الفصل السابع والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السابع والأربعون بعد المائة من رواية عشق أولاد الزوات 


تعالوا تلجرام .. اسمه RAKAFALEF  اكتبوا اسمه في البحث هيظهر تعالوا انضموااا.. 

_ أنت مين ياض !؟ 


سألت غادة في غضب ليقترب منها ويغلق الباب خلفه لتنظر له وتبدأ ملامح الخوف تظهر على وجهها فارتفع صوتها تنادي 


_ يا 


وقبل أن تكمل كان قد انقض عليها يكتم فمها بكف يده مستفهمًا بأعين تطلق الشرر 


_ مين دا إل ياض يا بت !!؟ 


تجمد جسدها من الرعب ليكمل  بنبرة ظهرت فيها عشوائيته


_ ميغركيش البدلة والجرافتة دا أنا جايبها من تحت أوي ! 


لأول مرة تهاب رجل لهذه الدرجة .. لم تكن نظراته عادية بل كان كأنه وحش كاسر.. سألت في خوف ونبرة مهزوزة 


 _  أنت مين و عايز إيه !؟ 


_ أنا عمَّار باشا  .. 


رد بصوته المهيب المتفاخر لتتعلق عينيها به وانحبست أنفاسها داخل صدرها ليحمر وجهها وينظر الآن لشفتيها التي انتفخت من شدة التوتر والخوف ليقول في غضب امتزج بالإعجاب لكنه لم يمنعه من عنفه وتحفزه الغريب تجاهها 


_ الكلمة إللي انتي قولتيها دي تطير فيها رقاب ! 


افلتها لترتد خطوات للخلف وهو جلس فوق الأريكة المريحة  رافعًا رأسه في شموخ واضعًا قدمًا فوق الأخرى  وعينيه مسلطة فوقها .. 


أما غادة التي استوعبت ضعفها الشديد أمامه حاولت استعادة قوتها وقالت 


_ أنت مفكر الشغل دا هيدخل عليا ! 


نظر لها دون رد لترد له جملته


_  لأ أوعى البدلة تغرك


نظر لها في احتقار 


_ عارفك .. سمعتك سبقاكي !


شعرت بالغرابة من حديثه ليكمل في إذدراء 


_ كنت في الفرح .. قصدي الفضيحة ! 


صمتت غادة وشعرت بالصدمة ليكمل 


_ بالذمة  مش مكسوفة وانتي واخدة راجل من على مراته وعياله لأ وعاملة فرح ويوم فرح أختك كمان .. يا بجاحتك ! 


اندهشت غادة مما يقول لتنصعق من وقاحته وجرأته في الحديث لتهز رأسها عدة مرات قائلة بانفعال 


_ أنا مش هشتغل معاك


صدر عنه صوت ضحكة خفيفة ساخرة


_ فواز كان عنده حق .. انتي مرة فاضية مش بتاعة شغل ! 


شهقت غادة ما إن استمعت لألفاظه ليقول 


_ مالك يابت لتكوني بتختشي ولا بتستحي واني مش  داري ! 


انفتحت عينيها ولهجته الصعيدية ظهرت في خشونه واستهزاء لتذداد صدمتها وتهز رأسها تفكر في حسرة وقلبها يدق بعنف في صدرها 


_ عشان كدة فواز الكلب مكانش معارض ! .. قاعد مستريح بعد ما كان مش طايق خيالي في الشركة ! 


بل وتذكرت أن فواز تحداها .. ذلك الثعلب الماكر الذي لا يترك شيئ يمر مرور الكرام .. من عملها معه عرفت عنه أنه رجل آخر وقت العمل يتحول ولا يقبل الخطأ ولا يسمح لأي شيئ يؤثر على عمله .. لم يريحها خلال عملها  وتواجدها في الشركة وفجأة وافق أن تقدم على خطوة كبيرة وهي استقبال أحد أكبر العملاء في مكتبها الشخصي .. ظنت أنه استسلم لكن فواز لا يتعب ولا يمل ويعشق التحديات .. وها هي تكتشف أنها أمام كارثة ..  


رجل وسيم بملامح حادة ونبرة قوية وخشنة بل ويبدو أن أصوله صعيدية لتشعر بالأسى فلم تكن هيبته ينقصها فخامة أصله فرائحته المهلكة تفوح منها غيوم الشر ! 


_ أنت عاوز مني إيه ؟


سألت في ترقب ليتنهد ثم قال في برود 


_ أتجوزك ! 


انفتحت عينيها للمرة الثانية بقوة كبيرة ليكمل في راحة أشد رغم قوة صوته وجديته 


_ وان موافجتيش .. هجتلك ! 


