الفصل الثالث والخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثالث والخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات 


بعد أن قضوا وقتًا معًا، كان فواز مستلقيًا بجوار رنيم، أنفاسه بدأت تهدأ تدريجيًا بعد العاصفة التي اجتاحته. تلك اللحظات كانت محاولة من رنيم لتخفيف العبء الثقيل الذي يحمله قلبه. شعرت أن تلك اللحظات ساعدته في التخلص من بعض الضغوط والغضب الذي تراكم داخله.


رنيم، وهي تحتضنه بلطف، شعرت بدفء جسده وهدوئه الذي بدأ يسود المكان. لم تقل شيئًا في البداية، تركته يتنفس بعمق في حضنها. كانت تدرك أن هذه اللحظات أكثر من مجرد تواصل جسدي؛ كانت تهدئة لروحه المرهقة. وضعت يدها بلطف على شعره ومررته بين أصابعها، ثم همست له بحنان 


_ أنا هنا معاك دايما يا فواز 


فواز، رغم تعبه العاطفي والجسدي، شعر براحة حقيقية. ربما لم تُحل جميع مشاكله ومازال ما اكتشفه يحرق روحه ، لكن في هذه اللحظة، شعر أنه أفرغ جزءًا من الضغط. كان جسده مسترخيًا، وعقله بدأ يتنفس ببطء. رنيم لم تكن فقط شريكته في اللحظات الصعبة، بل كانت ملاذه الآمن.


احتضنها بقوة، وقال بصوت خافت مليء بالامتنان والشكر لها


_ انتي كل حاجة أنا محتاجها دلوقتي ... 


سخونة أنفاسه التي شعرت بها فوق صدرها دغدغتها لتغرق يديها الرقيقة داخل شعره ثم قبلته بعمق هناك تستنشق رائحته 


_ كنت واحشني أوي 


قالتها بصوتٍ ناعس مشتاق لينظر لها بعيونه الذابلة ثم اعتدل ليسند بكتفيه على الفراش لتنظر لعضلات جسده وعرض كتفيه لتشعر بالضعف الشديد بينما يعتليها وكانت لحظة ثم الأخرى كان يأخذها في قبلة غيبتهما عن الواقع مرة أخرى 


_______



_ بابا! بابا! 


صرخ فايز، وركض نحو والده الذي لم يستجب. تملكت الدموع عينيه، وحاول أن يهز والده ليوقظه، لكن دون جدوى. 


_ ماما ! 


صرخ فايز، بينما كانت والدته تراقب المشهد بقلق متزايد. 


_ اطلبي اسعاف 


 قال فايز بصوت مرتجف، وهو يحاول السيطرة على خوفه. في تلك اللحظة، اتصلت فوزية بالطوارئ، وكانت تتحدث بسرعة، لكنها كانت تبكي، مما جعل فايز يشعر بالعجز.


بعد دقائق، وصلت سيارة الإسعاف، وأخذ المسعفون زين الدين إلى السيارة. كانت فوزية تعاني من الانهيار، وفايز يحاول أن يكون قويًا رغم كل ما يحدث. 


_ بابا 


قال فايز وهو يمسك بيد والده وقلبه كان يعتصر من الألم. 


عندما وصلوا إلى المستشفى، نقلوا زين الدين إلى غرفة الفحص، وبدأ الأطباء في تقديم العلاج. كان فايز يتبعهم بخطوات مترددة، بينما كانت والدته تبكي في زاوية الغرفة.


_ بايا هيبقى كويس ان شاء الله يا ماما 


 همس فايز لوالدته ، لكن قلبه كان مليئًا بالخوف. 


بينما انتظروا الأخبار، كانت والدته تمسك بيده، وكأنها تحاول أن تجد القوة في ابنها. كانت دموعها تتساقط، وكانت تشعر بالذنب لأنها لم تتمكن من حماية عائلتها التي تحطمت فوق رأسها ! 


بعد فترة، خرج الطبيب ليخبرهم أن حالة زين الدين خطيرة ويحتاج إلى المراقبة. شعرت فوزية بالرعب مما سمعت وهتفت بصوتٍ متألم 


_ زين ! 


 اعتصر الألم قلب فايز لينظر لأمه وترتفع نبضات قلبه فضم أمه لصده وقف وحده وهاتفه ارتفع بالرنين 


_ بابا كويس 


قال فوزي الذي جاء يلهث ما إن أخبره فايز بما حدث لتبكي فوزية قائلة 


_ زين حالته خطر أوي يا فوزي 


ربت فايز فوق كتفها وفوزي وقف مصدومًا لا يصدق أن والده في خطر


_______


ريم كانت في المنزل حائرة ومنظر أفراد الإسعاف وهم يخرجون زين على الحاملة وصوت سارينة الإسعاف قبضت قلبها والهرج الذي حدث في المنزل جعل أطفالها يستيقظون ويخرجون من غرفتهم ليروا مشند أبيهم وهو يسعف جدهم فضمتهم لها ولملمت الوضع 


أدخلتهم الغرفة وجلسوا في خوف ثم سألوها 


_ جدو مالو يا مامي 


قالت ريم 


_جدو ان شاء الله هيكون كويس هو بس زعلان شوية 


اقتنع الأطفال بإجابتها ولم يزعجوها كثيرًا فقالت في رفق 


_ يلا حبايبي عشان تكملوا نوم .. خليكوا هنا النهاردة 


توجه الأطفال للفراش الواسع وناموا عليه لكن فجأة توقفت رقية ثم قالت 


_ البيبي هنا ! 


قالت بعدما رأت فراش حبيب وعزيز فتوجهت جريًا نحوهما في حماس شديد 


نظرت لها ريم التي تستغرب دائمًا حماسها الشديد تجاه الطفلين لتقول رقية بحماس 


_ مامي ممكن أشيل عزيز 


تفاجئت ريم _ انتي عرفاهم من بعض !.



_ أيوة أنا عارفة عزيز 


انصدمت فهي ظنت أن رقية تعرف الأطفال بسبب أنها عندما تراهما يخبروها أن هذا حبيب وهذا عزيز ... 



_ عزيز يا مامي مصحاش إزاي! 


تسائلت رقية التي لم ترى عزيز كعادته يستيقظ من أقل صوت ويبكي لتنظر لها ريم ثم تركتها وخرجت من الغرفة لتتصل بفايز وتطمئن على حالة زين 


_______


بعد عدة أيام كانت حالة زين مازالت كما هي وفواز في غرفة رنيم لا يخرج منها ولا يتخطى الباب .. رنيم فقط من تخرج لترضع الأطفال وتهتم بهما وتجلبهم لفواز ليراهما ويشعر بهما لكن لم يكن لديه طاقة لممارسة دوره كأب بتاتًا بل كان يريد من يعتني به ولم يسمح لأحد أن يقترب منه سوى رنيم ورفض كل محاولات فايز للوصول له ومحادثته وكذلك فوزي الذي صُعق بعدما حكى له فايز ما حدث والذي هو سبب في عزلة فواز ومرض أبيهم ...


*يلا استنوا الفصل الجاي 🤍🤍💖*

تعليقات