الفصل الثاني والخمسون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات
لم تقف طويلاً وبسرعة ضمته إليها وهي تشعر أنه مسؤول منها في هذه اللحظة .. مسؤولة أن تعيد له استقراره وسعادته وتوازنه .. أن تطمئنه .. شعرت بمشاعر الزوجة التي تريد فعل أي شيئ لتجمي زوجها ونست رنيم كل أفعاله السابقة وحزنها منه ولم تحتمل انهياره بهذا الشكل الذي لم تراه من قبل في حياتها ولم تتوقع أن فواز زين الدين سيبكي يومًا بهذه الطريقة .. وكأن فواز بقوته وصلابته حرم نفسه من حقه في البكاء والانهيار !
تركته يبكي بينما هي تربت علي جسده في صمت وتوزع قبلات حنونة امتزجت مع دموعها وهنا بدأ فواز يتحدث أخيرًا في مرارة وهو يرى عمره الذي ضاع وطفولته التي تدمرت بسبب تربية أبيه السيئة والقاسية
_ عشان كدة كان بيقسى عليا ! أنا بالذات
ضمته له ولم تقاطعه بينما يقول في قهر .. قهر طفل تربى على الشدة ... حُرم حتى من اللعب مع أبناء سنه .. حُرم من مخالطة الآخرين ...
_ عيشني حجات محدش يعرفها .. مكانش لازم أعيش كدة !
_ فواز
نادت عليه في حزن لكنه استمر في حديثه لا يصدق ما جرى له
_ أنا.. أنا مش مصدق ! يعني هي مش أمي! إزاي؟ إزاي فوزية مش أمي!
صمت وارتفعت شهقات رنيم ليعود ويردف كالتائه
_ حاسس إن حياتي مش حقيقة !
هنا رنيم لم تحتمل واعتدلت لتمسك وجهه بين يديها في شراسة وهتفت بين دموعها
_ حقيقة .. أنا حقيقة وولادك حقيقة .. عيلتك الحقيقية موجودة
نظر لها في ضعف لتكمل بقوة أكبر
_ عندك زوجة بتحبك وبتموت فيك وعندك ولدين زي القمر شبهك بالظبط هتعيش وهتحبهم وهتربيهم أحسن مانت اتربيت وهيحبوك وعمرك ما هتزعلهم ولا هيزعلوك
أردف فواز في ألم
_ ليه عمل فيا كل دا ! بينتقم منها فيا !؟
_ محدش يقدر ينتقم منك ولا حد يقدر يعملك حاجة .. أنت جوزي وأنا مراتك
كانت إجاباتها تقويه وتمنع عنه الضعف بينما هو كل مرة يدرك شيئ مؤلم يخبرها به كأنه تعود أن يجد دواءه دائمًا عندها
_ كان عاوز يفرقنا دايما
قال لتجيبه في إصرار
_ محدش هيقدر يفرقنا عن بعض
تذكر نفورها الدائم منه ليقول
_ بس انتي كمان بتكرهيني دلوقتي
هزت رأسها رافضة ما يقول وهتفت بعشق أهلكها
_ أنا مبحبش حد في الدنيا أدك! بحبك اكتر من ولادنا .. أكتر من نفسي .. أنا قدرت على فراق أهلي بس مقدرتش على فراقك .. أنا بحبك حب مريض ، حد غيري كان بعد ومشي ومتحملش ومقبلش أي حاجة من إللي أنا عشتها بس أنا مريضة بيك
كانت كلماتها دواءًا لقلبه الذي تشبع من حبها ونظراتها وجنونها بحبه وتعبيرها القوي عنه لتكمل رنيم في شراسة
_ أنا حبي لواحدي بحب مليون غيري !
ثم ضمته إليها وقبلته بعنفوان وشوق لتختلط دموعها بدموعه وتترك نفسها كليًا له تقدم له كل أنواع الدعم بشكل مهول .. تريد أن تقدم له كل ما لديها حتى يرضى .. تريده أن يسعد .. ولأول مرة منذ عام يجتمع فواز ورنيم في غرفتها الضيقة فوق سريرها الصغير !
____
_ ازاي تعمل فينا كدة ! ازاي كدبتوا علينا وخبيتوا كل دا
قالها فايز الذي اقتحم غرفة أمه وأبيه لأول مرة في حياته دون الطرق ودون استئذان ولأول مرة يرتفع صوته عليهما
نظرت له فوزية ذات العيون الحمراء بينما يكمل ابنها موجهًا كلامه لزين الصامت بلا ملامح
_ أنت مفكر ان فواز بس هو اللي هيزعل ! إحنا اكتشفنا إننا كلنا عايشين في كدبة
لم يلقى رد ليغضب أكثر
_ ليه عملتوا فينا كدة ... أنت عارف فواز حالته عاملة إزاي دلوقتي ؟
بكت فوزية ثانية وحاولت أن تقول أي شيئ لكنها لم تستطع إخراج أي كلمة منها
اقترب فايز من زين وقالت
_ كل حياتك بتحاول تبوظله حياته وتضيع منه مراته عشان إيه؟ إنت ليه قاسي كدة ! ليه دايما بتبقى عدو أكتر من إنك أب ...
صمت منتظرًا رد لكنه فجأة وجد ملامح وجه تبهت أكثر من ذي قبل وعينيه شرعت في الإغلاق وجسده بدأت البرودة تسري فيه فهتف فايز في رعب
_ بابا
_ زين !!
صرخت فوزية ما إن رات زين يغيب عن الوعي وقد أدركت فورا أن زين يعاني من أزمة قلبية !
______
فصل صغير موووت عارفة بس تصبيرة 💎🤍
لو سمعت تشجيع هنزل كمان فصل😅💖
نهاية الفصل
_____