_____


_ إزاي سبتها تعمل كدة أنا بجد مش مصدقك 


قال فايز بينما جلس أمام فواز في مكتبه واليوم هو يوم استقبال العميل ليقول فواز 


_ أنت عارف أنا باعتلها مين ؟


_ أيسر شاهين !


قال فايز ببساطة فهو يعلم من قبل اسم العميل ليغمزه فواز مصححًا 


_ تؤ .. عمار 


لم يستوعب فايز ليداعب فواز القلم بين أصابع يديه متذوقُا حروف إسمه بينما ينطقها 


_ عمار المنصور ! 


انصدم فايز وهتف في تفاجئ


_ عمار المنصور ! دا عايز يتعالج يابني بعته إزاي دا مجنون 


قال فواز بابتسامة خبيثة 


_منا باعته عشان كدة .


_ لأ يا فواز غلط كدة 


رفض فايز ليقول فواز 


_ إيه يا باشا قلبك حن 


نفى فايز 


_ لأ بس الراجل دا عنيف جدا دا بيتخانق أكتر ما بيشتغل 


تنهد فواز ثم قال بلهجة آمرة جدية 


_ فايز .. طلع نفسك من الحوار دا ولا تكون حنيت بجد 


_ والله العظيم أبدا  


قالها فايز بصدق فهو لا يشتاق لها ولا يهتم لأمرها أبدًا لكنه أيضًا لا يريد لها الأذى بهذا الشكل ليكمل مفسرًا موقفه 


_ أنا مطلقها بالتلاتة وبحب مراتي جدا ومستني ولادي ان شاء الله  .. بس بردو مهما كان مينفعش تبعتلها واحد زي دا هي مش عدوتنا وبنت لوحدها أدام واحد مجنون .. 


استنكر فواز الذي لم يحب صداع الرأس الذي يجلبه له فايز 


_ أنت ليه بتتكلم عنه كأنه مجرم دا عمار يا فايز .  ولا عشان معلم عليك قبل كدة ! 


_ مين دا إللي معلم عليا !!؟


سأل فايز في غضب ليقول فواز باستفزاز بينما يتحرك بكرسي مكتبه المريح يمينًا ويسارًا باستمتاع 


_ عمار .. دا تلاقي الضربة لسة معلمة 


_ أنا كمان ضربته على فكرة


رد فايز بعنف ليقول  فواز 


_ آه بس هو ايده والقبر


هنا أنفعل الآخر ولم يتحمل مضايقات فواز التي حبس الضحكة داخله حتى لا ينفجر بها أمام فايز الغاضب بشدة


_ هو إيه الكلام والأمثال واسلوبك إللي بقى زي الزفت دا ممكن تخرج برا وتسيبني  و


_ أنت في مكتبي !


قاطعه فواز بهذه الجملة بأريحية شديدة ليتوقف فايز فجأة عن الكلام ثم نظر حوله ليشعر بالحرج ويذداد انفعاله ليقول في غيظ بينما يضرب فوق مكتب فواز بكف يديه


_ ماشييي شكرا جدا 


_ العفو يا حيلتها .. 


قالها فواز ساخرًا فخرج فايز وهبد الباب بعنف من خلفه ثم تذكر فواز طريقة غادة مع ىنيم ومعاملتها كخادمة .. لم ينسى ذلك الموقف أبدًا ولم ينسى رقية الصغيرة وهي تبكي في ذات يوم ليضمها إلى صدرها وتحكي له كلمات قاسية وجهتها لها غادة هي وأخويها ليدرك أن هذه الكلمات لن تنساها رقية الفتاة الرقيقة طوال عمرها بل ورؤيتها لأبيها وهو يضم أخرى  .. لم تكن الصغيرة تدرك خطورة ما تقول لكن فواز كان يعلم أن كل مشكلة نفسية تنشئ منذ الصغر !..  


بالإضافة إلى ذلك .. نقطة ضعف فواز الأطفال لم يأذي يومًا أي طفل وخصوصًا أطفال فايز أخيه كانوا دائمًا المفضلين عنده في الحياة .. ليذداد كرهه لغادة ولم يستطيع  أن  يغفر لها فسلط عليها ذلك العمار الذي وراءه قصة ستجعل من حياة غادة جحيم .. تنهد فواز ثم قال في خبث 


_ تستاهلي كل خير يا غادة .. 


