موضع نص الإشعار اتصل بنا تفضل الآن!

الفصل الثالث والعشرين من رواية نيران الغيرة

 الفصل الثالث والعشرين من رواية نيران الغيرة


البارت_الواحد والعشرين

#نيران_الغيرة (عشق و إمتلاك) 

#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً".

_____________________ #نيران_الغيرة

                             "صَفعه"

مر يومين على عودة حمد دون أى أحداث جديده، الروتين اليومي من المرور على المعامل الخاصه به ومتابعه تجهيز محلج القطن والذهاب إلى مزارع الفاكهة لمقابلة التجار ثم الخاتمه بالذهاب إلى الارض والجلوس مع حارس و تناول الشاى المُعد على نار الموقد  وهو يراقب غروب الشمس والتفكير بمحبوبه السمراء ملكه قلبه وعشقه الأول والأخير"آمنه".


أما آمنه فكانت مثله تقضى وقتها بملل الروتين، أما الجلوس بمفردها أو الذهاب للجلوس مع الحاجه "إحسان" أثناء وجود الحاج "عبد المقصود" بمحل البقاله الخاص بالطابق الأول لنفس المنزل.


جاء اليوم الذي سيذهب به حمد لامنه كما وعدها، طلب من حارس أن يتوقف أمام منزل والده للاطمئنان على جدته قبل أن يغادر، طرق الباب فتحت له زوجة أبيه "الحاجه شربات" رحبت به وادخلته، سألها حمد عن حالها وعن تقوى والأطفال، أخبرته أنهم بخير أخذته إلى غرفة جدته والتى ما أن دخل إليه استقبلته بابتسامة حنونه كعادتها وفتحت له ذراعيها، تقدم نحوها حمد ك الطفل الصغير وضمها ثم أمسك يدها وقبلها، رفعت الجده يدها الأخرى وربتت على عمامته وهي تقول:

_ربنا يصلح حالك و ييسرلك الصعب.


اعتدل حمد بجلسته وهو يهمس لها:

_ايوه اتوصى بيا في دعواتك يا ستى، أنا مستنى خبر حمل آمنه في ابنى.


اختفت ابتسامه جدته ساد الصمت للحظات، شعر حمد بارتباك جدته وخوفها فأمسك يدها يربت عليها وهو يقول:

_متخفيش يا ستى لو لقيت الموضوع هيعمل مشاكل وهخسر أبويا هسيبها مطرحها، بس وقتها أنا كمان مش هيبقالى مكان هنا.


تنهدت الجده وهي تقول:

_وانتَ كده مفكر أنك بطمنى، ليه الانانيه دى ليه مش شايف غير نفسك، بقى انا ربيتك على كده بقى انتَ حمد ابنى وابن ابنى واللى محبتش حد قده، علشان آمنه هتهون عليك ستك؟؟! 


حرك رأسه نافياً:

_لا يا ستى والله ما تهونى، انتى غلاوتك في قلبي الله وحده العالم بيها بس آمنه بقت مسؤليتى، انتِ ترضى أن حمد إبنك حبيبك وابن إبنك اللى مبيحبش حد قدك في الدنيا كلها يطلع عيل  ومش قد كلمته؟


صاحت بفزع:

_فشر، قطع لسان اللى يقول عليك كده، أنتَ راجل وسيد الرجاله.


تبسم و أمسك يدها يقبلها، ثم نظره لها وهو يقول:

_انا أديت آمنه كلمه ومش هقدر أرجع فيها.


نظرت له بقوه وقالت بجديه:

_ومين قالك أنك هترجع، طول ما أنا لسه حسي في الدنيا اطمن مش هسمح لحد يجي عليك، طول ما انتَ مراعى ربنا ومش بتتخطى حدودك معه وبعيد عن الحرام أنا معاك، قبل ما تكلم أبوك تدينى خبر وأنا هكلم جدك "مرتضى" وهو هيخلص كل حاجه مع باقى رجاله العيله بس الكلام ديه بعد الانتخابات.


حرك حمد رأسه بايجاب وقال:

_عامل حسابى على كده، مش عاوزه منى حاجه أنا نازل المركز مراتى وحشتنى.


أمسكت يده وقالت:

_ومراتك اللى هنا، اوعاك يا حمد الراجل الظالم يوم الحساب ظهره بينحنى وأنا لسه كنت بقولك كله إلا حدود ربنا.


