الفصل الثاني والتسعون من رواية الخادمة الصغيرة

 "الفصل الثاني والتسعون من رواية الخادمة الصغيرة "


الخادمة الصغيرة:

وبالفعل دخل جلال لفريدة بعد ما فتح الباب وهو متوتر وخايف إنه هيشوفها بعد الفترة دي كلها تقريباً مر سنة أو أقل حاجة بسيطة .. 



فريدة مكانتش قادرة تتكلم وقالت إسمه بصعوبة بشوق ومعالم اللهفة الشديدة على وجهها وهي بتشوف ادامها اغلى حد على قلبها 


_ رامز .. قالي ... أنت ورضا !


أول جملة طلعت منها بعد ما جلال قعد ادامها على السرير ..ولكنه مسك ايديها بحب وقال 


_ حمدلله على السلامة يا تيتا 


قالت وعيونها بتدمع وهي شيفاه مقهور وكله حزن وغم وشعره دقنه طول ومش مظبط شكله ولا مهتم بيه زي عادته 


_ حبيبي .. حبيبي يا جلال .. أنا السبب ! 


عيونه نزلت دموع ومقدرش يخبي إللي في قلبه وقال بأسى وندم 


_ محدش حبني غيرها وأنا طردتها ! ضربتها بايدي دي وخونتها وجرحتها ، أنا خسرتها خلاص


قالت فريدة وهي كمان بتعيط عشانه _ دور عليها وهتلاقيها ، رضا ملهاش مكان تروح عليه ، ممكن تلاقيها راجعة لواحدها 


هتف جلال بأمل _ بجد .. يعني ممكن الاقيها


وعدته فريدة رغم تعبها إلا إنها قالت بعزم قوتها 


_ هخلي رجالة البلد كلها تدور عليها ، هترجعلك يا حبيبي يعني هترجعلك 


قال بلهفة _ أنا هنزل أدور عليها دلوقتي ، بس


ولكنه هتف بيأس والوضع إللي هو فيه مش مخليه يعرف يدور عليها 


_ بس ، بابا ، بابا أتجوز وعلي إبن مراته اتخطف ، طليقها ضرب بابا بالنار وخطف علي ! .


كل الأحداث دي مكانتش تعرفها فعيونها وسعت وهتفت في ألم 


_ حسين !


جلال لحقها وهو بيطمنها _ بابا هيقوم ، الدكتور قال إن جسمه كويس وهو فتح عيونه بس رجع نام تاني ، هو مرهق وتعبان وزعلان .. جسمه عاوز يرتاح  


هتفت بحزن وعيونها بتعيط _ كل دا حصل وأنا غايبة !


هز راسه في أسى _ أنتي غبتي شهور مش أيام زي مانتي فاكرة .. 


لكنه طبطب على ايديها عشان ميأذيهاش


_ مش عاوزك تقلقي عشان صحتك ، كل حاجة كويسة بابا كويس جدا وأسعد بكتير وحياته مستقرة الحمد لله


سألت في حزن شديد بعد ما عرفت حاله وإللي حصل لرضا 


_ وأنت يا جلال !؟


عيونه رمشت وانفرجت شفتيه قليلاً ، حاول يلاقي رد لكن ملقاش ! 


قالت بحزن كبير وهي حاسة إنها هي السبب في دمار حياته 


_ أنا هصلح غلطتي ، هصلح كل حاجة


لكن جلال رد بهدوء _ ارتاحي يا حبيبتي دي مش غلطتك .. انتي كنتي عوزاني أبقى كويس لما تربطيني بإنسانة كويسة ومكونتيش تعرفي إللي هيحصلك !  بس أنا كنت كلب مستاهلش الخير إللي انتي كنتي عوزاه ليا ... 


