الفصل الخامس والستون من رواية انحنى من أجل الحب

 الفصل الخامس والستون من رواية انحنى من أجل الحب 


الفصل الخامس والستون من رواية انحنى من أجل الحب 

______________________________

الفصل الخامس والستون
انحنى من أجل الحب

اجتمعت النسوة في فناء الدار الواسع، تحت ظلال السقف المصنوع من الخشب وسعف النخل العالي الذي تميز به فناذ هذا البيت الواسع العريق ، تتناثر الأحاديث وتتعالى الهمهمات ، بينما تُمزج النميمة مع رائحة القهوة العربية الأصيلة  ...

جلست "جميلة" في الزاوية ، بثوبها الأسود الذي لا يخفي سُمرتها ولا يغيّب سكونها، تستمع في صمت لا يخلو من الكبرياء.. 

من اليوم الذي تزوجت فيه تجلس معهم فقط للواجب وحتى لا يُقال عنها ضعيفة أو خارجة عن الأصول .. لأنها متزوجة لرجل هو زينة رجال عائلته... بالنسبة لهم جميعًا لكن بالنسبة لها لا تقيم له وزنًا !

صوت "حفيظة" أخت هارون خرج عاليا من بين النقاش بلهجتها الصعيدية ..  

ـ والله يا بنت خالتي، جال يعني الرجالة ناجصين! ده هارون جوزك ده، حتة من الجمر، وأنتِ... يعني ربنا يعينك!

ثم قالت إحداهن، بنبرة يعلوها التشفّي وتخفي تحتها ابتسامة ساخرة 

ـ سمعنا إن زوجك، هيتجوز بنت البندر... بيجولوا  جميلة ومتعلمة، وتليج به...

ارتفعت الحواجب، وتسارعت الأنفاس، كأن الجميع ينتظر الشرارة.. تعرف تمامًا ما يقصدون ! وبالأساس هو واضح .. 

دائمًا يعايرونها بأنها أقل مكانة منه في كل شيئ .. حتى شكلها ! سمعتها كثيرًا .. لستِ جميلة .. سوداء .. نحيفة لا تمتلكي ملامح أنوثة واضحة .. شعرك مجعد .. دائمًا ما كانت تسمع مثل هذه الكلمات .. لكن ذلك لم يُنقص من اعتزازها بنفسها شيئ قط ! 

لم تُظهر اضطرابًا... رفعت نظرها نحو المرأة التي تحدثت، ثم قالت بصوت هادئ، يحمل بداخل سكونه وطأة لا تُقاوَم 

ـ وهو الجمال وحده اللي يخلي الراجل يحب المرة ؟ 
أنا جوازي من هارون هو اللي صر عليه مش آني ... وجه بدل المرة مرتين واترفض ! لحد ما اتحايلوا عليا أوافج .. 

رأسها المرفوع وصوتها الذي امتلئ شموخ تركهم متصنمين أمامها .. فهي تميزت بكبرياء وشخصية مهيبة ..وفي داخلهم يعرفون جيدًا أنها توافقت مع طاقة وقوة هارون .. لكنهم يأبون الإعتراف !

أكملت بنبرة هادئة قوية 

_ ورغم كل ده ..  مكونتش عمري ضِل ليه ولا في حياته ... إني  ست عارفة جيمة نفسي .. ومش مستنية حد يجول بلسانه اكده ... 

سكتت لحظة، ثم تابعت، تنظر في أعينهن واحدةً تلو الأخرى خصوصًا حفيظة بعدما تحملت كلامهم لأيام عديدة وهن يتحدثن في نفس الموضوع 

ـ يتجوز اللي هو عاوزه  لو دا هيسعده ... بس متفكروش ان جميلة بنت الشيخ عبدالجواد هينة لااه .. 
النسوان الحلوين كتير  ...
أما الستات اللي مبتتكسرش  .. نادرين جوي ! 

ساد الصمت، ولم تعد الأصوات كما كانت
... حتى القهوة في فناجينهن صارت مرة.... ولم تقف لترحل بل أخذت تتناول قهوتها في عيون قوية ومترقبة 
.... 

تنظر لهن في هدوء تخبرهم بجلستها ونظراتها أن كلامهم المسموم لم يؤثر ولو للحظة في مزاجها المعتدل  ... 