ربت حمد على يدها:

_اطمنى أنا مراعى فيها ربنا، مع أن لو جينا للحق هي مبترعيش غير نفسها وبس، قصره هروح أنا علشان حارس مستنى برا.


تبسمت الجده:

_مع السلامه يا ضى عينى، خالى بالك على روحك.


قبل حمد رأسها ويدها وغادر والجده تنظر لاثره ببسمه محبه.

_________________ #عشق_و_إمتلاك

ودع حمد زوجة أبيه و تقوى التى خرجت لتلقى السلام عليه، ثم صعد إلى جوار حارس بالسياره ليقود به نحو المدينه.


على مسافه من حدود القريه كانت هناك سياره تنتظر ظهورهم، ما أن خرجت سيارت حمد من القريه حتى صعد رجل يغطى نفسه تمام و جلس داخل السياره وأشار لسائق حتى يتحركت بتلك السياره خلفهم مع الحفاظ على مسافه كى لا يلاحظ أحد، داخل تلك السياره كان يجلس سائق السياره والذي أحضره شوقى من قريه مجاوره وهو جواره وبالمقعد الخلفي الرجل الذى صعد قبل تحركهم والذى كان بتأكيد "سند"  الذى ما أن تاكد من أخته بسفر زوجها اليوم بحجة أنه يريد دعوتها الغداء بمنزل العائله .


تقدم سند بجسده من مقعد شوقى و همس له:

_متاكد أن الراجل ده مش هيتكلم ويفضحنا؟


التفته له شوقى وقال بثقه:

_اطمن هو مش عارف إحنا مشين وراء مين، وحتى لو عرف الفلوس اللى واخدها تخاليه لا بيسمع ولا بيشوف ولا بيتكلم.


تنهد سند براحه وعاد بظهره للخلف وهو يسحب عبائته إليه ليحتمى بها من البرد الشديد، نظره إلى سيارت حمد والتى كانت تسير بسرعه مبالغ فيها تدل على عجلة صاحبها للوصول إلى وجهته، تبسم بشر وهو يهمس بداخله:

_اجرى ياخويا اجرى، لو تعرف اللى مستنيك مكنتش خرجت من دارك من الأساس.


بعد وقت وصلوا إلى المدينه، طلب حمد من حارس أن يأخذه إلى السوق، وصل حارس السوق أشار له حمد على متجر الحلويات ليقف عنده، هبط من السياره وودع حارس وطلب منه أن يغادر وهو سيذهب لتسوق وبعدها سيأخذ سيارة أجرة، غادر حارس وداخل حمد المتجر و بالخارج ينتظر سند خروجه على أحر من الجمر وكأنه يجلس وينتظر الفوز بجائزه ما.


انتهى حمد من شراء الحلويات التى يحبها هو وحبيبته، جاء ليخرج وجده زحام عند الباب الرئيسي والذى داخل منه، رآه أحد العمال فأشار له على باب آخر يطل على السوق أيضاً ولكن من جه أخرى، شكره حمد وتحرك نحو الباب وخرج منه ليشترى باقى الأغراض، نظره شوقى وسند لبعضهما بملل فقد مر ما يزيد عن النصف ساعه ولم يخرج حمد، هبط شوقي و ذهب نحو المتجر وهو يغطى وجهه حتى إذا رآه حمد لا يتعرف عليه، داخل شوقى المتجر وبدأ يبحث بين الوجوه عن حمد ولكن لم يجده تأكد مره آخرى ولكن لا أثر له وقبل أن ياخذ أى خطوه للبحث عن حمد رأى رجل يخرج من باب غير الذى يقف عنده، فتح شوقى عينيه وفمه بصدمه شديده خرج يركض نحو السياره ليخبر سند.


ما ان علم سند حتى انفعل وركض نحو المتجر يتأكد بنفسه، دقائق وخرج وطلب من السائق ان يعيدهم للقريه بعدما تأكد أنه لن يستطع إيجاد حمد اليوم.


عند آمنه كانت قد أنتهت من إعداد الطعام على أمل أن يأتى حمد كما وعدها ثم ذهبت للجلوس مع الحاجه إحسان هروباً من ملل الانتظار ونار الشوق والقلق التى تأكل قلبها مع كل لحظه تمر ولم يصل حمد.


الحاجه إحسان:

_بس يا ستى هو داخل وهدومه ملبوصه من العكه وانا أول ما شوفته و هات يا ضحك قام اخد على خاطره و دخل غير ونزل.


