الجزء الثاني من الفصل الثامن عشر رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الثاني من الفصل الثامن عشر رواية الرقيقة والبربري 


_ آخر مرة كنت سايبها معاه ! تخيل سبت بنتي في ايد واحد شيطان ، مريض ، واستئمنته عليها وسافرت لشغل .. كان أسبوع .. أسبوع اكتشفت من بعده ان بنتي ... 


صمت رأفت ولمتت عيناه بالدموع .. دموع أب كان عاجزًا عن حماية ابنته .. نادمًا على عدم اهتمامه بها بالقدر الكافي ... 


_ أسبوع اكتشفت بعده ان بنتي كانت بتتعرض للعننف والتحرش كل لحظة فيه .. لوحدها ! طفلة صغيرة لوحدها مع راجل أكبر من أبوها بسنتين .. 


بكى رأفت وسقطت دموعه والحسرة تأكل قلبه .. لم يشفى هو الآخر من هذا الجرح .. أما رامي فكان صامتًا يستمع لكل ملامحه عكست كل معاني الألم والذهول 


_ بنتي فهمت ان اللي بيحصل غلط ... صدمتها الحقيقية كانت كبيرة .. مفيش كلام يقدر يعبر أو يوصف إللي هي مرت بيه لوحدها .. كان الخوف والرهبة ماليين قلبها والرعب بيذيد .. آخر مرة حاول يعتدي عليها .. اعتداء جسدي واضح .. 


كان رأفت يصمت بين الحين والآخر .. يتعب من الذكريات حتى تخنقه الكبمات ثم يعيد ليفضي ما عنده ... أكمل وصوته حمل ألم شديد


_ عايز يقتل طفولتها وبراءتها ... عاوز يدمرها ويدمر روحها ويقتلها بالحياة أو حتى تموت بجد بعد ما يعمل إللي هو عاوزه ! .. بنتي كانت بتقاوم وبتصرخ وبتحاول تستنجد بحد .. تنقذ اللي باقي منها ... 


مسح دموعه التي كادت أن تعيق كلامه ليقول 


 _ لكن ربنا ستر انه كان هو اليوم اللي رجعت فيه من السفر بشكل مفاجئ .. كان بقالها يومين مش بتكلمني ولا بترد عليا ! قلقت أوي وكلمته قالي انها بتروح المدرسة وبتذاكر وبتبقى تعبانة فبتنام مش بتلحق تكلمني .. بس أنا أول طيارة حجزتها وجيت ومقدرتش استحمل وقلبي كان واجعني عليها أوي وحاسس ان فيها حاجة .. ولما جيت ومع دخلتي للبيت ... كنت أنا اول واحد يسمع صراخها وعياطها ! وعمري ما اتخيلت اني اما أطلع ورا الصوت.. ألاقي بنتي وصاحب عمري في الوضع دا ! 



هنا، التقط رأفت أنفاسه بصعوبة، وتلاشى صوته لفترة قصيرة قبل أن يرفع عينيه إلى رامي، وكأنما يحمل له رسالة أليمة .. تخطى وصف المشهد وتخطى كل شيئ .. ثم أكمل 


_ أخدت بنتي بعدها وودتها المستشفى .. والحمدلله اتطمنت عليها وكانت كويسة .. بس للأسف اتعرضت لأنواع تانية من البشاعة والقرف ! ... 


كان يتحدث باشمئزاز شديد ثم عاد ليقول 


_ عاشت بالصدمة دي لوحدها سنين .. مكانتش عارفة تقول لحد ولا أنا كنت هقول لحد .. استحالة حد يعرف انها جرالها أي حاجة حتى المستشفى كل حاجة متسجلتش وكأني مدختلش بيها ...


ثم شعر بالذنب وهو يتمتم


_ بس هي كانت خايفة .. خايفة من الألم والحكم .. من الخزي والعار ! الجرح اللي علم جواها وكسر قلبها ودمر طفولتها وخلاها تبعد عن كل حاجة بتحبها .. المدرسة وصحابها وأهلنا كلهم .. من بعدها خدتها وسافرنا وقطعنا علاقتنا فجأة بكل الناس إللي نعرفهم .. مكونتش قادر احس بالأمان خالص وسط أي حد كنت أعرفه .. لحد ما لقيتها رجتت تضحك تاني ببرائها وجمالها وتملى الدنيا نور زي الشمس ورقتها رجعت تطوف عليا كأنها فراشة جميلة ... 


