الفصل الواحد والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة

 الفصل الواحد والثمانون من رواية الخادمة الصغيرة 


الخادمة الصغيرة:

التفت ليه وعيونهم اتلاقت وقالت كأنها مش مصدقة إللي سمعته 


_ مازن مين ؟ صاحبك !


رد جلال بسرعة وعنف وهي لسة في حضنه وعيونهم مفارقتش بعضها في مشهد عبر عن العشق والكره في نفس الوقت 


_ روحتيله ! روحتيله يا كدابة و هو كمان مكانش في البيت وكدبتي عليا وقولتي إنك خرجتي من عند الدكتور روحتي لأمك بس 


رمشت رضا وكأنها في دنيا تانية إن جلال بيشك فيها بالطريقة دي  واستوعبت حالته الغريبة وخناقه معاها رغم محاولته التقرب ليها لكن في نفس الوقت كان بيفتعل أي خناقة معاها أول ما يختلوا ببعض 


_ عشان كدة متغير ! كل الأيام دي مفكر إني روحت أقابل راجل غريب ! 


نظراتهم لسة متعلقة ببعض ومردش .. 


شالت رضا ايده من على بطنها وقامت وهو فضل مكانه ، شد قميصه إللي كان خلعه ولبسه تاني وسابه مفتوح .. كان قميص بيتي لونه أبيض خفيف عارف إنها بتحبه فلبسه ! 


عيونها اتعلقت بيه لما وقفت ادامه وهو بيبصلها بعيون كلها غضب واتهام ومش مكلف نفسه جهد إنه يشرح موقفه وكأنه متأكد من كلامه ومتأكد من خيانتها ، عضت شفايفها من الوجع وهي بتحضر نفسهل للي هتقوله ، مكانتش عاوزة تعيش نفس الألم تاني لكنها قالت باللي صدمه وكشفله قسوته عليها ! 


_أني روحت للرقاصة ! روحت للرقاصة اللي حامل منك يا جلال 


بانت معالم التفاجئ على وشه إللي كأن حد لكمه بقوة 


كملت رضا بحزن وغضب _ سمعتكوا وانتوا بتتكلموا ! مقدرتش مروحش ، كان نفسي أموتها بايدي واخنقها !!


ونزلت دموعها ومشاعر الاسف والحزن الشديد ظهروا على ملامح جلال !!! ... 


حس بسكاكين بتقطع في قلبه لما عرف أنها عارفة كل دا ومستحمله ! أد إيه هو دمرها وأذاها وهي لسة بتعيط وبتصرخ 


_ أمك قالتلي إنها حامل في اتنين ، أني قلبي بيتقطع يا جلال ، قلبي بيتقطع وروحي كل يوم بتموت وأنت مش حاسس ، نفسي اسيبك وامشي بس مش قادرة، مش هقدر أعيش من غيرك ، نار قربك أحسن من نار بعدك ...


قام جلال ووقف وجرى عليها ومسكها ومش عارف يقول ايه وهي بتصرخ فيه 


_ كل ده وتقولي مش بحبك وعاوزة غيرك! ملعون أبو أي راجل غيرك ، يغوروا في داهية كلهم مش عوزاهم ولا عمري عوزت غيرك في حياتي


عيون جلال دمعت ... رغم أخطاءه لكن مكانش بيحب يشوفها تعيط ! مكانش بيحب بيشوف نتايج أعماله البشعة وهي بتقع عليها وبتألمها وبتدمرها  


_ فيه ست تتحمل إن واحدة تاني تكون حامل من جوزها! في ست تتحمل الخيانة ! في ست تتحمل كل الأذى دا عشان راجل إلا لو كانت بتعشقه وبتعشق التراب إللي بيدوس عليه وملهاش غيره !


حاول جلال يهديها ويضمها في حضنه بسكوت لكنها كانت بترفض وهي بتقول وسط شهقاتها العالية 


_ وفي الآخر تتهمني في شرفي ! ليه يا جلال عملتلك إيه عشان تعمل فيا كدة ، حرام عليك ، حرام عليك تقسى عليا كدة 


نجح بعد مقاومة كبيرة منها إنه ياخدها في حضنه أخيراً وهو بيقبض عليها جامد وبيعيط بقوة بعد ما شافها منهارة وشاف ظلمه ليها في عيونها وقهرها في بكاها وصراخها وكسرة قلبها وكرامتها في كلامها 


_ اهدي يا حبيبتي .. أنا آسف 


فضلت تعيط وهو كمان وفجأة قال 


_ أنا مقدرش أشوفك بتعيطي كدة .. أنا بحبك أوي يا رضا


صوت عياطه ارتفع كأنه طفل وهنا رضا بدأت تهدى عشان تتأكد من إللي سمعته منه وإللي أول مرة تسمعه بصدق 


_ جلال !