ضحكت آمنه:

_يعنى ده جزاءه اللي راح يجبلك المشبك واتزحلق بسببك تقومي تضحكي عليه ياما.


الحاجه إحسان بضحك:

_غصب عنى انتِ لو كنتِ شوفتِ الجلبيه و ايديه وهما متدرمغين من الروبه وطالع بيكلم نفسه ويبرمطم بكلام مش مفهوم.


آمنه:

_ال صحيح إيه روبه وعكه وكله كوم وملبوص دى كوم تانى انتِ جايبه الكلام ده منين؟


شهقت الحاجه إحسان:

_شوف البت انتِ هتخيلي عليا يا بت؟


ضحكت آمنه:

_ اولاً اسمها بتتنقويزي مش بتخيلي، و بعدين أنا بسأل بجد كلام الدميطه ده غريب اوى.


الحاجه إحسان بسخريه:

_ الدميطه، طب قوليها صح الأول اسمهم دمياطيه ياختى وبعدين لا تعيرينى ولا اعيرك لو انا دمياطيه ف انتِ افافه.


آمنه بعدم فهم:

_ لا أفهم الأول إيه افافه دى شتيمه؟؟


ضحكت الحاجه إحسان:

_لا مش شتيمه، فلاحه عندكم افافه عندنا.


آمنه:

_اه قوليلى مش بقولك كلامهم عجيب وطريقتكم في نطقه أعجب.


الحاجه إحسان بابتسامة:

_مش بيقولوا كل شيخ وله طريقه اهو بردو كل بلد وليها طريقه، دمياط دى العشق عيشت فيها أجمل أيام حياتي، فيها اخواتى واهلى، مهما الف بلاد واعاشر ناس محسش بالراحه والفرحه اللى بجد غير وأنا فيها دى متنزه الملوك دى سوما بجلال قدرها مبتصيفش غير عندنا في رأس البر.


آمنه بابتسامة:

_سيدى يا سيدى لا بدل الست ام كلثوم بتحبها يبقي أكيد بلد حلوه، هقول لحمد ياخدنى ازورها.


الحاجه إحسان: 

_طبعاً لازم تروحى ويمسك إيدك وتمشي معه على الممشي وتقعدى على الصخور جمب الفنار بس خالى بالك أحسن تقعى في البحر.


ضحكت آمنه:

_قصدك النيل.


الحاجه إحسان:

_لا البحر، بحر رأس البر غير النيل مع أن عند الفنار تحديداً في معجزه أن النهر جمب البحر مفيش أى فاصل بينهم.


آمنه بنبهار:

_سبحان الله، لا شوقتينى أروح وأشوف بنفسي.


الحاجه إحسان:

_ايوه روحى وهتلاحظى الفرق بسهوله في رايحة الميه وشكلها هو أنا بشتاق ليها من قليل، دانا النهارده أول ما سمعت الراجل بينادى و بيقول المشبك الدمياطي حسيت بروحى بتهفهف عليه مع إنى مبحبوش أد كده بس أهو أى حاجه تيجى من ريحت الحبايب.


بعد وقت من الحديث والمزاح استأذنت آمنه وذهبت لتغلق نوافذ شقتها التى فتحتهم قبل خروجها، داخلت وأغلقت الباب توجهت إلى غرفة النوم أغلقت النافذه وخرجت متوجها إلى غرفة أخرى، ظهر حمد أمامها فجاه وهو خارج من المطبخ، فزعت آمنه وصرخت وهو فزع بسببها ما أن استوعبت ما حدث حتى ضحكت وضمته شاركها الضحك وضمها، قطعهم صوت طرقات الحاجه إحسان التى جاءت لترى ما جعل آمنه تصرخ بهذا الشكل، فتحت لها آمنه وطمأنتها، رحلت إحسان بعد أن اطمأنت أن آمنه مع حمد وهي بخير.


سحب حمد آمنه حيث غرفتها جلس فوق الفراش  واجلسها بجواره وهما يضحكان.


آمنه بحب:

_وحشنى أوى اليومين دول ومبسوطه أنك وفيت بوعدك وجئت زى ما قولت.


أمسك حمد يدها و قال وهو ينظر إلى عينيها بشتياق واضح:

_ لو انتِ اشتقتِ قراط فانا اشتقتلك 24  وبعدين انا من امتا قولتلك على حاجه و رجعت فيها؟


آمنه بدلال :

_الحق محصلش.


