الفصل التاسع والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل التاسع والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات 



عشق أولاد الذوات:

________



في أحد الأيام الأخرى ، بينما كانت رنيم جالسة تحتسي كوب من اللبن في غرفتها بينما تراقب طفليها في نفس الوقت 


 اقترب فواز بخطوات هادئة وجلس بجانبها على الأريكة. كان يحمل في يده شوكولاتة صغيرة وقدمها لها بابتسامة بريئة 


_خدي، الشوكولاتة اللي بتحبيها .. 


رنيم نظرت إليه، ثم إلى الشوكولاتة، ورغم أنها حاولت التماسك، لم تستطع أن تمنع ابتسامة خفيفة من الظهور على وجهها.


_ بتغريني بالشكولاتة ! 


مد زراعه خلفها فوق الأريكة ورفع حاجبه مبتسمًا بخفته المعهودة 


_ الله طب مانتي فاهمة كل حاجة أهو أمال أنا عمال ألف وأدور وتاعب نفسي ليه ؟ 


هزت رأسها بلا فائدة _ معرفش بصراحة .. مش هتوصل لحاجة على فكرة 


نظر لكوب اللبن ولشفتيها التي تحضتن قطراته ليجف حلقه ثم مال برأسه قليلًا وقال بخبث 


_ بس على الأقل أنا كسبت ابتسامة ، وده إنجاز في حد ذاته. 


رنيم كانت دائمًا تكتشف محاولاته، لكنه كان بارعًا في التسلل إلى قلبها بطرق غير متوقعة. ذات يوم، كانت تمسك بعلبة غسيل ثقيلة رغم توصيات الطبيب بأن تبتعد عن كل شيئ ، وقبل أن تتمكن من رفعها، ظهر فواز فجأة وسحب العلبة من يدها. 


_ ما تسيبي البطل يساعدك يا بطلة 


رنيم نظرت إليه بحذر، لكنها شعرت بلطفه في تلك اللحظة. 


_أنت بطل، بجد؟


قالت بسخرية.


ابتسم فواز ورفع العلبة بنبرة مسرحية وهو يحصره بينه وبين ما خلفها ليمتص شفتيه بلسانه ويغمزها 


_أكيد، وفوق ده كله، وسيم وذكي. باين عليا؟ 


رنيم ضحكت بخفة، لكن سرعان ما استعادت حذرها فخوفها منه مازال يمنعها من الإقتراب وهو مدرك لهذا الأمر لهذا يحاول بشتى الطرق 


_ أنت مش ناوي تبطل تحاول، صح؟


فواز اقترب منها، نظر في عينيها وقال بلطف 


_ عمري ما هبطل، لأنك تستاهلي كل المحاولات. 


ورغم أنها كانت تدرك أن فواز يحاول دائمًا اللعب بخفة دم ورغبة لطيفة في التقرب، كانت تعرف أنه خلف كل تلك المحاولات يكمن قلب مليء بالحب والحنين الذي لا يريد الاستسلام... حبها ظهر في عيونها ولم تستطع مداراته .. 


عادت للحظة التي هما بها الآن لتجد فواز يتأمل قطرة اللبن التي سطقت من شفتيها بفم شبه مفتوح ومترقب لتدرك كم أن حالته صعبة ولهفته عليها بلغت الحدود 


اقترب فواز ومسح شفتيها برقة شديدة وقال


_ سيبيني أنا همسحها 


منعها من التدخل واقترب منها حتى كاد أن يقبلها لكنها سألت فجأة 


_فين دينا يا فواز ؟


_ بتسألي  عنها ليه ؟


تفاجئ من سؤالها لتنظر له وتصمت لا تريد أن تتحدث عن أي تفاصيل في الماضي ليتنهد فواز ويبتعد ويكتم شوقه لها مرة أخرى لتكمل رنيم رغم خذلانها ورغم أن غلطة دينا لا تغتفر 


_ مهما كانت هي بنت .. ويتيمة .. وأبوك أقوى منها وأغراها .. هي وحشة بس بردو ا 


_ أنا سبتها 


قاطعها فواز بالخبر الذي صدمها فنظر لها وحزن بشدة ما إن رأى تلك النظرة المتفاجئة فوق وجهه وكأنها لا تتوقع أن في قلبه أي رحمة أو حكمة ليكمل في حزن 


_ انا معرفتش أخد حقي من أبويا  .. هتشطر على حتة البت الضعيفة اللي كانت بتنفذ الأوامر وخلاص ! 


