دي هو قعد معاهم وهو في حضنه وخد فرصته في الحزن والحزن ومحدش شايفه هما بس اللي شاهدين على سكرته ووحدته وحذلانه من كل معارفه ! وظلمه لحبيبته الوحيدة ! ... الحبيبة إللي عمره ما هيسامح نفسه على إللي عمله فيها وعمر ما هيقدر يعيش مرتاح من غيرها ! ...

ولكن أمير العائلة الفاسد .. مكان يستحق الخادمة المخلصة الصغيرة .. إللي جعلته سيد ليه قيمة ومحبوب من غير سبب ولا شرط ومهما عمل بتسامحه بقلبها الكبير ! .. 

والحكاية انتهت .. انتهت يا جلال ! لكن عقله سأل سؤال .. طالما العمر ليه بقية .. يبقى الحكاية ليها بقية ! مش يمكن تلاقيها في يوم ؟ ... 


______

تمت بحمد الله ✨
ملحمة بمعنى الكلمة .. حرفيا !


تفتكروا فعلاً حياة جلال هتقف لحد هنا .. بيعيط وبس وهما في حضنه ! .. ولا حياة جلال لسة هتبدأ ؟
 
انتظروا الجزء الثاني من الرواية
جزء مختلف وعكس الجزء الأول في كل حاجة .. جزء رد المظالم والحقوق والتطور والتغير ..والإنتقام ! 

تعليقان (2)

  1. 😭💕💕💕💕💕
    أتمنى ما تطولي علينا ف الجزء الثاني
    سلمت يداااك💕💕💕
  2. قمر الرواية وصاحبة الرواية ربنا يفرحك زي ما بتفرحينا بكتاباتك الجميلة🥺❤❤❤❤
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.