الجزء الرابع من الفصل العشرون رواية الرقيقة والبربري
تنهد رامي بعمق، ثم أغلق عينيه للحظة وكأنه يحاول طرد كل الأفكار المزدحمة في رأسه.
زمّ رامي شفتيه بضيق، ثم جذب الهاتف سريعًا ليضعه بين يديه وخرج من غرفة النوم دون أن يلاحظ أحد...
اتجه إلى البلكونة الخلفية حيث السكون نسبيًا، وضغط على زر الاتصال وهو يتمتم في نفسه:
رامي بغضب مكتوم
_ انتي مجنونة...
ما إن ردت حتى بدأت بالصراخ دون مقدمات، وكأنها كانت تنتظره على الطرف الآخر بكل ما في قلبها من نار
_ مش أنا إللي يتعمل فيا كده يا رامي وكله يعدي كده بالساهل؟ تتفضل تيجي دلوقتي حالًا وتعتذرلي إنك سبتني في نص المطار لوحدي وخدت عربيتي ، وإلا والله... والله يارامي، لههد عليك بيت الزوجية اللي ما بتفتكرهش غير كل سنة مرة دا!!
رد رامي بغضب
_ وطي صوتك، إنتي اتجننتي انتي بتكلمي مين كده؟
قالت هيفا وهي تضحك بسخرية
_ بكلمك إنت، اللي مفكر إنك حر أوي وتعرف تعمل كل حاجة من غير حساب ... لا يا أستاذ.. غلطان! وأنا مش لعبة، تتسلى شوية وترميها شوية ... لو مجتش حالا تعتذر ليا هوري لمراتك صورتي وأنا في بيتك !! آه منا نسيت أقولك إني اتصورت في بيتكوا !!
من شدة صدمته ظل رامي صامتًا للحظة، يحاول أن يفكر سريعًا، لكن غضبه وتسارع الأحداث حاصر تفكيره.
رامي بصوت خافت
_اسمعي يا هيفا، دلوقتي مش وقت الكلام ده... مش مناسب إني أخرج أو أسيب البيت.
هيفا بهدوء زائف
_خلاص، ولا يهمك... ساعتها أنا اللي هاجي...وهنشوف لو مراتك وشها اللي زي وش ملايكة زي ما هي باين عليها ، ولا وش نار لما تعرف كل حاجة ...
كاد رامي أن يجن وهو يقول بحدة بينما يراها لا تتراجع عما في رأسها
_ هيفا!! إنتي مش هتكسبي حاجة بالطريقة دي.. لو فضلتِ على العناد ده، هتخسري كل حاجة..
– معنديش مشكلة أخسر أي حاجة بس إلا كرامتي إللي أنت جيت عليها ... تعلالي حالاا مستياك في عربيتي اللي أنت وصلت بيها الهانم ورا بيت المدام وأبوها .. وأهو بالمرة تاخد الحلق بتاعها اللي واقع في عربيتي !
ثم أغلقت الخط.
وقف رامي للحظات جامدًا مكانه، يشعر بأن الخيوط كلها بدأت تُفلت من بين يديه، واحدة تلو الأخرى.
عاد إلى الداخل، متظاهرًا بالتماسك، لكنه في أعماقه كان يعرف أن العاصفة اقتربت...وأن هيفا، هذه المرة، لن تصمت.. كيف سيخرج الآن وقد وعد نور أنه سيظل معها .. أنهما سيقضيا أيامًا سويًا ..
من أين تظهر كل هذه المشاكل ولماذا هو بالتحديد .. من جهه رأفت ..من جهه هيفا .. ومن جهه أخرى مشكلة نور العميقة ! ..
لكنه لغى كل ذلك وحاول أن يفكر في طريقة يخرج بها لهيفا المجنونة ...