الجزء الأول من الفصل الثامن عشر رواية الرقيقة والبربري

 الجزء الأول من الفصل الثامن عشر رواية الرقيقة والبربري 



الفصل الثامن عشر من رواية الرقيقة والبربري 


_________


سحب رأفت أنفاسه ببطء، وعيناه تحملان عبء ذكريات ثقيلة طالما حاول دفنها في صمت، ثم بدأ يحكي بصوت خافت يخفي وراءه وجعًا عميقًا 


_ إللي هقوله دلوقتي ميقللش من بنتي في حاجة ولا يعيبها في حاجة .. أنا بنتي متتعيبش وكاملة مُكملة .. 


صمت وتوتر رامي من هذه المقدمة .. لكنه كان ثابتًا .. طال صمت رأفت حتى ظن رامي أنه لا يريد أن يُكمل ... 


_ كمل .. سامعك . 


تنهد رأفت ونظر له في ضيق وكأنه يدفعه لفعل شيئ لا يريد فعله ... 


_ نور بنتي اتعرضت لحادثة قاسية أوي وهي صغيرة ..


قال رأفت في أسف بكلمات مقتضبة أثارت فضول رامي أكثر وقلقه ليكمل حماه 


_ بس هي تخطتها وبقت كويسة وكملت وكبرت وأهي منورة حياتي كلها ... 


_ حادثة نوعها إيه؟ 


سأل رامي ضاغطًا على حماه وهو يراه يتردد كثيرًا في قص عليه ما يريد ... 


نظر رأفت له وطالت نظرته .. لكنها لم تكن نظرة كعادة نظراته القوية الحادة ، قال مرة واحدة كأنه يلفظ شيئ مؤلم بسرعة 


_ نور اتعرضت للتحرش .. 


اعتدلت رقبة رامي وظل ثابتًا بعدها كأن ما سمعه جعله يستقيم وما ان أدرك بشاعته حتى تغلغلت الصدمة داخله وبقى صامتًا بلا رد ... أشاح رأفت بوجهه عن زوج ابنته بينما لا يريد أن يرى هذه النظرة في عينيه .. لا يريد أن يرى هذه الصدمة المزعجة.. ثم قال 


_ واحد كنت أعرفه .. للأسف كان صاحبي .. أكتر من أخويا ! .. 


قرر رأفت قول كل شيئ لرامي والتخلص من هذا السر الثقيل ليكمل


_كنت فاكر اني عارف كل شيء عن صاحبي ، الراجل اللي حطيت فيه ثقتي الكاملة ، واللي أئتمنته على حياتي وبيتي وبنتي التي حبيتها زي روحي... كان بيزورنا كتير ... بيتصرف زي كأنه فرد من أفراد العيلة .. ، عمري ما ظنيت أبدا ان ورا الوداعة والحب دا .. قناع وراه كل البشاعة والقذارة دي !


أخذ رأفت يرتجف قليلاً وهو يواصل، كأن الكلمات تقطر من جرح لم يندمل بعد 


_ كانت نور عندها تسع سنين بس ، طفلة بريئة متعرفش حاجة من الحياة إلا البراءة والطفولة ... مشافتش حاجة من الدنيا لسة .. لسة صافية وقلبها صافي ونقية .. بس صاحبي مكانش كدة ! كان بيقرب منها كتير بحجة انها زي بنته ! يبوسها ويحضنها وبنتي مكانتش فاهمة .. بس في آخر فترة كانت بتضايق وأنا كنت بفكره دلع عيال لأنها طول عمرها كانت بتحبه ... كان بيقرب منها بطريقة مش من حقه انه يقرب بيها ! .. كانت خايفة وحاسة بحاجة غريبة ومش مرتاحة ..


سكت رأفت كأنه كان يمنع دموعه وصوته كله ندم ليعود ويكمل 


_ كانت بتحاول تبعد بس مكانتش عارفة ازاي تحمي نفسها ولا حتى عارفة إذا كان اللي بيحصل دا غلط ولا صح ؟ ماهو كان بيحضنها ويبوسها ويقعدها في حضنه كمان أدامي وعادي ... ماهو صاحبي وزي أبوها! بس بنتي كان عندها إحساس وحش .. كان نفسي أصدق وأختار راحتها وأقوله أبعد متقربش بنتي مش مرتاحة .. بس كنت بسافر وأوديها عنده البيت عشان متبقاش لوحدها .. ! 


ملامح تنهد رأفت طويلًا، وصوته خفت إلى همس


اكملوا في الجزء الثاني من الفصل .. 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.