_______________________________

_ لا حول ولا جوة إلا بالله العلي العظيم 

قال خالها صابر وهو يضرب كف فوق الآخر بينما أكلها خالها عزت بنظراته وعبدالرحيم وقف ينظر ساخرًا .. هم ان يتحدث لكن نظرة من ابنه هارون أوقفته .. 

اقترب منها جدها عبدالتواب بساقين مرتجفتين 

_ أمك.. أمك اتجوزت تاني !! 

سخرت ملك 

_ معقولة عرفتوا مكاني من الفيديو ومعرفتوش مين اللي كنت برقص معاه ولا اسمه ؟  

هنا تحدث هارون يُذكرهم ويشرح لهم 

_ دا فارس يا جدي إللي كانت بترجص معاه .. يبجى أخوها في الرضاعة ... 

هدرت فيه ملك بغضب ورغم خوفها إلا أن ذلك لم يردع شخصيتها القوية 

_ مانت عارف كل حاجة أهو .. ومقولتش ليه ! سايب كل واحد فيهم يتهمني بحاجة ؟ 

رد ببرود 

_ عرفت من أخوه المرمي تحت .. مش بنشم على ضهر ايدنا انه هيطلع أخوكي في الآخر  .. 

قال خالها عزت في اذدراء 

_ اخس على الرجالة ! دا الأخ في الرضاعة زي الأخ في النسب ! يبجى يخليكي تترجصي أدام الناس !! 

اندفعت ملك تدافع عن فارس أمام هجومهم 

_ فارس محترم جدا وراجل أوي وبيحافظ عليا  

عاد عزت ليسخر 

_ ماهو باين .. باين ياخلفة العار والندامة 

للمرة الثانية يتحدث هذا الرجل لتهتف فيه بنبرة خائفة

_ الله ! ياعم هو أنا أعرفك

_ تعرفيني ولا لاه . كيفي أهزجك اكده .. وتستاهلي  .. 

أجابها خالها بنبرة غرور ليصيبها الحزن مرة أخرى وتبدأ في تهديهم جميعًا 

_ أنتوا مش عاوزني أعيش معاكم ؟ يبقى تكسبوني وتعاملوني حلو وإلا والله العظيم هقول لمصطفى وفارس وييجوا ياخدوني من هنا ويوروكم !

وهنا ضحك خالها صابر ساخرًا 

_ حيلتها المربوط في المخزن ولا حيلتها التاني اللي عيترجص كيف النسوان  ! 

توقف الجميع ما ان ضرب الجد بعصاه في الأرض ثم اقترب منها بخطوات بطيئة .. ثم قال بنبرة قاسية وملامح متوعدة فاجئتها 

_ إحنا وبس عيلتك ورجالتك ! وان جبتي سيرة راجل تاني على لسانك هجطعهولك 

هنا نظرت له ملك في خوف وهي ترى وجهه الآخر يظهر بينما يكمل بصوت أشد  

_ الفجر ده مش هسمح بيه ! مش هسيبك زي أمك! فضلت اجول دلع بنات .. لحد ما جابت العار اللي عشت وهموت بيه ! .. جسمًا عظمًا لأربيكي وأربي إللي يتشددلك 

ارتعش جسدها وهي ترى الجميع ضدها وخصوصا جدا الذي تراه ينقلب عليها هو الآخر فانهارت باكية 

_ أنتوا ليه بتشتموا أمي! أمي الله يرحمها خلاص !! حرام عليكم ... حرام عليكم 

لم يجاوبها أحد ليقترب منها هارون ويقول بهدوء

_ تعالي يا ملك .. بعد إذنك يا جدي هنتكلم مع بعض خمس دجايج 

تحدث عزت في حدة _ تحت عينا ونظرنا يا هارون 

_ حاضر يا خال ..

فهز هارون رأسه قابلاً بشرطه وأخذ ملك يمشي بها في الفناء الواسع وخلفهما خالها عزت ووالده عبدالرحيم ... 

_ الموضوع مش سهل يا ملك .. 

قال لتنتبه على تغير لهجته ليقول 

_ أنا شغلي في مصر .. 

اومأت متفهمة ورغم أنها لا تطيقه إلا أن أسلوبه الهادئ جذبها لتسمع كلامه 

_ بلدنا دي كلها قرايب وأهل .. عيلتي .. وعيلتك .. هما تقريبا البلد كلها .. 