ارتسمت على وجهه ملامح الحلم وهو يتذكرها عندما عادت تزهر من جديد ... 


_ لكن فضلت خايفة من الرجالة الغريبة لفترة .. لحد ما رجعنا واستقرينا تاني هنا ... وظهرت أنت! كان أول مرة أشوف بنتي واقفة تبص وتتأمل راجل كأنها أول مرة تشوف رجالة ...


ابتسم في آخر كلماته وهو بنظر لرامي ليكمل ساخرًا 


_ ومش عارف عجبها فيك إيه!


كان رامي جالسًا بعيون حمراء، لامعة بدموع مكبوتة، على وشك الانفجار... بدا كأن أنفاسه قد ثقلت فجأة، وكأن الهواء في الغرفة صار خانقًا، لا يُحتمل. عيناه تنظران أمامه، لا تُركزان على شيء، بل تغرقان في مشهد لم يره وهي تتعرض لكل هذه الآلام ، لكنه كُوِّن بداخله الآن بجنون... 


نور؟! نور؟!


الرقيقة... الهادئة... الطفلة التي ضحكت له يوم رآها .. عندما وجد ملاكًا أمام مكتب رئيسه في العمل ... فرحتها الشديدة عندما خطبها، وخافت أن تقترب منه بعد زواجهما... هل كانت كل تلك الرقة ألمًا صامتًا؟


هل كانت تخبئ خلف ابتسامتها خوفًا جاثمًا؟ هل كان ينام بجوار جرح لا يُشفى دون أن يشعر؟! بل ودون معرفته كان يساهم في ذيادة خوفها .. كان سببًا في دخولها بنوبات هلع دون أن يدرك 


وضع يده على فمه، كما لو أنه يحاول كتم صرخة خرجت من أعماقه، وبدأت دموعه تهرب رغماً عنه، تحفر مجرى صامتًا فوق خديه المشدودين بالذهول.


نظر نحو رأفت وقد انكسرت نظرته لأول مرة، كطفل تلقى خيانة من أقرب الناس إليه...


– يعني... يعني أنا طول الوقت ده، عايش مع إنسانة موجوعة ومكسورة؟!مدبوحة !! 

أنا كنت شايف الجرح بس ما فهمتوش وكنت غبي مش فاهم أنا عايش مع مين ؟ ...

وإنت... إزاي؟! إزاي قدرتوا تخبوا عليا كل دا ! دا أنا جوزها ، ازاي قبلت اني أتجوزها من غير ما أعرف هي فيها إيه ؟!


_ محدش خبى عليك حاجة قولتلك نور كانت كويسة وكانت عوزاك .. أنت بتخترع من دماغك وبس ! أنت إللي زوج فاشل . 


قال رأفت يدافع عن نفسه وابنته بقوة لكنه لا يمتلك حجه .. حججه كلها باطلة ! 



تذكر رامي فجأة شيئًا ثم قال بصوت متهدج ومليء بالغضب


_ ازاي .. ازاي الراجل دا عمل فيها كدة ! ازاي سبت نور في كل دا !! 



_ أنا عمر ما سبت بنتي !! أنا مكونتش عارف ... ولما عرفت 


_ ولما عرفت عملت إيه ؟ 


_ دبحته !


هدر فيه رامي بغضب ليرد عليه رأفت بصراخ ... ليُصدم رامي ويكمل رأفت بعيون تلمع بانتقام 


_ دبحته وقطعت جسمه حتة حتة وكل دا مكفانيش ولو رجع للحياة تاني هدبحه وهقطعه تاني وتالت لحد آخر مفس فيا ! أنا شربت من دمه ... عذبته على الحياة لحد ما أتمنى ان روحه تطلع في ايدي .... فصلت كل جزء فيه عن بعضه أدام عينه وبعدها دبحته !!!! 


كان يتحدث رأفت بغل واضح كأنه قاتل متسلسل يستمتع بالدم .. يستمتع بسفك الدماء والأرواح ..


اكملوا للجزء الثاني من الفصل الثامن عشر ... 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.