بصلها في عيونها المليانة دموع واعترفلها وأكدلها بقوة وهو بيعيط وفي أقصى حالات صدقه 


_ بحبك ... بحبك والشك كان هيموتني لما مراة ابوكي قالتلي أنه جه عندك كتير ، مكونتش عارف أعمل إيه ، لو واحدة تانية غيرك كنت قتلتها بعد إللي سمعته ، أنا بعترف إني مجنون بس مقدرتش ، مقدرتش أأذيكي !


 ردت رضا بسرعة ودموعها بتسير على خدها 


_ كدابة في أصل وشها ، مجاليش غير مرة واحدة بس وطردته والله وأسأل جيرانا عربيته البلد كلها شافتها يا جلال 


هز راسه بالرفض وهو بيحاول يبتسم بين دموعه 


_ أنا اتأكدت خلاص .. مش هسأل حد تاني ، مكانش ينفع أشك أصلا من الأول 


مسك ايدبها وبصلها في عيونها وقال كأنه مهووس بيعبر عن حبه 


_ زي مانتي مش هتقدري تعيشي من غيري أنا كمان مقدرش أعيش من غيرك .. في الأول أنا ، أنا مكونتش بحبك ! بس ، بس بعد كدة أنا ، كل حاجة اتغيرت فيا ، من غير ما أحس ، لقيت نفسي بحبك ومش قادر أعيش وانتي بعيدة ، أي حاجة تحصلك بحس أنها بتقلب حياتي كلها وبتخليني متوتر وممكن أعمل أي حاجة كأني مش عاقل ! 


مسح دموعه بسرعة ورضا بصاله وهي شايفة أحلى حلم في حياتها بيتحقق وجلال بيعترفلها بحبه بجد ! مش زي ما أمه قالت انه اتحوزها عشان الورث بس ! يمكن في الأول اتجوزها عشان الورث لكن دلوقتي هو بيحبها بجد ودا إللي رضا اتأكدت منه النهاردة وهو بيقول زي المهووس بيها 


_ خلي بالك من نفسك ، متفكريش في إللي فات ولا تفكري في الولد إللي جاي من واحدة غيرك ، مش هخلي أي حاجة تأثر على علاقتنا ببعض مهما حصل ، أنا هحمي علاقتنا بروحي. ، والغلط إللي غلطته مش هسمح إنه يدمر مستقبنا مع بعض ، مش هسمح أبدًا يا حبيبتي


نست رضا كل حاجة وعشات معاه اللحظة دي وبس وقالت 


_ وأني واثقة فيك يا حبيبي ، عمري ما هفقد أملي وثقتي فيك مهما حصل


باس ايديها الاتنين بسرعة عدة مرات ودموعه غرقتهم وهي بتهتف بين ابتسامتها وملامح وجهها المتألمة 


_ بحبك ، بعشقك يا جلال


_ وجلال بيموت فيكي ، بيحبك وبيحب ابننا 


وشدها لحضنه بقوة كبيرة جدا وهو بيضمها وبيقولها 


_ مش عاوز منك غير حضن ، حضن اتطمن بيه إنك معايا أنتي وابننا ، وحضن اطمنك بيه إني بحب وإني ليكي أنتي بس ..


ولقت نفسها بين ايديه ، بكل رقة كأنها فراشة متشالة على كفوف الراحة ... 


خدها جلال وحطها على السرير برقة وقرب يمسحلها دموعها برقة فمدت ايديها ومسحت هي كمان دموعه فضحك ضحكة خفيفة بسيطة وكلها براءة وهي بتأكد لنفسها أن جلال كويس وجميل بس الظروف هي إللي صعبة ، رضا كانت صح من الأول إن جلال كويس وعنده استعداد يتغير ويكون كويس ، واهي شايفة جلال آهو بيتغير تماماً وهو بيتمدد جمبها وبياخدها في حضنه وايده على بطنها ... مش عاوز منها أي حاجة غير إنه يحضنها ويطمنها ويتطمن بيها وبس ويعوضوا بعضهم عن إللي فات كله .. 


💎💎💎💎🤍🤍🤍نهاية الفصل .... 💎💎💎💎🤍🤍🤍

_____-

تعليقات