بدئ بكلامه بجملة أدركت بعدها أنه سيتحدث عن الماضي ليكمل 

_ أمك وأبوكي لما هربوا البلد كلها مسكت في بعض ! .. بس العيلة اللي اتأذت أكتر.. عيلة أمك! وانتي عارفة ليه ! الست موصومة بالعار يا ملك حتى لو الراجل عمل نفس الحاجة .. هي بتتعاقب أكتر! 

نظرت للأرض تستشعر كلماته وتعلم كم هو محق وتسمع منه حكاية لأول مرة تسمعها بينما يكمل .. 

_ خالك قتل أبوكي ! 

_ ايه !!! 

قالت وقلبها انتفض كالذي انشق لينظر داخل عينيها ويقول 

_ الله يرحمهم هما الاتنين ويغفرلهم .. خالك دا مات بالمرض وكان ندمان على اللي عمله .. بس الدم عندنا مبيبردش إلا لما ناخد التار .. مش كل الناس كدة دلوقتي ... بس إحنا كدة ! 

أدمعت عينيها بينما يكمل 

_ العيلتين الدنيا هدت بينهم خصوصا لما أمك اختفت خالص وطلع اشاعات انها ماتت ! ... ولما خالك مات بالمرض وندم أشد الندم وقال انه قتله بالغلط .. ولكن لسة فيه نار يا ملك .. والنار دي مش هتهدى إلا لما انتي تتجوزي واحد من عيلتنا ! .. عيلة ابوكي ! .. وتثبتي لكل الناس انك شريفة وأمك كانت شريفة وتردي شرف عيلتك من تاني وتصلحي بين العيلتين .. 

انهى كلامه ليسود الصمت وعييونها تدمع ثم سألت 

_ يعني أنت عايزني اتجوزك ؟

_ مش عايز .. بس لازم ! 

قال لتنظر له وتعود لتسأل 

_ ومراتك ؟ 

كتم تأوهًا في قلبه ثم قال في ألم 

_ مش فارق معاها ... 

ظلت تنظر للأرض وهو أشاح بوجهه عنها ثم رفعت عينيها لتجد خالها يقف هناك .. بعيد وعينه القاسية عليها .. فتشنج جسدها ولاحظ هو فأدار وجهه إليها ليكلمها، لكن انفجرت الكلمات من فمها كأنها كانت مكبوتة منذ سنين

ـ يعني... يعني أنتوا قتلتوا أبويا؟! خدتوه غدر وضربتوه بالنار! 

صوته اختنق، لم يعرف بمَ يرد، لكن الدموع كانت تترقرق في عينيها وهي تتابع 

ـ ورملتوا أمي... وخليتوها تعيش ميتة، خايفة، مطاردة!
وهي أصلاً كانت طفلة، ماعرفتش تدافع عن نفسها...
عايشة في بلد غريبة، بعد ما كانت مع راجل حبته وحبها ، بقى وشها كله حزن، وعيونها مكسورة طول عمرها...

شهقت بمرارة، ورفعت يدها تمسح دموعها بعنف 

ـ وأنا؟!
أنا اللي يتّمتوني!
أنا اللي معرفتش ليّا أصل ولا فصل!
ولا حسيت إن ليّا ضهر!

هتف بصوت مبحوح 

ـ ملك...

لكنها قاطعته، وزادت بصوتٍ أجهش بالبكاء 

ـ وفي الآخر...
أنا اللي أرجع أرد التار؟!
أنا اللي أرجع أتجوز غصب؟!
وأقعد في الصعيد غصب؟!

كانت تنظر إليه كأنها ترى كل رجال العائلة فيه، كأنها تصبّ عليهم ما بداخلها من وجع.

ـ إنت مش فاهم حاجة... إنت حتى مش عايز الجوازة دي، صح؟!

لم يجب.

نظرت إليه برجاء، بنبرة منكوبة 

ـ طيب ليه؟ ليه نكمل؟ ليه نظلم بعض ؟
أنا مش ناقصة...مش ناقصة وجع... لازم يفهموا اني انا عانيت طول عمري .. أنا حياتي اتدمرت بإيديهم لأن لو أبويا كان عاش .. كان زماني عشت في دنيا تانية ! عشت وشفته وشالني ورباني وحسيت بحبه ! حرام عليكوا ! .. 

اقترب منها، ولأول مرة، لم يكن هارون الرجل الصارم أو الوسيم الذي تهابه النسوة.....بل كان رجلًا يرى انكسارًا يشبهه... 