ثم نظر لها مرة أخرى وعاد حديثه بصوت جدي 


_ سبتها يا رنيم .. أنا مش وحش أوي كدة 


هاجمته رنيم _ بس كنت وحش معايا أوي 


ليجيبها بسرعة وندم ينهش قلبه 


_ غلطان وندمان ندم عمري والله ! 


ثم مسك يديها يضغط عليهما متوسلاً 


_ انسي ارجوكي .. أنا تعبت 


_ وأنا كمان تعبانة 


سحبت يديها وردت بانفعال ليتنهد فواز ويسحب نفس عميق كتمه داخله كأنه سينفجر لو تحدث معها بكلمة أخرى والحياة تذداد ضيقًا ورنيم نفورها منه لا يقل ... 


_______


________



كانت الغرفة مليئة بألوان الزهور، وتفوح منها رائحة الطعام المنزلي. ريهام جلست على الأريكة، تحمل ابنتها أيلا، بينما فوزي يدخل إلى الغرفة، يحمل بعض الأغراض التي طلبتها منه ريهام .



_ إزيك يا حبيبتي؟


سأل فوزي وهو يقترب منها مقبلاً رأسها 


_ محتاجه حاجة تاني 



ردت ريهام بابتسامة مرهقة 


_لا، الحمد لله. بس نفسي في شوية شاي. 


اندهش فوزي قليلاً من طلبها _ شوية شاي! 


ثم ضحك بخفة لتنظر له ريهام نظرة وديعة جعلته يميل ليقبل خدها ثم مال ليقبل طفلته حديثة الولادة 


_ حبيبة بابي ..


أراد أن بحملها لكن ريهام منعته برفق 


_ سيبها نايمة يا روحي 


_ بقت حلوة أوي! 


قال فوزي بينما يلمس بإصبعه وجنتها الناعمة 


_ شبهك 


ابتسم ونظر لها يبادلها الحب 


_ هو أنا حلو كدة ! دي طالعة لمامتها 


ابتسمت ريهام ومالت تضع قبلة فوق لحيته ليقضم شفتيه 


_ لأ متقربيش انتي مني لحد الأربعين 


ارتفعت ضحكتها في دلال ليمتض شفتيه هامسًا 


_ خلي بالك كدة خطر أوي  


تدللت قائلة _ بحب الخطر 


_ هقطعك ماشي كلها كام يوم ! 


ثم مال عليها ليشتم رائحتها فداعب عنقها في طريقه ثم مد يده ليلمسها عدة لمسات رقيقة تعبر عن شوق ناري يحبسه في قلبه 


_ فوزي !! 


صُرع فوزي ما إن دخلت غادة تنادي عليه بصوت مرتفع خافت مقاطعة وصلة العشق بين أختها وزوجها 


في الفترة التي قضتها غادة عندهم قد تعودت على فوزي بعض الشيئ ضمن الحدود بالطبع لكنه كان خير السند والرجل .. دعمها بكل شيئ ولم يبخل عليها أبدًا ومنعها من الرحيل والسكن وحدها بل جمعها مع أختها وعاملها بما يرضى الله واتقى الله في معاملتها وهنا ذاد ندمها على ما فعلته فيه وتسببت به قديما من خراب لحياته وضياع زواجه هو وأختها 


انتفض فوزي الذي صدم من خوفها وقلقها 


_ في واحد بيهددني ! 


قالت غادة في خوف لتحتد معالم فوزي وتنظر لها ريهام في خوف وصدمة 


_ مين دا ؟!


سأل بنبرة حادة لتقول 


_ واحد اسمه عمار المنصور ! 


_ دا صاحب فواز ؟ 


هنا انفتحت عيني غادة وكأنها وجدت الخلاص لتجري عليه وتقترب منه سائلة 


_ أنت تعرفه ! 


