الفصل الخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
لكنها فاجئنه عندما تخلت عن التلميحات وقالت في صراحة وانفعال
_ ياترى بقى هتتجوز عليا تاني ! ولا هتخوني ؟ عادي أنت عملت الاتنين قبل كدة !
لم يتحدث فواز لتقول رنيم في انفعال
_ كل دا عشان عاوزة وقت .. عشان لسة خايفة منك .. وكله بسببك !
نظر لها في خذلان فما زالت لا تثق فيه .. لا زال قلبها يذيقه لوعات القسوة والشوق
_ سامحتي كل الناس .. كل اللي أذوكي إلا أنا
_ عشان أنت أهم وأغلى واحد فيهم .. الغلطة منك كبيرة أوي
ردت رنيم ليهز رأسه لا يستطيع تحمل قسوتها بعد الآن
_ حرام عليكي
قالها في حزن واحباط ووقف مبتعدًا عنها لتقف أمامه بقامتها القصيرة تسأله في شك
_ مش هتقدر تصبر !
_ أنا مش حيوان كدة !! أنا عاوزك عشان بحبك
ارتفع صوته هذه المرة لترده له بنفس الطريقة
_ حتى دي مش متأكدة منها
_ بعد كل دا !
قال فواز بأعين حمراء تلألأ فيها الدمع ثم خرج وتركها بعدما أعطاها نظرة جعلتها تندم على ما قالت
_ فواز !
نادت عليه لكنه خرج لتقرر أنها ستصلح خطأها ولن تتركه ..
التقطت وشاح الصلاة ثم نزلت خلفه بسرعة
_________
_ إيه الورق دا ؟
سألت فوزية التي تفاجئت من غياب زين عن الفراش لتتفاجئ بوجوده في المكتب حتى هذه الساعة المتأخرة
_ زين رد !
لم يجيبها زين ولكن بعد سؤالها مرة أخرى تنهد ثم قال في برود
_ دا ورق طلاق
_ طلاق ! طلاق مين ؟
شعرت بالغرابة ليقول
_ طلاق فواز ..
انصدنت فوزية وأصبحت تهدر لا تصدق هوسه بهذه العلاقة
_طلاق فواز !! دول لسة متجوزين وعندهم أطفال ! لسة عاوزيهم يبعدوا عن بعض
_ خلفت وخفت وبقت كويسة.. خلاص وقتها خلص معايا وسكتلها كتير .. نسيتي الإهانة إللي وجهتهالي .. دي لو طالت شوية كمان هتطردنا
قال زين الدين بنبرة قاسية لتهدر فيه فوزية ولم تعد تتحمل
_ حرام عليك بقى أنت إيه..سيبهم يعيشوا
رفع رأسه متجاهلها لتغمض عينيها ثم تمتمت
_ رنيم مش زيها !
احمر وجه زين الأبيض محذرًا وكأن كلماتها خطوات تسير بها فوق الألغام
_ متتكلميش في الموضوع دا يا فوزية
_ متكلمش!! ليه متكلمش .. مانت أهو عمال تدمر في حياته ومش سايبه في حاله .. واخده بذنب أمه
_ أنا بحب إبني وعاوز أحميه
اقترب منها يهدر في عنف لكنها لم تتوقف وكأنها لابد لها ان تصنع له موقف ليتوقف عنده
_ تحميه ! تحميه من مين ؟؟ إللي باعوك وباعوني يا زين بطل تشوفهم في وش أي حد وضعه زيهم
_ كلهم طينة واحدة وأنا مش هستنى لما تاخد عياله وتهرب بيهم
_ مش كل الناس زيها ..
صرخت فيه ليبادلها الصراخ ولأول مرة بعد هذه السنوات أصواتهم ترتفع ضد بعضهم بهذا الشكل العنيف
_ لأ زيها وأسوء منها .. أنا هقول لفواز
اعطته ظهرها لترجل لكنه شدها
_ هتقوليله إيه؟
_هقوله على اللي بتخطط ليه
هددها زين _ لو قولتيله يبقى تودعيه من دلوقتي
نظرت له في ألم ثم قالت في خذلان .. فمازال يهددها ومازال يجرحها لتهمس بصوتٍ متألم
_ إيه؟ هتقوله إني مش أمه !
صمت زين وأدرك خطأه حينما رأى الألم متجسدًا في عينيه لتعود وتسأل بدموع سقطت دون أن تدري
_ هتقوله إيه يا زين !!!
لم يجيبها ليرتفع صوته حتى كاد أن تنقطع أحباله وكأنها تودع في هذه الصرخة تعب وتحمل سنوات
_ هتقوله إني مش أمه ! هيهون عليك تقوله أمك رمتك وهربت مع راجل تاني وسرقتنا !
اقتربت من زين تسأل في حرقة
_ ما ترد عليا يا زين هيوصل بيك الكره للدرجادي !
أنت سكت كل السنين دي عشان عارف إن أول حد هيخسره هو أنت .. متهددنيش تاني يا زين !
انفتح الباب فجأة لينظرا الإثنين نحوه وكأن أرواحهما انسحبت
_ فواز !
نظر زين الدين ليجد فواز إبنه يقف عند الباب مصدومًا بل مشدوهًا
تجمدت فوزية ووضعت يديها فوق فمها من هول الموقف وزين كأنه فقد قدرته على الحديث لكن قدميه تقدمت خطوات لا إرادية تجاه فواز ليجده يتراجع خطوات للخلف كالمنساق ولم يبدي أي ردة فعل وهنا شعر زين أنه خسره .. خسره للأبد !
_ فواز!!!
نادت رنيم التي وقفت خلف فواز على بعد عدة خطوات
التف لها فواز ولم يدري بنفسه إلا وهو بين زراعيها تضمه إليها ودموعها تسقط في قهر وحرقة لا تصدق ما سمعت ورأت
تلاقت عينيها الغاضبة والمقهورة بعيون زين الدين الذي تمثل الرعب والذعر فيهما بينما هي تنظر له في كره وفواز بين زراعيها مستسلم تمامًا لها !
______
** نهاية الفصل *
الرواية بتروح مني 😭❤️
_______