_ معلش يا ملك .. أنا مقدر كل دا .. وأنا ضد.كل اللي بيحصل 

ثم مال عليها قليلاً وقال 

_ ملك أنا بشتغل طيار ! لفيت بلاد العالم وملقتش بلاد متخلفة زي بلادنا ! .. ومش عارف أعمل إيه وللأسف لازم أطاطي وأعمل زي ماهما عاوزين وإلا هيكملوا في اللي هما عاوزينه .. وشرف العيلة هيبقى في الأرض ! والدم هيذيد من تاني ! ..

ابتلع ما فيه حلقه وهو يراها مستمرة في البكاء المكتوم 

_ ملك أبويا هو اللي سعى للصلح دا .. انا تهو تعبنا على ما اقنعنا عيلتنا ان الدنيا تهدى واننا نتجوز .. آخر مرة شوفنا صورة ليكي كنتي في الجامعة ومن بعدها اختفيتي ! من وقتها وكأننا لقينا الحل اللي هتتحل بيه كل المشاكل وينتهي بيه التار.. 
 ودا حصل لما شوفنا الفيديو بتاعك .. وعرفنا مكانك .. 


لم تجيب على ما قال فقال بصوت منخفض، هادئ لكنه مهزوم

ـ وأنا مش ناقص كمان يا ملك.

صمت لحظة، ثم تابع 

ـ لو الأمر بإيدي، ما كنت اتجوزت... لا أنتي، ولا غيرك.
بس إحنا الاتنين، بنتحاسب على حاجة ما عملناهاش.

نظرت إليه، والدموع تتساقط على وجنتيها دون توقف.

قال وهو يشيح بوجهه بعيدًا عن عينيها 

ـ بس طالما الزمن دا قدرنا بقى .. يبقى على الأقل...
نخفّ على بعض شوية .

سكتت، لكنها كانت تسمعه بقلبها قبل أذنها...
ولأول مرة، شعرت أنها ليست وحيدة تمامًا... فهو هنا كشف لها عن نواياه .. عن جزء آخر هادى يتألم لم تكن تراه فيه .. فمنذ الساعات الفائتة التي رأته فيها وهو عنيد وقوي ... نظرت له وغصة في حلقها .. ثم صمتت ولم تعطه إجابة... 


____________________

_ تليفون مصطفى في قرية قنا ! 

_ قنا ! 

قال فارس فردت عليه شمس في حيرة وعادت لتسأل 

_ إيه اللي هيوديه قنا !! 

كان فارس مرهقًا... لم ينم هذه الساعات خصوصا أنه اكتشف الأمر فور عودته من السفر .. 

عقله بدأ يفكر ولم يجيب على شمس التي كان القلق يأكلها ... 

رفع فارس هاتفه بسرعة وبعد ثواني هدر في سرعة 

_ ملك كانت منين بالظبط في الصعيد تعرفي ؟ 

_ فيه ايه يا فارس خضتني !

أجابت في قلق بينما يتحدث بهذه الحدة ليرتفع صوته قليلا غاضبًا 

_ رحمة بعد اذنك ردي حالا !! 

توترت رحمة ثم قالت 

_ أنا معرفش منين بالظبط ومش فاكرة بس أمها وأبوها من قنا .. فين في قنا العلم عند الله ! 

 أغلق فارس الهاتف فورًا ثم أغمض عينيه وأرجع رأسه للخلف وهو يستند على الأريكة لتقترب منه شمس وتتردد .. هل تربت على كتفه أم لا لكنها فعلت أخيرًا لكنه لم يتجاوب لتتجرأ أكثر وتقترب منه أكثر وهي تهتف بصوتها الرقيق 

_ في إيه يا فارس ؟ حصل ايه؟ 

لم يجيبها لتقترب منه أكثر وتهمس 

_ فارس ... رد عليا !

_ أنا بجد مبقتش قادر لكل المشاكل دي .. 

قال فارس في ارهاق وهو يدعك عينيه فربتت فوق كتفه حتى لمست اصابعه رقبته .. وهنا نظر لها فارس نظرة عميقة للحظات قبل أن تجده يشدها ليحضنها !!! 

لم تستطع الحراك وقد ضمها بشدة لكنها كانت مصدومة من تصرفه .. مصدومة وفي نفس الوقت لا تصدق أنها أخيرًا بين زراعيه .. 

ظل فارس ساكنًا في حضنها، وصدره يعلو ويهبط ببطء، كأن دفء لمستها أعاد له جزءًا من إنسانيته المفقودة.
لكن شيئًا تغير فجأة...