ضغطت على ايده ودموعها بتنزل وهو كمان كان بيعيط وباصص في الأرض ، ولكنه فجأة رفع راسه ومسح دموعه وقال 


_ أنا عاوزك ترتاحي ، متفكريش في أي حاجة ومتحاوليش تعرفي حاجة دلوقتي ، أنتي تعبانة 


هزت راسها في يأس_ أنا مش هعيش كتير يا جلال 


مسك ايديها باسها وقال بحب وتمسك بيها وخوف عليها 


_ هتعيشي يا تيتا لسة الوقت  طويل أدامك 


ابتسمتله وسط دموعها _ بدري من عمرك يا حبيبي


عيونها إللي بتفيض عشق غمرته بحنان ودوا لجرحه ولكنه بعد ما اكتشف إن أمه مش بتحبه بقى بيحس أن مفيش حد بيحبه خالص فسألها بتردد 


_ بتحبيني ؟ 


شدت ايديه بضعف لحد ما زصلت لشفايفها وباستها ودمعت عليها وهي بتقوله 


_ بحبك حب محبتهوش حتى لأبوك ! دا أعز الولد ولد الولد ... وأنت مش أي ولد .. دا أنت جلال حبيبي الوحيد ابن حبيبي الوحيد 


ابتسم وسط حزنخ غصب عنه وحس بسعادة وهي بتكمل


 _ بحبك أوي يا جلال ، أنت أكتر إنسان أنا حبيته في الدنيا كلها  ، مكانش قصدي يحصلك كل دا 


بلع ريقه وهو بيقول _ إللي حصل مش كله وحش .. أنا عشت أحلى أيام حياتي  مع رضا ومعتقدش إني هعيش أيام حلوة تاني .. كانت أيام حلوة بجد ، أيام صادقة هتفضل في عقلي لحد كا أموت


قالت بأمل _ بعيد الشر عنك يا روحي .. الحلو كله جاي ، صدق أنت بس وقول يارب 


_ يارب 


قالها في خوف وهمس وهو حاسس إنه مالوش عين يدعي ربنا بأي حاجة بعد كل إللي هو عمله ... حاسس بكسوف وبنقص وإنه عاصي ومالوش توبة خلاص! .. 


_____


_ ملهاش أثر ؛! 


قالها رامز لجلال إللي كان هو كمان بيدور معاهم في البلد كلها على رضا 


وراحوا لمراة أبوها وإللي بدورها اعترفت بكل حاجه عملتها مع انجي وكل حاجة وحشة اتفقوا عليها وكل حاجة وحشة عملتها في رضا !! 


خرج جلال من عندها بيعيط ورامز سانده وحاطط ايده على قلبه كأنه هيموت من شدة الصدمة والظلم إللي ظلمه لرضا البنت المسكينة الصغيرة إللي مكانتش عاوزة في حياتها أي حاجة غيره 


قال رامز لجلال باقتراح بعد ما قلبوا عليها البلد وكل الطرق


_ مش يمكن .. يعني هي كانت ضعيفة وانت مشيتها وهي لسة والدة ، ما يمكن ، يمكن ماتت !


لكن جلال نهاه بسرعة عن الكلام وقال برفض عنيف


_ أكيد لأ ، رضا عايشة أنا متأكد إنها عايشة 


_ متأكد إزاي يعني ؟ 


رد بحب كبير وحزن في كلامه _ معرفش ، بس أنا ح.. أنا عارف إن واحد زيي المفروض معندوش دم ولا إحساس بس أنا قلبي حاسس إنها عايشة ، وعقلي مش حاطط حتى احتمال إنها تكون في حتة غير الدنيا 


_ وعلي ... هتعمل ايه الواد بقاله يوم مختفي ورجالة أبوك احتاروا عليه 


قالها رامز فبصله جلال وسكت كأنه مسمعش حاجة 


_____


بعدها بكام ساعة قعد جلال ادامه بعد ما طلب زيارته ، مفيش على وشه أي نوع من أنواع الخطورة لكنه في الآخر مجرم اعتدى على أبوه .. أيوة جلال راح يقابل طليق كريمة في السجن 


الراجل فضل يبصله بترقب وبعض الخوف إللي بيحاول يداريه لكن عيون جلال كانت مظلمة وخالية من أي مشاعر وهو بيقول 


_ هتشيل الليلة كلها وكل حاجة قولتها هتنكرها تاني  ... 