تبسم وهو يقول:

_ولا هيحصل 

____________________ #نرمين_السعيد

وصل سند القريه وتوجها مع شوقى إلى منزله أمر شوقى زوجته إلا تقطع حديثه مع صديقه أو يدخل إليهم أحد، إنضم إلى سند بداخل غرفة الضيوف وجلس على أريكة بجوار الاريكه التى يجلس عليها سند و قال باهتمام:

_ها يا صحبى بتفكر في إيه؟


عاد سند بظهره للخلف و قال بحيره:

_مش عارف يا شوقى، خايف نروح وراه ياخد باله و ولو هو عرف إنى عرفت قبل ما أتأكد هيحرص ويمكن يبطل يروح وهبقى خسرت فرصة العضويه، حمد لو حط رجله في المجلس أنسى أنه سيبها إلا لو طلبها حد من أخواته أو ولاده وتبقى ورث زى العموديه كده.


شوقى برفض: 

_لا ده إحنا مصدقنا نلاقى حاجه تخاليك تشم نفسك بعيد عن ابوك، أنتَ لو صح داخلت تبقى طاقة القدر واتفتحتلك وقتها أبوك هيفكر ميت مره قبل ما يحوش عنك حاجه أو يقلل منك قدام حد.


تبسم سند بشر و قال:

_ هيحصل، سيبك من أبويا دلوقتي وفكر معايا في طريقه تخلينا نوقع زفـ/ـت ده من غير ما يحس اننا بنخور وراءه. 


مر يوم تلو الآخر ليمر شهر ولا يوجد جديد، سند لا زال يراقب حمد ولكن دون فائده فمنذ عودة حمد من المدينه بعد أن ظله به أسبوع كامل لم يغادر القريه إلا لزيارة كبراء القرى المجاوره له لتأكيد عليهم بدعم حمد بالانتخابات ويكون معه بتلك الزيارات أما أبيه الحاج محمد أو إبن عمه العمده عبد الكريم أو اخويه حسن ووحيد وباقى تحركاته تكون داخل القريه لمتابعه أعماله سواء الارض أو المزارع، و هذا بعدما أنهى تجهيز محلج القطن وترك إدارة لاخيه وحيد لحين الانتهاء من الانتخابات، و أرسل حارس ليتابع أعماله بالقريه المجاوره ويعود له بالمساء.


على ذكر حارس، خلال الفتره الاخيره لاحظ سند الصدقه التى جمعت بين صديقه الوحيد شوقى وحارس، كلما بحث عن شوقى يجده معه لم يستطيع موجه شوقى وسؤاله، هو بالاساس لم يعد يراه إلا اذا كان هناك عمل، غير ذلك يتركه شوقى بمفرده ويذهب للجلوس مع حارس أما بغرفته بجوار أرض حمد أو بالمقهى الموجود على مشارف القريه.


داخل منزل عائله صالح، مكيده تقوم بأعمال المنزل المعتاده من طبخ وتنظيف المنزل وإطعام الطيور والتنظيف للمواشي بعد أن ياخذهم والد زوجها ويغادر متوجه إلى الحقل، فمنذ عاودت صالح لعمله بعد أسبوع من زواجهم وفاطمه لا تتركها دون عمل إلا قبل مجئ صالح بقليل خافت أن تشتكي له وتعرف والدته وتغضب منها، فهى اكتشفت انها ليست كما كانت تظن بأنها طيبه بل رأت وجهها الآخر والذى جعل مكيدة تحتقرها وكان ذلك بسبب زيارة أحدا الجارات لهم.


فاطمه تجلس أمام منزلها ومكيده تقوم بالكنس، انتهت من كنس المنزل وامرتها فاطمه أن تنظف وتكنس بالخارج أيضاً ورغم إرهاق مكيدة إلا أنها نفذت ما امرتها به والدة زوجها، جاءت الجاره وجلست بجوار فاطمه بعد أن القت عليها السلام، لاحظت مكيدة نظرات الجاره والابتسامه التى ترتسم على وجهها ولكنها لم تعلق وانهت عملها وداخلت لتحضر شىء لضيفه لأنها اكتشفت بخل أهل المنزل وأن لم تفعل لن ولم تطلب فاطمه ذلك، خرجت مكيدة ومعها كوبين من الشاى وطبق من الكعك والبسكويت الذى أحضرته لها أسرتها.