وعلى ذكر رنيم رفع الهاتف وقلبه بها لوعة الشوق تذيقه العذاب .. لم تجيبه رنيم في البداية لكنه لم يظل وبقى يطلبها لتفتح الخط فابتسم وقال في سعادة وحب 


_  أم العيال عاملة إيه ؟


_ انت بتتصل ليه دلوقتي حد قالك تتصل !


_ فيه إيه يا ولية بتزعقي في ودني كدة ليه !!!؟


صرخت رنيم بخشونة ما إن انفتحت ليُذعر فواز من جوابها عليه ويرد لها الصرخة بأخرى مذعورة وهنا قالت رنيم في حزن 


_ ولية !! أنا خلاص بقيت ولية !! .. 


_مش شايفة  نفسك الله ! 


ردت رنيم بصوتٍ منهك 


_ أعمل إيه بس ولادك مش راحمني ! 


تنهد قائلاً في ضيق 


_  يعز عليا تقوليها على حد غيري .. 


سألت _ هي إيه ؟؟!


ليميل على المكتب قائلاً بصوتِ خافت مغري 


_ فين أيام ارحمني يا فوز ! ..  راحت فين !!؟


هدرت به فهو نائم بالعسل وهي هنا لا تستطيع أن ترتاح فبين عزيز وحبيب لا يتبقى لها وقت حتى لنفسها 


_ أنت مش معقول مفيش في دماغك غير كدة


سايرها فواز _ لا لا فيه طبعا .. مين بيعيط ؟


_ عزيز ! 


قالت في حزن ليردف في تأفف 


_ هو الواد عزيز دا مبيبطلش عياط أبدا 


تنهدت ثم غاب صوتها وغاب صوت بكاء طفله ولاحظ فواز سكوته ليردف 


_ سكت يعني 


_ برضعه !


قالت رنيم لينتفض فواز فوق الكرسي هادرًا بسرعة


_ صوريه بسرعة 


_ لما يبقى يخلص رضاعة


قالت في انهاك ليهتف في لهفة وشوق 


_ الواد واحشني يا امو قلب قاسي صوري اخلصي 


فهمت رنيم من صوته ولهفته تخيلات عقله القذرة لتهتف في ضيق من أفكاره التي لا يدور غيرها في رأسه 


_ والله ! طب مع السلامة يا فواز .. 


_ بحبك ! 


قال في خفوت ليمنعها من الإغلاق في وجهه .. كم كانت تحتاج لسماع هذه الكلمة في وسط العشوائية والتعب التي تعيش بينهم 


_ بتقولي يا ولية ! 


قالت في حزن ليشعر بالغرابة أن الكلمة جرحتها وأكملت رنيم تبرر 


_ هو الكلف هيروح على فكرة وبدأ يروح و


_ انتي مفكراني بقولك يا ولية عشان كلف و الهبل دا !


قاطعها فواز بصوتٍ جاد حنون ثم قال 


_ انتي كلك بكلفك بهبلك بكل عيوبك بحبك يا رنيم .. 


دق قلبها من جملته التي راضت أنوثتها ليغدق عليها من كلماته التي تدعم ثقتها بنفسها .


_ وبعدين كلف إيه دا بس دا سمسم فوق الملبن .. 


شعرت رنيم بالخجل الشديد وابتسمت وقبضت على شفتيها وصمتت وارتفعت انفاسها .. من جملة واحدة ! غزله كان دائمًا ينال منها ويأخذها لعالم آخر .. شعر بحالتها .. طفلته الجميلة التي كل يوم يلاحظ أن تأثيره عليها يعود ليتقدم ويذداد .. 


_ أنا كنت بهزر معاكي يا عمري ..


صوت عزيز الباكي كان يذيد من ضغطها فنظرت لصدرها الذي خافت عليه أن يتهدل بسبب كثرة الرضاعة لتقول 


_ حاسة إني بقيت وحشة أوي ! ولسة يا فواز الولدين كتير عليا أوي 


شعر فواز بالشفقة عليها وهو يعلم كم تتعب في راعيتهما لتقول رنيم لعزيز كأنها تتوسله فعقلها كاد أن يجن 


_ بطل عياط يا حبيبي بقى أرجوك 


هنا لعن فواز العمل ولم يستطع أن يصبر وهي هناك تعاني وحدها فوقف من مكانه فورًا قائلاً 


_ أنا جاي أسكتهولك وأقنعك إنك زي القمر وتجنني 

يلا استنوا يوم الخميس بقى عشان تشوفوا بابا فواز وهو رايح يسكت ولاده الاتنين والبطة أمهم .. وإلا اشتروها ومتضطرش تستنى .. أوعى التسويق 🤣💖👌

_________

تعليقات