دي الجملة اللي خرجت من جلال شقت السكون إللي ملى المكان .. 


قوة جلال وجديته في الكلام خلته يتوتر لكنه قال بقوة مهزوزة 


_ لأ مش كل الطير إللي يتاكل لحمه 


لكن جلال أكد وهو بيقول 


_ هتشيل الليلة كلها  يا روح أمك .. 


وكمل بعيون زي الصقر وهو بيبصله في عينه بيرسله نوبات رعب وهلع والراجل متصنم ادامه بيسمعه 


_ أنا جلال حسين الصواف ، إبن الراجل إللي أنت كنت عاوز تقتله وضربته بالرصاص ،  أنا ليا عندك تار وأنا فلاح وهاخده يعني هاخده .. ف أرحم نفسك وأعمل إللي بقولك عليه وإلا أول يوم ليك في السجن هيبقى آخر يوم ليك في الدنيا ... 


اتوتر الراجل وبلع ريقه رغم صغر سن جلال إلا كان باين عليه الخطورة وقدر إنه يرعب راجل أد أبوه ...لكنه كان عارف إن جلال دا واد امريكاني واخره كلمتين  


سأل جلال بعد ما طال صمت طليق كريمة 


_ موافق ولا


رد الراجل يسايره _ موافق ! 


مظهرش على وش جلال أي رد فعل وسأل بصوت رخيم 


_فين علي ؟


رد التاني بسؤال متلاعب _ علي مين دا كمان ؟


هنا نزل كف جلال على وش الراجل وهو بيقوله 


_ في حد يبقى مش عارف ابنه بردو ؟


الراجل اتصدم وبصله بعيون مفتوحة من الحركة الغير متوقعة إللي جلال عملها وقال جلال بهدوء 


_ علي اتخطف بعد ما انت اتقبض عليك 


لكنه مردش بردو فضل ساكت يضغط على أسنانه وهو عاوز يقوم يهين جلال إللي ضربه 


_ الواد فين ؟ 


بردو مفيش رد وهنا جلال هجم عليه ووقعه هو والكرسي وطلع فوق ونزل فيه ضرب بقوة كبيرة لحد ما وشه كله جاب دم وهو بيصرخ فيه بعنف 


 _ الواد فين بدل ما هتتقتل في السجن 


وعدله تاني هو والكرسي بعد ما طلع فيه بعض من غضبه وهو بيتريس وبيقوله بكل جدية مش مجرد تهديد 


_ بقولها صريحة مش لسه ههددك 


الراجل بيبص لجلال في رعب وبيسقط قناع قوته لما جلال بيضربه والعسكري بيدخل لكنه مبيتكلمش وبيبصله جلال فبيخرج العسكري تاني وهنا بيترعب وبيحس إن جلال مسيطر فعلاً مش عيل "فرفور" زي ما سمع عنه !!! 


_ هقولك يا باشا !!



قالها بخوف شديد لأنه أخد جلال على محمل الجدية مش حتة عيل بيهدد وخلاص وقاله على كل حاجة توصله إنه يلاقي الطفل .. 


قاله جلال وهو خارج 


_ أحسنلك تنفذ إللي قولتلك عليه ، وإلا أقسم بالله العظيم يا زبالة لتكون ميت قبل حتى ما تخطي رجلك الحبس ! 


خرج وسابه وهو ناوي يفاجئ كل الناس بأفعاله ... 

الفصل دا بين لينا شخصية جلال في الجزء التاني هتتغير إزاي وهتطور ازاي وهتبقى جامدة وقوية وعظيمة إزاي ❤️

_____

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.