تبسمت وهي تضع الصينيه الصغيره وتقول:

_اتفضلى يا خاله.


تبسمت السيده وقالت:

_يزيد فضلك يا عروسه، طلع معاكى حق يا فاطمه لما مرضتيش ببنت زبيده وجبتي لصالح حتت القشطه دى، عينى بارده عليها بياض وحلاوه مش آمنه المعضمه.


اخذت السيده كعكه من الطبق امامها لتلتهما وهي تقول:

_لا وكحكها حلو وطعم السمن البلدى مفحفح فيه شكل أهلها مبسوطين.


ضحكت فاطمه وقالت:

_ آه طبعاً هى أى واحده تستاهل صالح ابنى لازم تكون من مقامه.


السيده بمكر:

_ايوه طبعاً وهو انتِ كان هيهدالك بال غير لو عملتى اللى في رأسك، طول عمرك قويه يا فاطمه ومع ان صالح كان متمسك بآمنه بس بردو مشيتي كلمتك وطفشطيها من البلد و جوزتيه على مزاجك مش سهله آه بس جدعه وبتعجبي دماغك.


ضحكت فاطمه وبدأت تتجاوب مع السيده وينتقلون من حديث لآخر، ولكن ذلك لم يلهى مكيدة عن التفكير بآمنه من تلك التى كان يحبها زوجها هو لم يخبرها عنها من قبل حتى أن هذه أول مره تسمع ذلك الاسم، انتظرت إلى ان غادرت السيده وجلست أمام حماتها وقالت بابتسامة متوتره:

_الا مين آمنه اللى كانت الست بتكلم عليها دى يامه.


تنهدت فاطمه وضيقت عينيها وقالت:

_عاوزه تعرفى إيه يا مكيدة؟


خافت مكيدة من نظرت فاطمه وقالت:

_لا ولا حاجه خلاص.


تبسمت فاطمه بخبث وقالت:

_لا هحكيلك، بُصى يا مرات أبنى آمنه دى كانت جارتنا هنا لو بصيتى بعينك على أول الشارع هتشوفى بيتهم، البت استغلت أمهما العيانه واللى صالح كان بيروح يديهم علاج ليها شفقه وإحسان بس هي طمعت ورمت شباكها عليه وأنا لا يمكن كنت أقبل بيها، أبوها كان كلاف عند الحاج حمد الباسل وأمها كانت مقطوعه من شجره ولا ليها حد غير اختها سعيده، عيله فقر واللى يفكر يجي جنبهم يفتقر زيهم وانتَ شايفه حالنا، الحمد لله الخير كتير وربنا كارمنا والبت مكنتش سهله ولو كنت سبتها تاخد ابنى كان هيشتال هم أمها العيانه وابوها اللى محلتوش اللضا، غير انها وقفت قدامى رأس برأس وبسببها صالح كان هيبعد عننا وياخدلها دار لوحدها وابقى خسرت ابنى وزرعة عمرى.


مكيدة بغيرة :

_لدرجادى كان بيحبها؟


تبسمت فاطمه :

_كان مجنون بيها ولو قالتله ارمى نفسك في البحر كان عملها، بس أنا مسكتش وخليت سيرتها على كل لسان وطفشتها من البلد بعد ما خليت مفيش حد طايقها حتى صالح كرها ومبقاش يحب يسمع إسمها وجه لحد عندى وقالى اشوفله عروسه.


مكيدة بتهجم:

_يعني انتِ ...


قطعتها فاطمه وهي تضيق عينيها وتقول:

_ايوه أنا، انا اللى قولت أنها ساقـ/ـطه وفا/جره وخليت الكبير والصغير يلعنها والكل يبعد عنها زى المريض اللى فيه عله معديه والكل بيهرب أحسن يصيبه المرض، أنا اللى خليت ابنى اللى عشقها يلعنها ويلعن حبها ويرجعلى ندمان وده حال أى حد يقف قدامى ويفكر يبعد ابنى عنى، البيت ده بيتى وكل حاجه فيه تمشي بأمرى وزى ما أحب حتى السكان اللى فيه واللى تيجي يا تعيش تحت دراعي وتعرف حدودها يا تترمى رمية الكـ/ـلاب وترجع دار أبوها وانتِ طبعاً عارفه لو رجعتِ بيت ابوكى هيحصل إيه؟ 