تحرك جسده قليلًا، وارتجفت أنفاسه على رقبتها.

رفعت "شمس" وجهها لتلقاه قريبًا جدًا... أقرب مما توقعت...نظرته كانت غريبة...نظرة مشتعلة، ورائها كلمات لم يتفوه بها لكنها سمعتها ... 

عيناه تبحثان عن خلاص، وشفتيه توشك أن تنطق بشيء لا يُقال... اقترب من شفتيها التي سحرته .. 

مدّ يده ببطء ولمس وجنتها... لم تبعد.
كانت مجمدة، مشدوهة، قلبها يدق بقوة مرعبة.

اقترب أكثر، وصوته خرج كهمسة حارقة...

_ انتي حلوة أوي .. ببص للشفايف دي بنسى كل حاجة .. بقول تولع الدنيا باللي فيها .. طعمهم وحشني أوي 

شعرت بأنها تذوب بين يديه وهو يتلمس وجنتها بأطراف أصابعه وهمسه الساخن فوق شفتيها ولم تستطع المقاومة ولا حتى إبعاده .. ليقترب من أذنها بينما يضم خصرها له ويقول بصوته المغوي .. 


_ هيحصل إيه لو دخلنا جوا شوية ؟ 

لم يكمل.
لكنها فهمت.

فهمت نظرته، لمسته، رعشة صوته... طلبه الأخير! 

كل خلية في جسدها فهمت.

وشعرت بلحظة رغبة عارمة، اندفعت منها وإليه، لكن... في اللحظة التالية، غابت نظرتها.

أبعدت وجهها فجأة، ونظرت بعيدًا.

ـ لأ يا فارس...

صوتها خرج ضعيف، لكنه حاسم.

هو لم يتحرك، فقط ظل ينظر لها، يتنفس بصوتٍ عالٍ، كأن الرغبة تسري في عروقه كنار، لكنه لا يستطيع الاقتراب منها دون أن يحترق.

قالت بهدوء مكسور .. 

ـ أنت لسه شايفني نفس البنت ...اللي كنت فاكرها رخيصة وسهلة.

أغضى عينيه، كأن كلماتها طعنته.. هو حتى لا يعرف كيف طلب ذلك لكنه ... لكنه شعر بأنه يريدها .. يريد كل شيئ فيها ! .. حاول التبرير 

ـ شمس... مش كده ...

لكنها نهضت، وقفت أمامه، تحاول تخفي ارتجافها 

_ ممكن أعرف ملك فين ؟ 

غيرت الموضوع بعدما وقفت وابتعدت ليجيبها 

_ عند أهلها في الصعيد .. ولازم أروح هناك حالا لأن معرفش هما ممكن يعملوا فيها ايه !

هزت رأسها وشعرت بالإطمئنان قليلاً لأنه على الأقل ارفوا أين هي ثن قالت بوجه صارم 

_ تمام تقدر تمشي .. اتفضل ! 

هل هي طردته لتوها !!... نظر لها لا يصدق أنها تقول ذلك 

_ انتي بتطرديني ! 

_افهمها زي ما تفهمها المهم تطلع برا 

قالت ببرود ليقف ويقترب منها يشدها من رسغها بعنف 

_ دا بيتي على فكرة ! عيادتي ! فاكرة عيادتي إللي قفلتهالي ولهفتيها مني في الآخر؟ 

قال بنبرة معايرة يذكرها بالماضي لتنظر له في احباط من أفعاله معها لتقول 

_ خلاص يبقى أنا اللي امشي 

_ اترزعي هنا 

ثم دفعها لتسقط فوق الأريكة ووقف أمامها.. هم ليتحدث لكن هات آخر أوقفه ليفتحه وهنا أتته صدمة أخرى.. 

_ فارس باشا ! غالي هرب ! غالي اللي كنت بتسهر معاه هو نفسه إللي كان بيأذي مدام شمس وابن خالتها !! أنا جاي حالا وأرجوك اقفل عليك انت ومدام شمس كويس أوي لحد ما اوصل أنا والرجالة ! 

صدمة أخرى وقعت فوق رأس فارس ! ... جعلته ينظر لشمس بعيون مفتوحة وقلب ينبض بعنف .. 


_____________________________


فصل قصير عارفة وكان نفسي اكتب أحداث أكتر بس بجد مشغولة جدا ان شاء الله اعوضكم❤️❤️🤍💎

بحبكم يا جواهر الكوكب الأبيض 💎 🤍 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.