اقتباس من رواية الخيال
وقفت أصيل بين أشجار الغابة الكثيفة التي أخذها إليها ، وجهها يعبر عن الفضول والاستعداد لما سيريها ، لم تخف من ذهابها وحدها لكنها قررت أن تنساق خلفه بإرادتها .. فهي باتت تعرف أن عدوها من الممكن أن ينفعها . .
نظرت إلى نوح الذي يقف أمامها، يحمل في يده سلاحًا يبدو غريبًا ، عرفت أنه السلاح الذي حدثها عنه ، لكنه غريب بذلك الشكل الحديث وتلك الحواف الحادة الصلبة المدعمة بعدة مراكز معقدة لم تستطع تفسيرها
"بتستعمله إزاي؟"
سألت أصيل بدهشة ، تحاول فهم طريقة عمل السلاح الغريب .
ابتسم نوح بثقة ، وردد بصوتٍ هادئ
" شوفي "
ثم اقترب من شجرة قريبة ، وبحركةٍ سريعة ضغط على زر السلاح، مما ينتج عنه شعاعًا ليزريًا يتحرك بسرعة نحو الشجرة.. حيث صُدمت أصيل مما رأت
ترتفع حرارة أصيل قليلاً ، تتحجج الأوراق وتتساقط أوراقًا صغيرة من الشجرة مع كل اتصال للشعاع الليزري وكأن الشجرة تتفكك
تتبعت أصيل بإعجاب تأثير السلاح ، حيث يقتلع السلاح الليزري كل جزء من الشجرة تحت الصاعقة القوية .
"بيشتغل كدة "
أجاب نوح بابتسامة، وهو يتحرك بالسلاح ليجعلها ترى تأثيره بشكل أكبر في المنطقة النائية المحيطة بهما بينما عدل قوته وأذاد تأثيرها ...
ثم أعاد استخدامه لترى أصيل وكأن العالم يحترق من حولها ويتحول لرماد في دقائق .. فالسلاح يخرج عنه شعاع ليزر تحرق وتنهي كل ما تقع عليه !
نظرت أصيل للهاتف الذي سبق وقد فتحته ليظل فؤاد معها على الهاتف حتى إذا شعر بأي شيئ غريب ، يتدخل ، ومن شدة رعبها مما رأت وبكل تلك القوة الهائلة أرادت ارسال اشارة لفؤاد ليستعد للتدخل في أي لحظة
" مفيش شبكة "
قالها نوح فنظرت أصيل للهاتف في ذعر .. لا توجد شبكة ! بل والأدهى أنه كان يعلم أنها كانت في مكالمة مع أحدهم
ذاد كلامه وضوحًا
" السلاح بيأثر على أي وسيلة تواصل !"
كادت أن تترنح أصيل مما سمعت ... وعينيها التي انفتحت في ذعر وتفاجىء لم تُوفي الموقف حجمه ..
" عينيكي بتعمل فيا أكتر من كدة "
قالها نوح ما إن اقترب منها بينما مازالت هي شاردة في حجم الخراب الذي أحدثه ذلك السلاح الصغير ذا التأثير الهائل ! .. قطعت عروق الشجر القوية الخشنة الصلبة في أقل من لحظة .. وحُرقت وتبددت الإشارة في الجو ! ..
نظرت له أصيل كالمغيبة .. ليقترب منها أكثر حتى وقف خلفها ليشعر بجسدها الذي أصبح حساساً جدا لأي اقتراب منه
" أنتِ أقوى من السلاح يا أصيل "
أغمضت عينيها ما إن استمعت لذلك الصوت الهامس .. وتلك الكلمات التي لم تسمعها أي امرأة في هذا الكون .. تسمعها هي بكل تلك المشاعر والإثارة
وذلك أزعجها ..كل شيئ أزعجها .. أزعجها ضعفها أمامه وقوته أمامها .. فتأرجحت بين الانزعاج والشهوة ، لتبدو وكأنها تحارب نفسها ، بينما نوح يبتسم بنبرة غامضة تكاد تكون مغرية .
________________________
الرواية اللي كل مشهد فيها يتدرس ، مستنية رأيكم