تركتها فاطمه وداخلت المنزل وهي مبتسمه، ظلت مكيدة مكانها ترتجف بخوف شديد هبطت دموعها وهي تتخيل ما عشته تلك الفتاه بسبب ما فعلته بها فاطمه ولم يحميها صالح لم يكن سند كما تخيلت، كان شر أمه أكبر من عشقه لتلك الفتاه كما تعمدت فاطمه أن تقول، يجب أن تخاف يجب أن تحسب لها ألف حساب وخصوصاً بعد التهديد الصريح الذى قالته لها قبل مغادرتها، لا لن تعود هي غير مستعده لعيش ذلك العذاب مره اخرى، رأت أمامها والدها وهو يمسك بشعرها ويصفعها، صفعه تلو الآخر صفعات كثيره جعلت فمها وانفها ينزفان وهو لا يتوقف إلا حين تقفد الوعى ومعه الإحساس بأى شئ.


فاقت من تلك الذكرى والدموع تملأ وجهها، الخوف لن يتركها من منزل أبيها وظلمه، لنار فاطمه وسيطرتها وشرها الذى يوصلها لسب فتاه في أغلى ما لديها وسلب كرامتها وشرفها منها دون إرتكاب أى ذنب، لقد صدقت مكيدة فاطمه وخافت منها حتى أنها لم تفكر بسؤال صالح والتأكد من صحة ما قيل لها.

________________ #برنسيسN

جلس شوقى بجوار سند الذى ينظر للفراغ بغضب شديد، ظل دون كلام إلى أن ملى وقال:

_خلاص باب الترشيح هيتقفل وانتَ قاعد حططت إيدك على خدك.


التفته له سند وقال بنفعال:

_وانا هعمل إيه يعنى لو عندك حاجه اعملها أنتَ، ولا صحيح أنتَ مش فاضى كفايه عليك قعدتك مع العواجيز ع القهوه. 


تبسم شوقى وقال:

_ والله حتى وأنا بتسامر ويظهرلك انتَ والكل انى بضيع وقت بشتغل لمصلحتك.


انفعل سند بغضب:

_ مصلحة إيه اللى تخاليك تحط ايدك في ايد كـ/ـلب حمد مش بعيد تكون بعتنى ليه، قوم يا شوقى انا مش عاوز أعرفك تانى.


ضحك شوقى وظل مكانه، بدأ سند بدفعه وهو يصرخ به ليرحل:

_قوم غور قولتلك، أنتَ خلاص بقيت...


قطعه شوقى وقال:

_لا كفايه لحد هنا لان فعلاً هنخسر بعض.


سند بضيق شديد وهو يشيح بوجهه عن شوقى بحزن وخذلان ويقول:

_وهو إحنا لسه هنخسر بعض أنتَ خلاص بعتنى يا صحبى واخترت تكون مع سيادة النائب، بس مش هلوم عليك اذا كان ابويا مقعدنى جمب أرضه زى كلب الحراسه وماشي وراه معاليه جئت عليك انتَ يا غلبان حقك تدور على حيطه قويه تسند ظهرك عليها واهو من جاور السعيد يسعد ولو أنك متقدرش تطلع ل حمد لانه فوق وبعيد عنك ف عادى لو نزلت كم درجه لحد حارس وفي الأول والآخر ده الراجل بتاعه...


قطعه شوقى وقال بابتسامة خبيثه:

_كان الراجل بتاعه، ودلوقتي هو الراجل بتاعك انتَ.


سند بعد استيعاب:

_تقصد إيه؟!


اقترب شوقى من سند وقال بهمس:

_ تدفع كام و أقولك على خبر لو عرفه الحاج محمد

هيـ/ـولع في حمد وهو عايش؟


انتفض سند بلهفه وقال:

_كل اللى تطلبه بس قولى خبر إيه ده؟


تبسم شوقى وجلس بثقه وهو يعدل ملابسه وقال:

_عشر دقائق و تعرف.


بمكان قريب منهم حارس يتقدم من مكان جلوس سند أمام ارض والده أسفل تلك السقيفه من سعف النخل، تردد للحظه ولكن ذكره سريعه مرة من أمام عينه جعلته يقف في مكانه وصوت صَفعه..... 

نيران الغيرة (عشق و إمتلاك) بقلم/ نرمين السعيد

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.