قال فوزي _ أيوة بس يهددك ليه دا راجل محترم جدا



قالت ريهام في إرهاق _ اهدي يا حبيبتي متخافيش انتي مش لوحدك 


نظرت لها غادة في قلق ثم عادت لتقول لفوزي 


_ دا عرض عليا الجواز وقالي لو موافقتش هيقتلني 


انصدم فوزي ليقول _ انتي متأكدة انه هو عمار المنصور 


_ آه والله هو حتى شكله صعيدي صح وكان في فرحك !


أكد فوزي على كلامها وريهام توترها يذداد وخوفها على اختها تضاعف 


_ أيوة هو كدة فعلا ... 


ثم صمت فوزي فجأة وكأنه استوعب شيئًا خطيرًا 


_ كان في فرحي .. يعني يوم فرحك انتي وفايز .. يعني شافك وعرف إنك مراة فايز تانية 


احتارت غادة فذلك العمار أخبرها عن هذا الأمر 


_ ودا يخليه يقولي كدة !! إيه المشكلة !؟


_ المشكلة ان أبوه قتل أمه عشان مراته التانية ودخل مستشفى الصحة النفسية سنتين ! 


انفتحت عيني غادة وريهام في صدمة شديدة مما سمعوا وهنا تأكدت غادة أنها تتعامل مع مختل ... 


________


في غرفة النوم كانت رنيم تجلس بهدوء على السرير، تلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تحاول جمع ما تبقى من شتات أفكارها. شعرت بأنها لا تزال تتأقلم مع الوضع الجديد، جسدها متعب وروحها مثقلة.


فواز دخل الغرفة بخطوات بطيئة، عيناه مليئتان بالشوق، وكأن كل لحظة مرت بعيدًا عنها كانت تحمل ثقلًا إضافيًا على قلبه. وقف للحظة ينظر إليها، وكأنه يرى فيها شيئًا فقده منذ زمن. تقدّم نحوها بهدوء، وجلس بجانبها على السرير، ثم وضع يده على كتفها بلطف.


رنيم التفتت نحوه، عينيها تحملان مزيجًا من التعب والحيرة. بادر فواز بالكلام بصوت منخفض، وكأنه يخشى أن يقطع سكون اللحظة 


_ وحشتيني أكتر مما أقدر أوصف.


رنيم نظرت إلى الأرض دون أن تجيب، لكنها شعرت بنبضات قلبها تزداد. كان فواز دائمًا يعرف كيف يصل إليها دون كلمات كثيرة.


اقترب منها أكثر، ويده امتدت لتلمس خصلات شعرها المتناثرة على كتفيها 


_ أنا مفتقدك اوي .. مفتقدنا مع بعض .. محتاجك جنبي مش بس كأم لولادنا لأ كمراتي .. الشخص إللي أنا بحبه 



رنيم شعرت بدفء كلماته يذيب جزءًا من الحواجز التي بنتها بينهما. حاولت التماسك، لكن حين اقترب أكثر، عندما لمست أصابعه يدها، أدركت أنها ضعيفة أمامه.


بهمسة عميقة، قال


_أنا مشتاق لكِ... لمّا كنتِ معايا وبس، لمّا كنا بنفهم بعض من غير كلام. مشتاق أحس إني جنبك، إني ليكي. 


رنيم رفعت عينيها أخيرًا لتنظر في عينيه. شعرت بشيء ينكسر بداخلها، شوق قديم يغمرها من جديد... 


لكنها في آخر لحظة تمنعت في خوف وضعف 



_ مش قادرة ! 


ابتعد ورغبته فيها جعلته يهتف في غضب 


_ انتي بتدمري علاقتنا بالشكل دا 


كلمة تدمير كانت قوية لتقول ساخرة 


_ ااه خدها حجه بقى 


ضيق عينيه سائلاً في ضيق من تلميحاتها ... اوعوا تنسوا التفاعل يا جواهر ومتنسوش ان النوفيلا سعرها ٣٠ جنية عبارة عن ١١ فصل طويل وحلقات اضافية مش هيتنشروا في العام خالص... اللي عاوز يشتريها يكلمنا وتساب 01098656097 


_ اخدها حجة لإيه مش فاهم ؟


تعليقات